تسببت المخرجة السعودية هيفاء المنصور المتجاوزة للحدود (ويمكن أن يعتبرها البعض جدلية) بسيلان الحبر على الورق وصدور العديد من الأخبار مؤخراً. وعلى الرغم من أن جوائز الأكاديمية الـ86 القادمة قد صدت وبشكل مفاجئ العديد من الأفلام المشهورة والقوية عالمياً في قائمتها الأخيرة لمرشحي عام 2014 والذي كان فيلم المخرجة المنصور وجدة من بينها، إلا أن فيلم المنصور هو أحد أكثر الأفلام الجريئة التي تتحدى العادات والتقاليد الاجتماعية أخرجته مخرجة عربية في السنوات الماضية.
إن فيلم وجدة ليس فقط أول فيلم عربي سعودي أخرجته مخرجة امرأة وصل إلى الترشيحات لأفضل فيلم أجنبي في جوائز الأكاديمية، وإنما هو أيضاً الفيلم الأول الطويل الذي تم تصويره بالكامل في المملكة العربية السعودية.
بينت المنصور التي عرضت فيلمها من قبل للمرة الأولى عام 2012 في مهرجان البندقية السينمائي أن أسلوبها التحفيزي في العمل والذي يتصف بالتحدي قد نفذته على التقاليد السعودية من خلال تصوير الفيلم من داخل شاحنة صغيرة وهي ترتدي العباءة، مما وفر لها دعم الحكومة.
“لاحظت من خلال مشاهدة الأفلام الإيطالية التي تلت الحرب، بالإضافة إلى الأفلام الإيرانية أنه يمكنني تصوير والتقاط التغيرات الاجتماعية فقط من خلال عرض الحياة اليومية في بلدي،” هذا ما قالته المنصور في محادثة مع ذا هوليود ريبورتر The Hollywood Reporter. وبالتالي أشارت المخرجة إلى ذا بايسكل ثيف The Bicycle Thief وهو فيلم إيطالي رائع من الواقعية الجديدة ويتحدث عن صبي ووالده، أنه كان مصدر إلهامها لقصة الفتاة وأمها التي تتحدث عن فتاة تبلغ الـ11 من عمرها وترغب بركوب الدراجة كالصبيان من عمرها في بلد ما زالت تمنع فيها من ركوب الدراجة لوحدها.
وتبعاً لفورين بوليسي، التي رشحت الكاتبة والمخرجة في قائمتها لليدينغ غلوبال ثينكرز Leading Global Thinkers لعام 2013، يتميز أسلوب المنصور في إخراج الأفلام بـ “كسر الحواجز التي وضعتها المملكة بين الجنسين.”
وأضافت المنصور، “إن المملكة العربية السعودية في طريقها للانفتاح وفكرت بأنني لربما أستطيع التركيز على أحد الصدوع وأصنع منها فيلماً. إن التغير الاجتماعي مستمر والعواطف تتغير كذلك أيضاً. تبدو الأمور هادئة لكنها تغلي تحت الغطاء لأن هذا الجيل الشاب يمتلك مفتاح العالم وهو يطرح الأسئلة عن عاداتنا وتقاليدنا.”
حتى الآن، فاز فيلم وجدة بجائزة سينما فور بيس The Cinema for Peace Award/ إنترفيلم Interfilm Award في مهرجان البندقية السينمائي، وبجائزة أودينس Audience Award/ بيست بيكتشر Best Picture في مهرجان لوس أنجلوس السينمائي. كما تم ترشيحه أيضاً للجوائز في مهرجاني تريبيكا وتيلورايد السينمائيين.
كتبت المنصور على حسابها تويتر: “أنا حزينة أن وجدة لن يذهب إلى حفل الأوسكار، لكن الحياة تستمر وكل ما يمكننا فعله هو العمل بجد والتقدم. مع حبي، هيفاء.”
إليزابيتا تودور