كريستيان ديور ليس سوي رجلا يعشق الاسترخاء في ظلال الحديقه، على الرغم من ولعه الشديد بالمناسبات الاجتماعية و الحفلات الصاخبة. عندما كان طفلاً، تعلم فن تنسيق الحدائق واكتسب حبه للزهور من خلال والدته، مادلين، التي كان يساعدها في تنسيق الحديقة في منزل طفولته – وهي فيلا من الزمن الجميل تدعى لي ريمب Les Rhumbs، في غرانفيل، نورماندي. عن هذا البيت، كتب ديور، ” يدين كل من حياتي وأسلوبي في كل شيء تقريباً لموقعه ولهندسته المعمارية”
ولذا في نهاية موسم الأزياء الراقية المتألق بالحفلات، قام بيت أزياء ديور بنقل حفنة من الصحفيين بطائرة هليكوبتر إلى نورماندي لزيارة بيت طفولة كريستيان ديور وليختبروا جميعاً المكان الذي بدأ منه كل شيء.
ظهرت Les Rhumbs بنفس قدر الجمال الذي كانت عليه بالتأكيد عندما كان ديور شاباً، و هي تطل على المحيط الأطلسي تظللها سحب لا يمكن إلا أن تسمى سماء ديور الرمادية – بدون نادي التنس المجاور. ظلت السياج التي تم ذكرها في مذكرات ديور من ديور التي على شكل متاهة قائمة، تماماً مثل المظلة الخشبية و أثاث الحديقة الذي قام بتصميمه بنفسه. ظلت عائلة ديور تملك الفيلا حتى الثلاثينات، عندما أجبرتهم ضائقة مالية لبيع المنزل وجميع محتوياته. لم يرجع المصمم إلى هناك قط، ولكن ظلت روحه متعلقة بالمكان: تم فتح الحدائق للجمهور في أواخر الثلاثينات، وبعد ستين عاماً، في عام 1997، أصبح Les Rhumbs موطناً لمتحف كريستيان ديور.
في هذا الموسم، وكجزء من مهرجان الفن الانطباعي النورماندي 2013، يقدم متحف كريستيان ديور” انطباعات ديور”، وهو معرض يستكشف كيف تعمل جماليات الأعمال الانطباعية الرئيسية، على سبيل الإعارة من متحف مارموتان ومتحف دورسيه في باريس، من بين آخرين، التي تتوافق مع موضات ديور من الأربعينات إلى يومنا هذا. وعلى الرغم من مسافه الأكثر من نصف قرن التي تمتد بينهما، و لكن التشابه بين الفن وملابس ملفت للنظر. في الطابق الأرضي تتدلي ورود رينوار المتلألئه في ما كان ذات مرة يطلق عليه غرفة المعيشة، ليس بعيدا من العروض الرئيسيه تم عرض تصاميم شهيرة مثل ثوب بعد الظهيره “روز دي فرانس” لعام 1956، أو ثوب فيلمورين، الذي اطلق عليه هذا الاسم عن طريق اشهر كتالوجات البذور آنذاك، و الذي حفظه ديور عن ظهر قلب. وقف احد اثواب راف سيمونز لخط ازياء ربيع 2013 علي مدخل العرض – و هو ثوب سهره مكون من ثلاث طبقات من التول المطرز و الحرير المنفوش. في الطابق العلوي عرض ثوب راقي ذا كورسيه من عام 2005، الذي صممه جون جاليانو تكريما لمادلين ديور، ليعرض بجانب ثلاث سيدات يقفن تحت المظلات، تصميم ماري براكموند، في حين أن التطريز على ثوب الأورجانزا يستوحي من لوحة اصليه رسمت باليد لطيور، و هي الزخرفه الوحيده الموجده في منزل ديور حسب ما يتذكره.”
وفي الوقت نفسه، حب ديور للزهور تجلى من جديد في الحديقة، حيث عرض لوحه لاثني عشر من اشهر عطور بيت الازياء، ابتداء من ميس ديور و ديوريسيما الي لإبداعات الأكثر حداثة (ورش عطور نهاية الأسبوع متاحة من خلال الحجز المسبق). حقيقه، تلك المجموعات ارضت الجمهور، و هذا دليل آخر علي واحد من مذاهب ديور المشهورة: “لا يمكنك أبدا ان تخطأ إذا كنت تأخذ الطبيعة كمثال”
ومع ذلك، هذا المنزل التاريخي ليست سوى بداية القصة. الشهر الماضي، استحوذ بيت ازياء ديور علي مسكن اخر من مساكن كريستيان ديور الخاصة، و هو شاتو دي لا كولي نوار ذا الثلاثين الغرفة (المعروف محليا باسم شاتو ديور)، في بروفانس.
فعاليات انطباعات ديور تستمر الي 22 سبتمبر 2013.
-تينا إيزاك