قطع روسانو فيريتي شوطاً طويلاً، وتشهد مسيرته المهنية على الرحلة الملهمة التي قطعها بين قص الشهر في قرية إيطالية صغيرة والسفر بطائرة خاصة لقص ضفائر المقبلات على الزواج. وعلى الرغم من أن فيريتي لا يفصح عن أسماء زبوناته، يمكنكم البحث على غوغل لتحصلوا على قائمة قصاته لشعر أشهر العارضات وأجمل المشاهير والشخصيات الملكية. ونجد على قائمة زبوناته اللواتي أطلقن يد منسق الشعر الإيطالي في ضفائرهن كيت ميدلتون وشقيقتها بيبا ميدلتون وسلمى حايك والعارضتين كريستي تورلينغتون وكيت موس و الليدي غاغا.
ويكمن مفتاح نجاح فيريتي في طريقة قص الشعر المبتكرة المسماة “ذا ميثود”، وهي أحد أشهر طريقتين لقص الشعر عالمياً في الخمسين سنة الفائتة. لكن لا يمكنك الحصول على ذلك بسهولة، حيث تكلفك قصة الشعر لديه 1,500$ دولار أمريكي، مما يجعلها قصة الشعر الأعلى أجراً في العالم. وعلى الرغم من أن فيريتي لم يعد يقص الشعر بنفسه، قام بافتتاح ما يزيد على 20 صالون تحت اسم روسانو فيريتي بين الصين ولوس أنجلوس، ويخطط أيضاً للتوسع إلى دبي وأبوظبي هذا العام.
جلست خولة غانم محررة التجميل في ستايل.كوم/العربية مع منسق الشعر الشهير هذا لمناقشة مصادر إلهام طريقة “ذا ميثود” وصالوناته الجديدة في دبي وأبوظبي واحتياجات المرأة العربية برأيه.
خولة غانم: هلا أخبرتنا قليلاً عن نشأتك كمواطن إيطالي؟
روسانو فيريتي: ولدت في قرية إيطالية صغيرة تسمى كومباجيني. يعيش في هذه القرية ما يقارب الـ400 نسمة. كان جدي حلاقاً وكانت والدتي منسقة شعر، ووددت أن أصبح مهندساً معمارياً. لطالما أحببت الرسم، واعتدت بيع لوحاتي لأساتذتي عندما كنت في الثانية عشر من عمري. وكنت أتمتع بحس عالٍ تجاه الانسجام والجمال والقيم الجمالية والألوان.
وكيف تحول ميلك من الهندسة المعمارية إلى أن أصبحت منسق شعر؟
كانت تلك عملية سلسة. كانت رغبة جدي عندما توفي أن أدخل مدرسة تعليم تنسيق الشعر وأجرب ما يمكنني فعله. لذلك قررت أن أحضر دورة في ذلك المجال، وكنت هناك الصبي الوحيد بين 17 فتاة. وكانت الفتيات السبب الذي جعلني أعود إلى الدرس في اليوم التالي، وأخذت أعمل في مجال تنسيق الشعر أكثر فأكثر. وقال لي الجميع أني ولدت لأكون منسق شعر.
إذاً قد سلمك جدك الراية؟
في الواقع لم يكن هنالك الكثير لأرثه عنه. كان لديه مقصان وحقيبتان جلديتان. لكن تنسيق الشعر كان يسري في عروقي.
هل جربت قص الشعر عندما كنت صبياً؟
لم أفعل أي شيء آخر بين الخامسة عشر والعشرين من عمري. سافرت إلى لندن عندما بلغت السادسة عشرة لدخول أكاديمية ساسون لمدة أسبوع. لم أكن أتكلم اللغة الإنجليزية على الإطلاق ولم يكن لدي مترجم، لذلك قمت بقص الشعر بمفردي. وعندما رأى المدرس قصة الشعر تلك قدم لي عرض عمل فوري.
وكيف كان الانتقال من قرية صغيرة إلى العاصمة لندن بمفردك في تلك السن؟
كان ذلك جميلاً وصعباً في آن معاً. أتيت من بيئة ريفية إلى مدينة لندن التي لم تكن بيئة مرحبة على الإطلاق في ذلك الزمن، إذ كان الإيطاليون ينتمون إلى طبقة اجتماعية دنيا منذ أربعين عاماً.
لماذا اخترت لندن؟
تمتعت أكاديمية ساسون بشهرة كبيرة، ويأتي ذكرها في كل مجلة. كانت تلك المرة الأولى التي أغادر فيها القرية، وحظيت بعرض عمل بعد ثلاثة أيام. لم أكن مهتماً كفاية بذلك، إذ كان حلمي أن أجوب العالم. الجمال قيمة عالمية، وعلينا احترام الثقافات المحلية المختلفة. على سبيل المثال، يرغب الجميع في لوس أنجلوس بإطلالة لوس أنجلوس الشقراء، أما في لندن فلا أحد يرغب في ذلك، بينما يرغب الناس بنوع آخر من الشعر الأشقر في باريس. فعليك تطبيق الإطلالة العالمية لتلائم الثقافة المحلية.
ومن أين استوحيت طريقة ذا ميثود؟
كانت تلك رؤية راودتني لعشرة أعوام، لكنني طورت الطريقة في ليلة واحدة. كنت أرغب بابتكار قصة لا تتمتع بأبعاد هندسية دون أن أنظر إلى حركات المقص. كل ما أردته هو تسريحة شعر طبيعية، لذلك ابتكرت قصة الشعر غير المرئية.
كنت مع أربعة من أجمل العارضات عندما كنت في جلسة التصوير الأخيرة لعلامة فيرساتشي في جزيرة مالطا، وكانت إحداهن شقراء، وكنت قد قصصت شعرها وتركت لها غرة منذ أسبوع مضى. وقلت لها عند الساعة الخامسة صباحاً (عندما كنا في مالطا): “خطرت لي فكرة. يجب أن أقص شعرك” وكانت مترددة في ذلك لأنها أحبت قصة الأسبوع الفائت. فقلت لها: “اسمعي…هنالك أمر يجول في خلدي…ثقي بي.” وكنا على الواجهة البحرية للفندق عند السادسة صباحاً، وكانت جالسة على حجر، وكان المقص كل ما أحمله. ومن ثم بدأت بتحريك يديّ. وكانت الخدعة كامنة في اتباع انسياب الشعر الطبيعي. وكانت حركات يدي وجسمي هي من تقوم بالقصة وليس المقص.
هل قمت بتعليم طريقتك لأحد؟
لفريقي فقط. تقوم شقيقتي لورينزا بتعليم ثمانية أشخاص في العام ضمن غرفة صغيرة تحتوي على أربع مرايا. يحتاج الطالب المتوسط لستة أشهر لتعلم هذه الطريقة. إنها أشبه بتعليم المعماري العمل دون أدواته. عليك تعليمهم الانتقال من طريقة تفكيرهم المنطقية المتأصلة إلى الاعتماد على أحاسيسهم.
وما الذي دفعك إلى افتتاح صالون في دبي وأبوظبي؟
ألهمني العالم والزمن الذي نحياه. يتغير العالم بوتيرة عالية، وعليك التأقلم مع ذلك إن كنت ترغبين بإحداث تغيير في هذه الصناعة. وكذلك فإن هذه الصناعة آخذة بالتوسع المتسارع في هذه المنطقة، مما يجعل الفرصة مواتية للقيام بهذه الخطوة.
ينتمي أثرياء العالم إلى هذه المنطقة، وكثيراً ما يزورون لندن وباريس ونيويورك للتسوق والتجميل وتنسيق الشعر. وقد تغير العالم لدرجة أنك لا تحتاجين للذهاب إلى دبي لتفهمي أطباع الفتاة الشرق أوسطية. يأتين إلى صالونك وتعلمين أن الخصوصية تحتل مكانة كبيرة بين أولوياتهن، فتتفهمين ذلك وتحترمينه. سيكون الصالون هنا في فيلا خاصة، وليس في فندق أو مركز تسوق.
ما هي أفظع الطلبات التي طلبتها منك زبونة؟
كان لدى زبونة حفل زفاف منذ شهرين. فاشترت جزيرة وأقلتني بالطائرة إلى هناك لمدة أسبوع. لم يعد ذلك أمراً غريباً الآن.
هل صحيح أن قصة الشعر في صالونات روسانو فيريتي هي الأغلى عالمياً؟
ذا ميثود هي أحد أغلى قصات الشعر في العالم، لكنها ليست بهذه الفظاعة. إن كانت الصالونات المنافسة تتقاضى 200$ دولار فنحن نتقاضى 250$ دولار. أما إذا أردت أن أقص شعرك بنفسي، فالأمر مختلف. لكنني لا أقص شعر أي كنت، أقوم بذلك للمرح والأصدقاء فقط.
هل تنوي التوسع بصالوناتك إلى بقاع أخرى من العالم؟
ربما الدوحة بعد دبي وأبوظبي. لكننا الآن قد بلغنا مبتغانا. وكذلك أود الاحتفاظ بطابع الحصرية أيضاً.
هل فكرت بإطلاق مجموعة منتجات العناية بالشعر؟
دعينا نتحدث عن ذلك في مقابلتنا التالية…بعد ثلاثة أشهر.
هل من نصائح تود إسداءها إلى منسقي الشعر الطموحين؟
استمعوا لاحتياجات زبوناتكم ورغباتهن. أمضوا وقتاً أطول في الإصغاء للآخرين. العالم يتغير، لكنه مازال يحتاج إلى الكثير من التغيير من حيث خدمة الزبائن. مازال الناس يركزون على صيحات موضة الشعر، فكيف يمكنكم اختيار الصيحات على شكل تعبير إبداعي. تعتبر كل فتاة حالة خاصة، لذلك عليكم التفكير بجمالها المتفرد.