أمبر إيترنال
من غيرلان
المكونات: النرجس والقرفة ونجيل الهند
بمجرد وجود كلمة amber هنالك فرصة أمام الولع بصناعة العطور لتلعب معنا لعبة الكؤوس التي يكون فيها اللاعب في حيرة من أمره حيال الكأس الذي تقع القطعة النقدية تحته. عادة ما يكون الكهرمان amber العادي جزءاً من قلادة مصنوعاً من الراتنج المقسى أو معثور عليه على شواطئ بحر البلطيق. ليس للكهرمان رائحة إلا عندما يتم تسخينه لدرجة التقطير الذي يفسده، حيث يفرز في هذه المرحلة زيتاً لا يستخدم في صناعة العطور في أيامنا هذه. وهنالك العنبر amber العطري الذي نجده في المتاجر هنا وهناك في البلاد العربية، وهو مزيج من الونيلين والراتنج ومسحوق الأسيتانيليد. يبدو كصخرة هشة ورائحته زكية ولا يكلف صنعه الكثير. أخيراً لدينا العنبر ambergris الذي تفرزه الحيتان بعد وجبة ضخمة تتناولها، وهو مادة دهنية ذات لون رمادي داكن نجدها راسية على الشواطئ. رائحتها رائعة وتكلفتها عالية.
وأنا أكشف لكم من موقعي، بالنسبة لي على الأقل، أن عطر أمبر إيترنال لا يشبه أي مما سبق. في الواقع إن السمة العليا الجافة التي تظهر أمامنا كمارد ضخم خارج من باب مسحور تبدو مصنوعة من السوسن والبنفسج مع لمسة من ملح الإستر الكافوري. والسوسن هنا ليس تلك المادة الخبزية الشفافة التي نلاحظها في إصدارات شانيل الأخيرة، بل إنه أشبه بذلك التناغم القوي الساحر لعطر إيريس سيلفر ميست (موريس روسيل، 1994) من لوتنس. وبعد زوال رائحة السوسن ينتقل العطر إلى مرحلة جديدة من تناغم رائحة الخشب والفاكهة الذي يدور حول نجيل الهند ويتجه بعدها نحو مرحلة الجفاف التي لا تظهر فيها أية مواد كيماوية. إن أردت أن أخمن ما هو القصد الفني وراء هذا العطر فسأصفه على أنه محاولة للخروج بنسخة معاصرة من عطر غريس (فاث، 1946) باستبدال التألق الخمري للعطر الأصلي بنسخة مخففة بالأبيض والأسود. إنه عطر رائع فعلاً.
النرجس ونجيل الهند