كان البناء الذي وجدنا أنفسنا فيه عندما خرجنا من المصعد مساء الخميس موقع تشييد حقيقي، لكن وجهتنا النهائية كانت جناحاً في الطابق العلوي، وكان مليئاً بالأثاث ومهيأً للسهرة الأنيقة التي ستقام فيه. وما أن وصل الضيوف إلى أعلى البناء حتى شاهدوا الإطلالة الساحرة على مدينة بيروت ومسجد محمد الأمين، وقد ملأوا الأجواء بالضحكات. أما الطاولات فكانت مزينة بالوريقات والليمون، كما كان هنالك عازف قدم أغاني الطرب العربية خلال تناول العشاء المؤلف من أطباق لبنانية تقليدية شهية.
استطاعت هذه الحفلة الليلية إخراج مصمم الأزياء الراقية رامي قاضي من الاستوديو الخاص به، وكانت قد أقيمت احتفالاً بتعاون معرض غابرييل آند غيلوم مع نور النمر مصممة علامة نمرولوجي التي هي بدورها علامة أدوات سفرة فاخرة في لندن. أما غابرييل آند غيلوم فهو معرض مؤقت لفنون الديكور أسسه كل من نانسي غابرييل وغيلوم إكسكوفييه. بعد أن التقيا في متجر إكسكوفييه الذي يحمل اسمه في باريس اكتشف هذا الثنائي أنهما يتشاركان الشغف للفن والتصميم. وقد خرجا سوية بفكرة المعرض الفني الرحال الذي سيتيح لهما عرض شغفهما لفنون الديكور. وقدم معرض غابرييل آند غيلوم مجموعته في بيروت خلال عامي 2013 و2014 وفي باريس عام 2015 في صالونات كريستوفل التاريخية. والآن يعود هذا الثنائي لتقديم معرض جديد في بيروت.
تحدثت ستايل.كوم/العربية إلى إكسكوفييه فوق سطح ذلك البناء، وبعيداً عن تلك الضوضاء التي تشتهر بها هذه المدينة. ورداً على سؤال حول قطع الديكور المعروضة، قال: “إنها عتيقة في الغالب”. وعقّبت غابرييل قائلة: “يتجه الناس في بيروت الآن إلى الجمع بين القطع الحديثة والأخرى القديمة التي ورثوها عن آبائهم. أما في باريس، فلا يميل عشاق التصميم إلى التأثر بذلك عندما يتعلق الأمر بديكور منازلهم. بل إنهم يثقون بالأنماط التي يعشقونها، وبيروت ماضية في هذا الاتجاه أيضاً.” لدى غابرييل ثلاثة أولاد، لذلك قد يسافر إكسكوفييه وحيداً في بعض الأحيان باحثاً عن قطع يعزز بها مجموعتهما. لكنهما يبقيان على اتصال دائم، ولا يختار أحدهما قطعة دون موافقة الآخر. قالت غابرييل: علينا النظر في مصدر القطعة والمجموعة التي تنتمي إليها وجودتها وأصالتها.”
أما نور النمر فهي شابة مولودة في بيروت لأب فلسطيني وأم تركية وهي مؤسسة ومصممة علامة الديكور المنزلي الفاخرة نمرولوجي. وبما أن نور النمر قد نشأت في بيروت ودرست في لندن وأخيراً تقيم في إسطنبول فإنها تعزو مصدر إلهامها إلى أسفارها ومغامراتها حول العالم. “إن مصدر إلهامي هو رحلاتي وأسفاري.”. وتضم مجموعة أدوات الطاولة الأنيقة المصنوعة من رماد العظام والمطلية بالذهب التي تحمل اسم “تركت قلبي في المكسيك” I left my heart in Mexico الألوان الداكنة والرسوم الدقيقة والأزهار والحيوانات المرسومة بعناية، وهي مؤلفة من 200 قطعة مصنوعة خصيصاً لمعرض غابرييل آند غيلوم.
وعلقت غابرييل على مجموعة أدوات الطاولة قائلةً: “أجرينا الكثير من جلسات العمل، وكان ذلك شاقاً لوجود طبقات عديدة من الألوان، وكذلك الرسوم كانت صعبة للغاية.” وقالت غابرييل في مديح هذه الموهبة الشابة: “تطلب الأمر مستوى عال من الإدراك للحصول على أفضل النتائج في النهاية. لا بد أن هناك مستقبلاً باهراً ينتظرها.”
يقام معرض غابرييل آند غيلوم المؤقت في “ديستريكت إس” وسط العاصمة اللبنانية بيروت ويستمر حتى الثامن عشر من شهر يونيو (من الإثنين إلى السبت) بين العاشرة والنصف صباحاً والثامنة مساءً.