حدقي مطولاً في عينَي الجميلة الإيطالية ماريا كارلا بوسكونو البنيتان وقد تلحظي وميض الشخصية النارية الناتجة عن حياة مليئة بالمغامرات. عندما أتمت هذه الجميلة المولودة في روما والناشئة في كل من الولايات المتحدة وكينيا عامها الخامس والعشرين في 2005 كانت قد أصبحت عارضة عالمية واحتلت مرتبة في قائمة فوربس لأفضل 15 عارضة أزياء أجراً بدخل وقدره 3.5 مليون دولار. كما كانت هذه العارضة الوجه الإعلاني في الحملات الدعائية لعدة علامات تجارية منها: إميليو بوتشي Emilio Pucci وهيرميس Hermès وجون غاليانو John Galliano وموشينو Moschino، كما أدت المئات من العروض وافتتحت تقويم بيريلي ما لا يقل عن أربع مرات. يتم تمثيلها اليوم من قبل ثمانية وكالات أزياء متوزعة بين باريس وميلانو ولندن ونيويورك وستوكهولم وهامبورغ وكوبنهاغن وبرشلونة وبرلين.
لكن ما يسلط عليه الأضواء غالباً هو عمل ماريا كلارا كملهمة لا منازع لها لدار جيفنشي والصداقة الطويلة الأمد مع ريكاردو تيشي، المدير الإبداعي هناك. كما حضرت ماريا كلارا إطلاقة تشكيلة جيفنشي لمكياج تصميم الأزياء الجديدة في باريس مؤخراً. كان شعرها الأسود مسترسلاً ناعماً وبدت هادئة الأعصاب وقوية مرتديةً قميصاً أبيض ذو أزرار وتنورة جلدية ضيقة ملائمة لحذاء الكعب العالي الأسود. عندما طلبت منها أن تصف سيدة جينفشي، صاحت ماريا كلارا: “أنا…أنا…أنا. ألا تعلمين أني أجمل وأذكى وأروع سيدة في العالم؟” أجل، تتمتع بروح الدعابة أيضاً ووافقها العديد ممن كانوا في الغرفة الرأي مسحورين بجمالها.
ذكرتِ خلال العرض أن صورة الحملة (في الأعلى) تجسد ماريا كلارا “الجديدة”، فماذا عنيت بذلك؟
تحلو الحياة عندما تصبحين أماً. أنا لا أنتقص من قدر أي سيدة اختارت ألا تنجب أطفالاً فهذا خيارها في النهاية. لكن الحياة رائعة الآن فأنا أرى الحياة في عيني ابنتي وكل شيء يبدو جميلاً. أشعر بأنني حققت ذاتي وحياتي الآن ملأى بالحب. هذا ما تجسده الصورة.
هل تغيرت طقوس مكياجك الآن بعد أن أصبحت أماً؟
حسناً، إني أحاول ألا يظهر علي التعب فأستعمل الآن بودرة جيفنشي كومباكت كوتور Givenchy Compact Couture لأنها سريعة. أستعملها عندما آخذ (ابنتي ذات السنة والنصف) ماريا لوكاس إلى المدرسة لأن ذلك يقربنا أكثر إلى بعضنا البعض. أبحث حالياً عن المنتجات السريعة.
بمناسبة الحديث عن المكياج والملابس بشكل عام، أتعتقدين أن الإطلالة الطبيعية هي الأجمل؟
كلا…هنالك أيام ترغب خلالها المرأة أن تبدو أفضل. على كل حال، اهتمي براحتك لا تضعي نفسك في وضع غير مريح. قد ترتدي سيدة ما تنورة على الرغم من أن مؤخرتها ضخمة، قد يتسائل الناس لماذا ترتدي هذه السيدة التنورة، لكن يمكنك أن تلاحظي أن هذه السيدة سعيدة جداً بها.
أنت ملهمة جيفنشي منذ سنوات، فهلا حدثتنا عن عملك مع ريكاردو تيشي؟
أما بالنسبة لريكاردو فيسأل الناس: “لماذا تتحدثين كثيراً عن ريكاردو؟” حسناً…إنه عبقري. هنالك الكثير من الناس الذين أحبهم لكنهم ليسوا بعبقريته. لكن بصراحة ريكاردو يهملني كثيراً فأنا أسمع كل هذا المديح والإطراء حول العالم أما ريكاردو فيراني ويقول “أجل…اصمتي” فأشعر بالدهشة، أو يقول “ما هذا الذي ترتدينه؟” أو “ياللهول، كيف صبغت شعرك؟” تسير الأمور هكذا لأننا أشبه بأخ وأخت وعند الخصام نكون وحشيين لكن بعدها تكلم كل منا والدته. “يتوجب عليك أن تكلمها” أو “لم لا يكلمني؟” “لم لا تجيب على اتصالي؟” ومن ثم نعود كسابق عهدنا، أخاً وأختاً.
كلاهما (تيشي ونيكولاس ديغينز، المدير الفني للمكياج والألوان في جيفنشي) شغوف بما يعمل، ويناسبني ما يصنعه ريكاردو وعالم ريكاردو إلى أبعد الحدود، لكنني لم أكن مغرورة بذلك أبداً. لم أفكر قط ان أكون الوحيدة وآخذ فرص الآخرين، ويعلم ريكاردو أني أتمتع بكافة جوانب المرأة. كما أن عرضه مليء بمختلف أنواع الجمال والجميلات مثل ستيلا وكارين إلسون وكـ…كين…ما اسمها؟…. كيلي جينر. أحب جميع هذي الفتيات، فهذا عالم آخر وجمال آخر.
عندما بدأ حملة داليا نوار Dahlia Noir قلت أنه بحاجة إلى مئة سيدة ليظهرن بأعماله، لكنه قال: “ستكونين أنتِ” فقلت لنفسي: “مجنون! تحتاج إلى الكثير”. في النهاية جعل مني هذا الحس العالي والإلمام بكافة جوانب الجمال امرأة مثالية لأني فعلاً أحب هذي السيدات الأخريات.
ماذا عن مستقبلك؟ أتتطلعين لشيء ما؟
لا عليك من المستقبل، عليك الاهتمام بالحاضر. هذا ما تعلمته من تجربة الأمومة. كنت معتادة التساؤل عما قد يأتي في المستقبل، أما الآن، ها أنا هنا ماريا كلارا مسافرة، إنها إجازة نوعاً ما. لم أرتح طوال اليوم، لا بأس، فأنا أستمتع بحياتي أكثر وأكثر. أضيف الجمال إلى حياتي، فأنا أم في المقام الأول، لكنني أيضاَ ماريا كلارا العاشقة والابنة. وبالطبع سأتطلع إلى مشروعي القام، لكن أحيا حياةً رائعة، فماذا أريد أفضل من ذلك؟
إعداد كاترينا منت