آسيا الفرج والمعروفة بالاسم المستعار آسيا كامل فراج هي مُلهمة للموضة تنتمي لأبوين أحدهما أمريكي والآخر كويتي. أطلقت آسيا مدوّنة تدعى ذا هايبريدز مع زوجها عام 2012. برزت آسيا بارتدائها التوربان ولمع نجمها في موجة مدونات الموضة الشخصية في المنطقة وأصبح لديها 1.5 مليون متابع على إنستغرام. حققت منذ ذلك الحين شهرة كبيرة وذاع سيطها كأكثر الملهمين تأثيراً على الموضة وأكثرهم انفتاحاً ونزاهة كما سنعرف في هذه المقابلة مع نورية الشطي. ستعلق آسيا تعليقاً صريحاً وشفافاً عن رأيها بالمدوّنة الإقليمية وعن كيفية تطور ونمو هذه المدونة سريعاً نحو الأفضل أو الأسوأ.
نورية الشطي: أخبرينا كيف بدأتي التدوين؟
آسيا كامل فراج: بدأت التدوين عام 2012 في الفصل الدراسي الأخير لي في الجامعة. كنتُ عنصراً اجتماعياً أكثر من كوني مشروع موضة. كانت أغلب صور النساء على حساباتهن الشخصية على تويتر وإنستغرام صوراً لأعينهن وشفاههن في ذلك الحين. أذكر أنّ الفتيات اللاتي كُنّ يتفاعلن مع المدوّنة كُنّ يقمن باقتصاص رؤوسهن في الصور بحيث لا يستطع أحد تمييزهن. لكن لم يرق لي ذلك وذلك ما دفعني لأُظهر نفسي هناك. كنت من أول من بادروا هنا بالظهور علناً وبإظهار وجهي.
وعليّ التوجه بالشكر هنا لأريج الخرافي مالكة بوتيك فورتشن كوكي ومي بلوغنغ لمساعدتهم في التقاط الصور لي ودعمي في مهنة التدوين. كانت أول بداية لي عندما تعاونت مع أريج لإطلاق مجموعة موضوعها رمضان في بوتيك أريج. بعد إطلاق ذلك المشروع عرف الجميع عن مدونتي. حصلت على ما يقارب 12000 متابعٍ خلال ساعات. كدت أفقد صوابي وأنا أرى أعداد المتابعين تقفز دون توقف حتى الآن.
هل تلاحظين أي تغّير في المدوّنة منذ أن بدأتها؟
لقد شهدت المدونة تغيّرا ملحوظاّ منذ أن بدأت. حيث نمت نمواً هائلاً وأنا سعيدة جداً بهذا الكم الكبير لدينا من المدونين. ولكن في بعض الأحيان ما زلت أشعر بأنّ ثمة تمثيلاً قاصراً لحقيقة منطقتنا بتأثير الصورة التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما الذي تغيّر في المدوّنة؟
لغياب الضوابط الأخلاقية على شبكة الإنترنت. لا أعني عدم وجود مقابل لما أقوم به بل حاولت التقليل مما أضعه من منتجات على المدونة. فلن أروّج لشيء لا مصلحة لي فيه.
كيف برأيك يشجع ملهمو الموضة منتجاً معيّناً؟
من المضلل قول بعضهم: “أنا متحمسٌ جداَ ومهووسٌ بهذا المنتج”. لقد سئمت من سماع تلك الكلمات: “أنا مهووس”. أنت لست مهووساً بالمنتج لكنك مهووسٌ بالمبالغ الكبيرة التي تتقاضاها مقابل ذلك المنتج. أحلم برؤية ذلك التغيير حين يصبح المدونون أكثر وعياً لما يروجون له.
أيّة منصات التواصل الاجتماعي تفضلين للعمل؟
أظن أنّ إنستغرام من أقوى المنصات التي يمكنني إيصال صوتي عبرها. فمن السهل على الناس الرجوع إليه.
ثمة كثير من ملهمي الموضة الذين يستخدمون سناب تشات للتواصل مع متابعيهم هذه الأيام، أتستخدمينه بشكل متكرر؟
أستمتع بـسناب تشاتلكنني أظنه أفضل لبعض الشخصيات. فمن الممل أن أحدث الشاشة لوقت طويل. وللسبب نفسه لا أستخدم اليوتيوب أيضاً. وأفضل أن أصل إلى عقول المتابعين.
وإضافةً إلى ذلك، حين تكونين محجبة قد يكون استخدام سناب تشات صعباً بالنسبة عليكِ. فأنا أمضي معظم وقتي في المنزل حيث لا يتوجب عليَّ أن أغطي رأسي. أريد أن أكون مرتاحة. وحين أقوم بمحادثة فيديو على سناب تشات ينبغي عليّ أمر إضافي وهو تغطية رأسي. وقد أتكاسل عن فعل ذلك.
قمتِ في الآونة الأخيرة بثورة على السناب تشات، هل تشاركيننا ما حدث؟
إنه يزعجني ويمثل لي ظاهرةً مرعبة بعض الشيء، فنحن (مجتمع التدوين) يقلقنا أن نظهر لمتابعينا بدون مكياج وكما يقلقنا كثيراً ألاّ نظهر للناس بملابس من دور الموضة تغطينا من قمة رأسنا وحتى أخمص قدمينا. وهو في الحقيقة أمرٌ شخصي ولم أرغب بجرح مشاعر أحد عندما تحدثت عنه. ولكني أعتقد أني نقرت على وتر حساس.
ما الذي يزعجك بسناب تشات؟
ثمة كثير من النساء اللاتي خضعن لعمليات التجميل ونفخ الشفاه والبوتوكس يظهرن على مواقع التواصل الاجتماعي ولا بأس في ذلك إن كان مجدياً معهن ولكنه لم يعد تمثيلاً حقيقياً ومقنعاً. فهو لا يعبر عما كنا عليه حين ولدنا بل هو ما تريدين أن تظهري به في مخيلتك. فلتكوني صريحة ولا تظهري هذا على أنه طبيعي. هذا هو المزعج.
صفي لنا مجتمع التدوين الذي ترغبين برؤية المزيد منه؟
أظن أنه علينا أن نظهر على طبيعتنا قدر المستطاع كما هي في حياتنا اليومية. كلنا متورطون ومذنبون بتقديم صور مموضة لأنفسنا مرتدين ملابس الخروج تحت أضواء كاشفة ومن زوايا معينة تجعلنا نبدو أنحف مما نحن عليه. فقد قيل أننا كمدونين نستطيع استخدام سناب شوت وسيلةً نُظهر بها للفتيات أننا طبيعيون، وكيف لنا أن نبدو في حياتنا اليومية. أحب أن أرى ذلك. وأذكر أنني وضعت مرةً صورة لي دون أي مكياج وتلقت تلك الصورة أكبر عدد من التعليقات خلال مهنتي كمدونة. كتبتُ في الشرح المرفق بالصورة كلاماً مطولاً عن كيف أردتُ أن أحصل على نفخ لشفاهي ولكني أوقفت نفسي عن فعل ذلك.