إنها أفضل الأوقات وأسوأ الأوقات لصناعة الأزياء في الشرق الأوسط. بينما كانت ستايل.كوم/العربية تتبع المواهب الشابة في الشرق الأوسط، صادفنا شخصاً مهمته أن يركز على المصممين الصاعدين ومنهم مدية الشرقي Madiyah Al Sharqi وموشي Mochi وإندماج Endemage. جلسنا مع فراس الوهابي وهو عراقي ترعرع في الفجيرة، كي نتحدث عن شركة كونسلتنسي الاستشارية وأسلوبه.
ماذا كان الدافع وراء افتتاح عملك؟
لقد درست التصميم، وأردت أن أكون مصمم منذ أن بدأت دراستي. تقدمت بطلبات القبول لمجلات الموضة وعملت بشكل حر في مجال تنسيق الأزياء، وعندما تخرجت حصلت على فرصة عمل من أحد أهم المتاجر في هذه المنطقة. كنت في بادئ الأمر محرر أكتب عن المنتجات ومن ثم أصبحت محرر موضة. وجدت أن ما يقومون به مسؤولي العلاقات العامة ووكلاء المبيعات هو شيء مذهل، حيث عليك أن تشاهدي ذلك بشكل مباشر حتى يصبح لديك استيعاب كامل لهذا المجال.
لقد أجريت المقابلات مع مصممين صاعدين عالميين وكنت متفاجئ جداً عندما علمت أن هناك كمية هائلة من المواهب هنا، وتساءلت لم كنت أضيع وقتي وأنا أجري مقابلة مع مصمم صاعد من إنجلترا؟ ما الذي يجعلهم أفضل من المصممين في دبي أو السعودية؟ إن لم يدعم العرب بعضهم فسيبقون متأخرين على جانب الطريق. تشاهدين المصممين يضيفون الناس على البلاكبيري مسنجر ويبعثون البرودكاست (رسائل تعميمية) وهو مثال عن التفكير المتأخر عند العاملين بالمبيعات والموزعين هنا.
لم تعتقد أن المزيد من المصممين يظهرون في المنطقة هذه الأيام؟
أعتقد بأن عدد مجلات الموضة كان أقل منذ ثلاثة أعوام. وقد أصبحت الموضة في هذه المنطقة حضارة، لذا أعتقد بأن كل شيء حصل تدريجياً. يتطلب الأمر بعض الأقوياء كي يثبتوا “هذا ما أنجزته”.
من كان زبونك الأول؟
مدية الشرقي. لقد بدأنا العمل بدءاً من مستوى الفكرة لمدة 6 أشهر قبل أن يرى أي أحد أياً من الفساتين
وهل تريد أن يبقى نطاق عملك منحصر بالمصممين العرب؟
أنا مستعد بأن أعمل مع الأشخاص المهتمين بهذه السوق، لكن لن يكون هذا من أولوياتي أبداً. إن قلب الشركة النابض هو المواهب العربية.
ما هي سلسلة الخطوات التي تتبعها في اختياراتك؟
حسناً، في الحقيقة عليك أن تضعي في بداية الأمر خطة واقعية لشركتك الخاصة. فعليك أن تجدي فكرة تجارية حتى قبل أن تجدي المواهب. عليك أن تحددي مبلغ مالي معين وأن تجدي مكان مناسب لتنفذي عملك فيه. كما عليك اتباع خطة زمنية. يجب أن يتمتع زبائننا بالموهبة الأصيلة والقليل من الفكر التجاري. الاتصال بأحد كي يساعدهم هو خطوة جيدة، لكن علينا أيضاً أن نكون حذرين ومتنبهين حول سير وانتظام عملنا. الأمر متعلق بالحصول على الزبائن الذين أستطيع أن أوجههم وأعرف أنهم سيكونون ناجحين.
لدينا ثلاثة خدمات أساسية وهي: الاستشارة الإبداعية، حيث نساعدهم باختيار الأقمشة وجعل المجموعة تجارية. الخدمة الثانية هي: البيع والتوزيع، حيث نؤمن لهم المتاجر التي ستبيع بضائعهم. وأخيراً العلاقات العامة والتسويق. كل مصمم مختلف تماماً عن الآخر، لذا نحن لا نملك استراتيجية واحدة فقط. نهدف إلى جعل المصممين أفضل ما يمكن أن يكونون مع رؤية حضارية في مخيلتهم.
ما الذي تحب أن تغيره في هذا السوق؟
إن التطور البطيء نحو تقبل المواهب العربية هو شيء عظيم جداً، لكنه ليس كاملاً بعد، فمازالت هناك فكرة سلبية عن السوق العربية بشكل عام. حينما يسمع الناس كلمة “دبي” غالباً ما يبتسمون ويذهبون.
إنه لربما بسبب أن كل فتاة أو شاب وأمهاتهما أصبحوا مصممين الآن، وليس هناك عملية تصفية على الإطلاق. فأنت حتى لست بحاجة إلى أي شكل حقيقي من أشكال وسائل الإعلام لتغطية ما يحدث، فإن حصلت على ما يكفي من المتابعين على إنستغرام تصبحين مصممة. من المضحك أنه يمكنك إضافة شيء إلى سيرتك الذاتية على وسائل التواصل الاجتماعية ويصبح بذلك حقيقياً. هل تصبحين “منسقة أزياء” إن أضفت “منسقة أزياء” على سيرتك الذاتية؟ ليس حقاً. أعتقد بأنه عليك الحصول على شكل من أشكال التعليم في هذا المجال أو أن توظفي أحد على علم به.
هل ستعمل مع مصممين جدد هذا الموسم؟
سوف نعمل مع علامة اسمها لافشار L’Afshar. تخرجت المصممة من إسمود ESMOD وهي تصمم الآن حقائب قابض البرسبيكس مع اتجاه جمالي قوي في التصميم. تركز على أربعة إطلالات وأربعة أشكال وسبعة ألوان. كما أننا نوسع خدماتنا للمتاجر الصغيرة في الشرق الأوسط.
ما هي أضخم عقبة تواجهها؟
بعض الناس يخافون من دعم المصممين الصاعدين، فلا يشعرون أن الأزياء ستبدو جيدة في متاجرهم، وعلي أن أتقبل ذلك وأحترمه. هناك اثنين أو ثلاثة متاجر داعمة للمواهب الصاعدة في دبي، على سبيل المثال، سيمفوني Symphony وسوس Sauce، وهي ذات شهرة كبيرة في دبي بالنسبة لمصممي الأزياء العرب. يظن البعض أحياناً أننا نحصل على الأشياء بسهولة لأننا عرب في دبي، ولكن الوضع يجري في العكس تماماً، حيث علينا أن نضرب تلك الجدران الضخمة لنصل لمرادنا.
