خلال تجربة الموضة من فوغ في دبي التي جرت في عطلة الأسبوع الماضي، حصلت صوفية غيلاتي من ستايل.كوم/العربية، على فرصة الجلوس مع رئيسة تحرير فوغ إيطاليا، فرانكا سوتزاني، للتحدث عن المواهب الجديدة وعن رؤيتها لأسواق الأزياء الصاعدة.
صوفية غيلاتي: لاحظت أنك دائماً ما تكونين متقدمةً عن الجميع بخطوةٍ نحو الأمام، على سبيل المثال في تركيزك على الشرق الأوسط، وحتى في فوغ بلاك، وفوغ تالنت.
فرانكا سوتزاني: أسأل نفسي أحياناً، ’لم قمت بذلك؟ لمَ أخرج عما اعتدت عليه؟ وكيف تمكنت من ذلك؟‘ (تضحك) إنني أنجذب للغاية إلى التنوع أو إلى الأشخاص الذين يمتلكون صعوبات في حياتهم. حين قمت بالعدد الأسود “بلاك” (يوليو 2008)، لم أكن لأعلم أن باراك أوباما سيربح في الانتخابات في نوفمبر. وخلال عروض الأزياء، كنت أشاهد كل تلك الفتيات الجميلات، لكنهن جميعاً بدَون متشابهات. جميلات ومدهشات و شابات، هذا مذهل. سيقان طويلة وشعر جميل وعيون جميلة، لكنهن جميعاً بدون متشابهات بالنسبة لي. أما الفتاة الوحيدة التي أسرت انتباهي فكانت ليا كبيد. ولم أدرك حتى أن ليا لم تكن بيضاء البشرة؛ لقد وجدتها متألقة وحسب. وبعد نعومي [كامبل]، لم نشاهد فتيات يشبهنها على ممشى عرض الأزياء لذا قمنا بابتكار العدد وفي البداية تطلب الأمر الكفاح. كان هذا قبل 8 سنوات.
متى بدأت التفكير بدعم الهويات العالمية خارج حدود إيطاليا؟
قبل 11 عاماً حين بدأت بالعمل بشكل حثيث مع المصممين الصاعدين، كان الأمر صعباً في البداية لأن الناس لم تكن تسعى إلى دعم الجيل الجديد، فقد كانوا متخوفين. وفكرت، “علينا الاستمرار والقيام بهذا.” وأعتقد بأننا أنجزنا عملاً جيداً للغاية لكن لم نقم بذلك لغرض المال، ولم نعمد حتى لمكافأة المصممين بالمال، لقد قدمنا لهم الإنتاج والتوزيع والصحافة. إن هذا ما تحتاجينه للنجاح. وبعضهم غدا ناجحاً بالفعل. وبالنسبة لي، يعد هذا إنجاز عظيم.
كان أحد مساعيك وربما هذا هو السبب في إعجابك بليا كبيد، عارضة الأزياء وسفيرة منظمة الصحة العالمية في آنٍ واحد هو أن تمنحي نشاطاتك فحوىً إنساني باستعمال الأزياء كوسيلة لا كغاية.
أتدرين ماذا؟ تشكل الأزياء جانباً واحداً فقط من هويتي. إن الأمر أشبه ببطاقة عمل: “هذا هو اسمي، وهذا هو عملي.” لكنني مهتمة بالجانب الآخر. أرى كل شيء من بعيد مع خطة طويلة الأمد. إنه الشيء الوحيد الذي يجعلني أنجو في عالم الأزياء منذ سنوات عديدة. ولهذا أقوم بالمخاطرة. لقد كنت مثار جدل في العديد من المرات، وهذا مقبول. لقد بدأت أفريكان فاشن فور ديفيلوبمنت مع الأمم المتحدة وأمتلك الآن المزيد من المشاريع القادمة. كما أنني أدركت بسرعة أننا نحتاج وبشكل أكبر من الأزياء، إلى الماء، لذا اهتممت بالتغيير المناخي. كما أنني تعاونت مع برنامج الغذاء العالمي. إنها رحلة طويل…
اعتادت ديانا فريلاند [رئيسة تحرير فوغ الأمريكية السابقة] القول “يمكنك… رؤية الثورة القادمة عبر الملابس”. دائماً ما يحمل عملك في طياته معنى اجتماعي مبطن …
تمتلك كلّ حقبة زمنية حركاتها وصراعاتها الاجتماعية الخاصة. في أيامنا هذه، على سبيل المثال، بات الجميع يرتدي الأزياء المتشابهة نتيجة التوزيع العالمي. أحب التعمق في موضوعٍ غير متوقع.
قمنا على سبيل المثال بجلسة تصوير تمحورت حول العنف المنزلي (عدد: أبريل 2014، جلسة تصوير تم التقاطها بعدسة ستيفن ميزيل وحاكت مشاهد من حالات العنف الأسري، وقد أثارت جدلاً كبيراً حول سوتزاني، كما كانت الحالة مع جلسة التصوير التي صورت تسرب النفط من ناقلة بريتيش بيتروليوم في أغسطس 2010، أو عملية التجميل من يوليو 2005 ودائماً من تصوير ميزيل). وقال بعض الناس: ’كان عليك ألا تضعِ هوامش الأزياء على الصور‘، لكنني اخترت الأزياء لأوصل رسالة. وبالطبع كانت الفتيات في الصور ترتدين ثياباً، الجميع يرتدي الثياب حتى حين يموت. الجميع يعرف الأزياء. إنني أقوم باستعمال الأزياء لأقدم رسالة. خذي أسلوب “البانك” على سبيل المثال: لقد كان حراكاً اجتماعياً بالطبع، لكن الأزياء كانت وسيلة للتواصل في تلك الحقبة.
كيف ترين تطور علامة فوغ بين النخبوية والجماهيرية، وبين الإنترنت والنسخ المطبوعة؟
توجد المجلات مثل فوغ إيطاليا لتقديم رسالة، فإلى جانب اللحظة والأزياء، هي هنا لتعكس حياتنا. تهتم فوغ إيطاليا بشكل صارم بما يجري اليوم. إنها تقدم رؤية: نوعية جيدة ومصورون جيدون وأفكاراً جيدة. إننا نبيع حلماً.
حين تذهبين إلى المجال الإلكتروني، فعلى كل شيء أن يكون سريعاً للغاية. أمتلك مدونة وأحب أن أحصل على جواب مباشر من الناس الذين أكتب إليهم. أقوم بقراءة كل التعليقات كل يوم وبت الآن أعرف الناس الذين يقرؤون كتاباتي.. أقوم بمناقشتهم وفي بعض الأحيان نهين بعضنا بعضاً. إن الأمر يتعلق بالمشاركة بوجهات النظر؛ إنه أمر بغاية الأهمية بالنسبة لي، وحتى إن كانوا يتعرضون لي بالنقد.