قبل نهاية هذا العام، ستجتمع أكثر من 10,000 امرأة في الرياض ويتكاتفون لتشكيل شريطة “10KSA”الوردية التي ستكسر الرقم القياسي وترمز للوحدة والقوة والأهم من ذلك، العقل الواعي. في هذه المقابلة الحصرية، تتحدث صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود، عضوة مجلس إدارة جمعية زهرة لسرطان الثدي إلى كاترينا منت لتشاركنا الخطوات التي قدمتها مع مواطناتها لحماية النساء من أحد أكثر الأمراض العنيفة التي اجتاحت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة.
كاترينا منت: أنت أحد الأصوات الرئيسية في المملكة العربية السعودية والخليج العربي ممن ينشرون الوعي حول سرطان الثدي. هل لك أن تشاركينا سبب وطريقة انخراطك في هذا النشاط.
صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود: عندما قررت الدكتورة سعاد بن عامر مؤسسة جمعية زهرة لسرطان الثدي، أن تقدّم طلباً [عام 2001] لجعلها منظمة خيرية رسمية لجمع التبرعات ولتكون أكثر فاعلية في المجتمع، سألتني أمي [الرئيسة المشاركة في جمعية زهرة لسرطان الثدي وصاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء الفيصل بنت بن عبد العزيز آل سعود] إن كنت أرغب بالانضمام إليها كأحد الأعضاء المؤسسين. كنت قد عدت للتو إلى السعودية وشعرت بالرغبة بدعمها، لكنني لم أرغب بأن أكون جزءاً من عملية البناء. كان لديّ طفلان صغيران وكنت قد بدأت العمل للتو مع هارفي نكلز [وهي الرئيسة التنفيذية لشركة ألفا إنترناشونال الفخمة للبيع بالتجزئة في السعودية، والتي تدير هارفي نكلز]، لذا قلت لا.
بعد أيام قليلة، اتصلت بي صديقتي سارة وكنت أعرفها منذ أن كنت في الثالثة عشرة من عمري، لتقول لي أنها شُخّصت كمريضة بسرطان الثدي وأنها ستنتقل إلى فرنسا لأنها لا تستطيع الحصول على العلاج المناسب هنا في السعودية. أصبت تقريباً بنوبة قلبية من روع الخبر. كانت اللحظة التي غيّرت كل شيء بالنسبة لي. كانت في الثلاثين من عمرها، وتوفيّت بعد عامين من ذلك. أقوم بكل شيء على شرفها.
من المهم أن نسلّط الضوء على التشخيص الأول لأنّ الحصول على ماموغرام في عمر الثلاثين ليس في طليعة اهتمامات الكثير من النساء.
خضعت سارة للاختبار في البداية لأنّ السرطان يسري في عائلتها (توفي والدها أيضاً بسبب السرطان) ولذلك، كانوا بشكل عام أكثر وعياً بالمخاطر، ويجرون الفحص والصور الدورية. لكنّها كانت تتعامل مع المرض منذ عامين قبل أن تخبرنا. أبقته أمرأً خصوصياً سرياً في البداية.
تسهيل إمكانية الوصول إلى المعلومات الصحية هو أحد الأهداف المنشودة لجمعية زهرة لسرطان الثدي.
هذا صحيح، وهذا هو السبب الذي جذبني إليها. تهدف الجمعية إلى تعميم المعلومات حول سرطان الثدي على الصعيد الوطني على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية من الريف إلى المدينة، وهي تنظر إلى جميع النساء بعين المساواة. أحد أهمّ إنجازات الجمعية هو مدّ يد العون للمناطق الريفية، حيث يذهب المتطوعون والأطباء خصيصاً لتوعية الناس حول الكشف المبكر وحول صحتهم بشكل عام.
ذكرت أنّ سارة توجّهت إلى أوروبا لإيجاد العلاج الذي احتاجته؛ هل تطوّر النظام الصحي السعودي للأفضل منذ ذلك الوقت؟
يمكنني أن أخبرك من وجهة نظر طبية بأن العلاج المناسب متوافر في السعودية حالياً. هذا على نحوٍ جازم. الشيء الذي يتفوّق الغرب علينا فيه هو الرعاية اللاحقة. الجماعات المحلية والمجموعات البحثية، الكثير من الناس يستخفّون بقيمة علاج “التحدث إلى الآخرين”، لكن عندما تكونين امرأة تعاني من هذا النوع من المرض ويكون العلاج مدمّراً لهذه الدرجة، تحتاجين أحياناً للكشف عن الأشياء التي تختلج صدرك للأخرين.
في مجال الكلمات، إذا كان السرطان لا يخصّ “الثدي” لكن “العظام”، هل سيكون الأمر مخفياً؟
لا، على الإطلاق. إنها ليست كلمة مريحة لتقوليها وهو موضوع حساس ونحن مجتمع محافظ. لكن الأمر صعب بالنسبة لنا. من الصعب بالنسبة لنا أن نتحدث عن سرطان الثدي كما هو من الصعب بالنسبة لنا أنت نتحدث عن سرطان البروستات. ليس من طبيعتنا أن ندخل في محادثات عن أعضائنا الخاصة. وهذا ليس مريح في أيّ مكان أيضاً، لكنّه غير مريح بشكل خاص هنا. من خلال حملة 10 KSA* ، نريد أن نجعل هذه الكلمة المريبة شيئاً عادياً لدى التحدث عنها. في الحقيقة، نريد أن نجعل سرطان “الثدي” موضوعاً أساسياً للنقاش.