أمواج Amouage هي علامة تجارية تعمل في مجال الكماليات في الشرق الأوسط. تم تأسيسها في عمان سنة 1982، وقد مرت العلامة التجارية بتحول كبير منذ سبعة سنوات. عندما لاحظ مؤسس العلامة التجارية (اسمه) أنها تتبع الصيحات الأخرى عوضاً عن تصميم الصيحات والأسلوب الخاصين بها، قرر المؤسس إعادة إحياء الشركة. وقد بدأ هذا التغيير بأخذ الخطوة الأولى وهي تعيين رئيس تنفيذي جديد. عينت أمواج رئيس تنفيذي من الغرب كان يشغل المناصب الإدارية في الموضة، لكي يعطي مظهراً جديداً لدار العطور. الخطوة التالية كانت قدوم المدير الإبداعي، تماماً كما يحصل في دور الأزياء. ولم يكن هناك مديراً إبداعياً في أمواج Amouage من قبل. قصة تعين كريستوفر تشونغ، (بعض الكلمات لوصفه ووصف ما قدمه لأمواج Amouage قبل إطلاق العطر الجديد “القدر” Fate. اجتمعت Style.com/Arabia بتشونغ لكي تلقي النظرة الحصرية الأولى.
“القدر” Fate هو اسم العطر الجديد من أمواج Amouage. هل يمكننا أن نشم رائحة هذا العطر الجميل ومن ثم هل يمكنك إخبارنا عن قصته؟
طبعاً، إنه عطر قوي جداً، يجب أن أكون حذراً عند رش البعض منه. ومن المهم أن يكون [قوياً] فهذا هو أسلوبنا. سوف يسأل الناس، “لماذا لم تصنعوا عطراً خفيفاً؟” وأجيبهم، “أنا لن أغيره أبداً.” هذا ما يدعى بالأسلوب الخاص.
[عملية تركيب العطر] تحتاج إلى قدر كبير من الفن والإبداع. أعني بأنه من الصعب جداً تركيب عطر خفيف. لا تفهميني بشكل خاطئ فأنا جربت ذلك بنفسي. فمن الصعب جداً أن يكون العطر خفيفاً عندما يتميز بقصته الفريدة وإحساسه الخاص. وعلى كل حال هذا ليس أسلوبي.
أطلقت عليه اسم “القدر” Fate، لأنني قررت منذ أن انضممت إلى أمواج Amouage، أنه يجب أن يحكي كل عطر قصته الخاصة وأن تكون قصة كل عطر مرتبطة بقصة العطر الذي يسبقه أو يليه. وهكذا قدمت مجموعة قصص لأمواج Amouage حيث هناك شخصية في كل قصة، وتتطور هذه الشخصية خلال كل عطر جديد في المجموعة ذاتها. وقررت الآن بأنني كتبت قصصاً كافية للمجموعة الأولى، لذا أنهيت قصة مجموعة “اكتب قدرك بنفسك” seal the fate.
هل قصتك عربية؟
لا، أنا أخذت فقط طريقة رواية القصص من العالم العربي. حيث عليّ أن أكتب قصة تعجب طفلاً في الثالثة من عمره وبنفس الوقت تعجب شخصاً في الثمانين من عمره. وعلى الرغم من أن العطر يتعلق بشكل كبير بمداعبة الأحاسيس والجاذبية، إلا أنه يجب أن أكون حساساً وأن أحترم العادات والتقاليد في الوطن العربي ولا أذكر أي شيء عن هذه النواحي. فقررت أن أكتب القصص الخيالية العصرية المستوحاة من تجربتي الشخصية. وأنا أقتبس الكثير من الأوبرا والأدب أيضاً.
هذه الرائحة شرقية، إنها قوية جداً …
إنها تعطي طابع الشرقية نوعاً ما. لقد كنت أتجنب الروائح الشرقية منذ وقت طويل …
ماذا؟ لا يمكنك قول ذلك يا كريستوفر! فكل الروائح التي تتميز بعبق العود القوي والعنبر وخشب الصندل هي روائح قوية. وهذه هي الأنغام الشرقية التي تمثلها أمواج Amouage.
نعم، ولكن أعتقد أنه شيء من الخرافة وحتى التمييز بأن نخص مكون معين بأحد البلدان. فمثلاً خشب الصندل ليس عربي وإنما صيني، فهم يستخدمونه منذ قرون. إنه حقاً شيء غير عادل أن يقول أحداً بأن العرب يحبون روائح معينة. هذا غير صحيح، فإن العرب يحبون كافة الروائح. لكن ما يتميزون به هو شغفهم للعطر، وهذا ما يجعلهم متقدمون بالنسبة لبقية العالم. عندما أكون في الغرب يقولون، “آه رائحة هذه العطر عربية جداً.” وأجيبهم، “ما الذي تتكلمون عنه بحق السماء؟”
بغض النظر عن ذلك، فإن النساء العربيات يحبون العطور القوية. هل يمكنك أن تشرح لي عن المرأة التي سوف تضع هذا العطر الذي أشمه الآن؟
عندما أبتكر عطراً، لا أفكر بامرأة أو رجل. فبالنسبة لي لا يجب أن يكون للعطر جنس معين، لكننا نقوم بهذا في مجموعة للرجل أو المرأة لأسباب تجارية تتعلق بالمتاجر والموزعين والأسواق الحرة حول العالم. الرجال رجعيين جداً في العالم العربي. فهم لن يشترون عطراً كتب عليه عطر “للنساء”. لكنني عندما أقرر أن أبتكر عطراً فإنني لا أفكر فيما إذا كان للنساء أو الرجال.
إذاً بماذا كنت تفكر خلال ابتكار هذا العطر؟ ما هي قصته؟
لقد كتبت القصص وابتكرت شخصيات متعددة خلال الست سنوات الماضية. لكن علي إنهاء قصتي هذه المرة، فكل قصة لها نهاية.
هل تعلن أنك تريد مغادرة شركة أمواج Amouage؟
لم أقل شيئاً. يا إلهي، هل تبحثين عن سبق صحفي. علي أن أكون حذراً جداً. [ضاحكاً]
لا، في الحقيقة أريد أنهي المجموعة الأولى فلكل قصة نهاية، وأعتقد بأنه حان الوقت لي أن أستجيب إلى قدري.
لقد نجحت في تأسيس العلامة التجارية رقم واحد في عالم صناعة الكماليات في منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
لم يكن معي كتاب إرشادات، هل هذا صحيح أم لا؟ قمت بتنفيذ كل شيء على طريقتي الخاصة. فلقد قمت بتنفيذ أشياء كثيرة بمساعدة العطار لدينا والتي لن يجرؤ أحداً على تنفيذها. أعني أنني تجاوزت قواعد كتاب الإرشادات، وكسرت قواعد المركبات التقليدية وتجاوزت الأساسيات.
أحب تصميم الغلاف. إنه جميل.
إنه معبر جداً وأسطوري برموزه الدالة على القدر. لقد كان من الصعب تصميم النجوم والكواكب على الغلاف.
هل لديك مكونات نادرة في هذه العطور؟
يوجد مركب هناك يدعى كوربيرو corperu. وهو جذر يوجد في جنوب أمريكا وهو غير مشهور. طبعاً لا يمكنني الجزم بأنه لم يتم استخدامه من قبل، لكنني أستطيع أن أؤكد لك بأنه لم يستخدم من قبل في تركيبة عطر فخم ومشهور.
تتضمن مجموعتي الأخرى “لايبراري” library تنوعاً أكبر في التجارب، فلدينا دائماً إما مركب أو اثنين لم يتم استخدامهما قبل الآن.
هذا رائع. لقد غيرت أسلوب صناعة العطور بشكل كبير في الشرق الأوسط.
أنا لا أقول أن العطر هذا لمنطقة الشرق الأوسط “فقط”. لهذا أنا فخور جداً بأمواج Amouage. فعطورها لا تقتصر فقط على الشرق الأوسط …
إنها مسقط.
نعم لقد بدأت هناك. وإن السبب الذي جعلني انسجم مع أمواج Amouage هو أنها مزيج خيالي. لقد ولدت في هونغ كونغ، لكن هل أتصرف كشخص من هونغ كونغ الصين؟ لا، فقد نشأت في نيويورك ولندن. لذلك ليس صحيحاً أن البلد الذي تأتي منه أو الذي ولدت فيه هو ما يمثل شخصيتك.
أنا دائماً أخبر الناس أن العطور هذه ليست فقط للشرق الأوسط. فإن أمواج هي بجودة وبراعة أي شركة عالمية أخرى وجدت في باريس أو نيويورك أو لندن. إنها علامة تجارية عالمية. أنا أقوم بتجاربي التطويرية في باريس وجنيف ونيويورك. فهناك طاقة إبداعية كبيرة في تلك البلدان. جينيف رائعة جداً بسبب تقنيات المكونات هناك.
إذاً هم يستخدمون الجزيئات الصناعية في العطور؟
نعم، إنه شيء رائع ومكلف بشكل أكبر لأنه يمكنك باستعمال الجزيئات الصناعية، الحصول على العبق الصحيح والصيغة الصحيحة، أما المواد الخام تنتج لك صيغة زائدة تتطلب التعديل. استخدام الجزيئات الصناعية مشوق أكثر.
إنه أسلوب عصري بشكل لا يصدق، لكنك أيضاً تريد أن تؤسس علامة تجارية مشهورة للكماليات. كيف توازن ما بين العصرية وطابع صناعة الكماليات؟
اسمحي لي أن أعطيك مثالاً جيداً. حتى العائلة الملكية بحاجة إلى ضم أشخاص حقيقيين إليها. أعتقد بأنني أمثل كيت ميدلتون، فأنا أكثر انفتاحاً. فلو عدت إلى 1983 عندما تم تأسيس أمواج، سوف تجدينها عالماً مختلفاً بشكل تام. اختلف أسلوب احترام الملكية والطبقة الرفيعة منذ ذلك الوقت إلى الآن، فقد كان سكان الطبقة الوسطى الأغنياء بحاجة إلى التعرف على شيء حقيقي أكثر. ولهذا أدخلوا كيت ميدلتون للطبقة الحاكمة الإنكليزية، فهي نشأت ضمن الطبقة الوسطى في الحياة الواقعية الطبيعية. ولهذا أعتقد بأنني أمثل كيت ميدلتون بالنسبة للشرق الأوسط.
أنت تريد توسيع قاعدة زبائنك، لكن من الصعب فهم تركيبة عطرك.
هو ليس موجه للجميع. فأنا أخبر الناس دائماً أنهم لن يقعوا في حب أمواج Amouage من النظرة الأولى. فيجب أن يكونوا على علاقة طويلة بأمواج Amouage وعندما يقعون بحبها، سيكون ذلك حباً أبدياً. العديد من زبائني يقولون، “لا أحب هذا العطر.” ومن ثم بعد مرور سنتين يقولون، “لا يمكنني العيش من دونه.”
كيف سيكون مستقبل صناعة العطور؟ كيف تتخيل تطور هذا المجال؟
بالنسبة للسوق، سوف يكون هناك الكثير من العطور. وقد مررنا بمراحل التركيز فقط على المشاهير، أما الآن، الكل يعتقد بأنه يمكن أن ينجح.