تابعوا ڤوغ العربية

مقابلة حصرية: ما الذي يجعل زهير مراد خبير في الأزياء الراقية

opener-exclusive-interview-fashion-prize-juror-lebanese-couturier-zuhair-muradb

بدى مصمم الأزياء الاستثنائي والعضو في لجنة تحكيم جائزة الأزياء من ستايل.كوم/العربية ومجلس دبي للتصميم والأزياء زهير مراد بسيطاً في إطلالة سروال الجينز الرمادي والتيشرت السوداء والقميص الغير مزرر وهو جالس على كرسي وردي فخم في فندق ريتز كارلتون في دبي. كما أن الساعة الذهبية والسوداء الفخمة حول معصمه الأيسر وحدها دليل على نجاحه العالمي.

نشأ مراد في بعلبك اللبنانية وبدأ برسم تصاميم الفساتين في العاشرة من عمره. ودرس تصميم الأزياء في باريس وفتح استوديو في بيروت عام 1997، وعرض مجموعته الأولى من الأزياء الراقية بعد أعوام قليلة في أسبوع باريس للأزياء الراقية. وافتتح عام 2007 متجره الباريسي في شارع فرانسوا الأول المرموق. كما افتتح موقعه الثاني في باريس هذا العام رغم بقاء مكتبه الرئيسي في بيروت، وهو بناء استثنائي من 11 طبقة في حي الجمّيزة ويضم مكاتب الشركة واستوديو التصميم ومتجر أزياء الزفاف ومكتبه الخاص الذي صمم فيه مجموعته الأخيرة من الأزياء الراقية المستوحاة من عالم الروك آند رول.

زهير مراد شخص متواضع ويتحدث بصوت هادئ. لكن على الرغم من أنه يعيرك انتباهه كاملاً، يمكنك الشعور أن هنالك عقل مشغول دائماً (وأنه قد يكون متعباً أيضاً) وراء عينيه البنيتين. كما أن إرهاق مراد مبرر بعد أسبوع مليء بالأحداث والمناسبات العامة ظهر فيه فستان الزفاف المذهل الذي صممه للمثلة صوفيا فيرغارا ومجموعة من الفساتين التي ارتدتها جينيفر لوبيز في حفل توزيع جوائز الموسيقى الأمريكية وانتهى بمقابلته كعضو لجنة تحكيم قبيل حفل جائزة الأزياء من ستايل.كوم/العربية ومجلس دبي للتصميم والأزياء الليلة في دبي. وقد ظهر عليه التحسن عند ذكر نجاحاته وابتسم قائلاً: “كل فستان وكل سيدة وكل مشهورة…يبدو ذلك وكأنه يحدث لأول مرة.” إلا أنه سرعان ما استعاد نبرته الجدية قائلاً: “لكنه يلقي على عاتقي المزيد من المسؤولية والرغبة في تقديم المزيد”.

وتحدث مراد في مقابلته الحصرية مع كاترينا منت عن جائزة الأزياء وأسباب عدم مغادرته بيروت والفرحات العابرة والصعوبات الحقيقية التي يواجهها المصمم المشهور عالمياً.

كاترينا منت: بدأت ببناء إمبراطوريتك الخاصة للأزياء الراقية والجاهزة منذ عرض الممشى الأول في روما 1999. وتنتج ثماني مجموعات في العام وتعرض خلال أسبوع الأزياء الراقية في باريس وأسبوع الأزياء الجاهزة في باريس أيضاً ولديك خط إنتاج مخصص لفساتين الزفاف، عدا عن تعاونك مع المشاهير (سيصمم مراد إطلالات جينيفر لوبيز في جولتها القادمة). بالنظر إلى مسيرة نجاحك، كان بإمكانك إقامة مكتبك الرئيسي في أي عاصمة من عواصم الأزياء (باريس أو نيويورك أو ميلانو) لكنك اخترت البقاء في بيروت.

لبنان بلدي وأنا أشعر بالراحة بالتواجد فيه. ورغم كل ما يحدث في الشرق الأوسط (وخاصة في بيروت) إلا أنها تبقى مدينتي. تحتاج بيروت إلى دعم اللبنانيين. والكل يعلم أنني لبناني، ولا أشعر بأية مشكلة تتعلق ببقائي في بيروت فإنها مدينة منفتحة وقريبة جداً من أوروبا، والآن مع وجود شبكات التواصل الاجتماعي فلا فرق أين تتواجدين. يمكن أن تكوني في الهونولولو وأن تصلي إلى جمهورك.

أما زلت تشعر أن هنالك مناطق لم تطأها في عالم الأزياء رغم هذا المستوى العالي من النجاح؟

بالطبع، وما زلنا نعمل على عدة مشاريع جديدة في الوقت ذاته. سنفتتح متجراً جديداً في هارودز في شهر مارس من عام 2016. وكذلك سنفتتح صالة عرض للأزياء الجاهزة قريباً في باريس. ولدينا استوديو وفريق تصميم جديدين. الأمور في تطور مستمر. كما سنطلق الإكسسوارات في شهر مارس، كالحقائب والأحذية، وربما المجوهرات في الموسم التالي. كما نفكر بالعطور أيضاً.

لست المدير الإبداعي لعلامتك التي تحمل اسمك وحسب، بل إنك الرئيس التنفيذي أيضاً. فهل تشعر أن ذلك يفوق طاقتك؟

فعلت كل شيء بمفردي حتى الآن، وأقرر كل شيء أيضاً. لكنني أفكر الآن أن الوقت قد حان لأستعين بشخص ذو خبرة. أحتاج لشخص يحب هذه العلامة ويتفهم أوضاعنا جيداً. وربما سنحتاج لبعض الوقت للتفاهم.

هل هنالك ما تندم عليه؟

أتعلمين؟ عندما أكون غاضباً ومضغوطاً أقول “يا إلهي! أريد أن أكون موظفاً في شركة ما وأن أقوم بالمهام اليومية السهلة كالآخرين” وألا أتحمل كل هذه المسؤوليات وأحمل هذه الأحلام في دماغي. يسبب ذلك التفكير بجميع تلك المشاريع والأحداث لي الصداع.

1-exclusive-interview-fashion-prize-juror-lebanese-couturier-zuhair-murad

‫زهير مراد الأزياء الراقية خريف 2015‬‎

هل تشعر أن الزخم كبير في عالم الأزياء؟

المشكلة أنني أرغب بتقديم المزيد. إنه نوع من الإدمان. على سبيل المثال، أسخّر كامل حياتي الآن لعملي (لا أستطيع الاستمتاع بها وأشعر أحياناً بالضغط والإرهاق) لكن ذلك إدمان. وأحياناً أقول في نفسي أنني أريد التوقف عن العمل، لكنني لا أستطيع.

ربما لا يعلم الناس أن عملك أكبر من مجرد التواصل مع صوفيا فيرغارا لمناقشة فستان زفافها أو تناول طعام الفطور مع جينيفر لوبيز للتخطيط لإطلالاتها القادمة على المنصة.
يقول لي الناس عندما أقابلهم أحياناً: “إننا نحب عملك، أنه عمل رائع يتعلق بكامله بالجمال والحفلات وعروض الأزياء والعارضات!” لكن بالطبع إنه ليس كذلك. ليس كذلك على الإطلاق (بل إنه عمل شاق ويستنزف كل وقتك، أي أربع وعشرين ساعة) وخاصة عند العمل على مجموعة أزياء لتقومي بعرضها. ليس لدي أي وقت للإجازات أو الحياة الخاصة. عليك نسيان كل شيء عندما تعملين في مجال الأزياء، وخاصة عندما تعملين بجد.

هنالك الكثير من الضغط والعمل وتواجهنا الكثير من المشكلات التي يتوجب علينا حلها يومياً. ليس عملاً سهلاً على الإطلاق. أعمل مع فريق ضخم (250 شخص) وعليّ السيطرة على كل شيء.

أي نوع من المدراء أنت؟

أنا جدّي بامتياز. هنالك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي، لذلك عليّ التركيز دائماً في ما أفعله.

ذكرت المسؤولية، فأي نوع من المسؤولية تلقيه على عاتقك جائزة الأزياء من ستايل.كوم/العربية ومجلس دبي للتصميم والأزياء؟

أعتقد أن هناك مسؤولية ملقاة على عاتق الفائز، وهي تقدير الفرصة وأن هنالك الكثير من الأشياء التي عليه/عليها التفكير بها بجدية: وهي وضع خطة واستراتيجية على مدى سنتين أو ثلاث من الآن، وما يرغب بتحقيقه وخارطة طريقه في المستقبل.

Zuhair Murad Haute Couture Fall 2015

‫زهير مراد الأزياء الراقية خريف 2015‬‎

سنقوم الليلة بإعلان الفائز بجائزة الأزياء المقدمة من ستايل.كوم/العربية ومجلس دبي للتصميم والأزياء، فما هي كلمات التشجيع التي تقدمها للمرشحين الذين سينهون رحلة جائزة الأزياء الليلة؟

ليست هذه نهاية العالم، وستواصل تقدمك إن كنت مؤمن بموهبتك ولديك الثقة والمثابرة. هنالك فائز واحد دائماً، لكن ذلك لا يعني أن بقية المرشحين للنهائي ليسوا فائزين، كما أن ذلك لا يعني أيضاً أن الفائز بجائزة الأزياء سيكون ناجحاً في النهاية. المثابرة أهم من الفوز بالجائزة.

دعنا نتحدث عن الفائز للحظة. ستكون هذه ليلة رائعة وأسبوع رائع بالنسبة له/لها، لكن ماذا بعد ذلك الخبر السار واتصالات التهنئة؟ ما النصيحة التي تقدمها له/لها بعد ذلك؟

نصيحتي هي استغلال المال الممنوح له/لها بطريقة ذكية واستثماره في البداية ببناء فريق صغير. ربما عليهم الاستعانة بشخص متخصص بالعلاقات العامة أو الإنتاج وبالطبع متابعة العمل بجد لتقديم تصاميم جميلة.

ما هو الأهم باعتقادك: الدافع الاقتصادي أم القوى الإبداعية للمصمم؟

كلاهما. لا يمكنك امتلاك أحدهما والاستغناء عن الآخر، لكن عليك تحقيق التوازن. إن أردت لعملك النمو دون أن يكون لديك أي استثمار خارجي فلن تتمكني من إنتاج جميع تصاميمك للعرض فقط.

إذاً فكلمة “تجاري” ليست بالكلمة السيئة.

ليست كلمة سيئة عندما تستخدم بالطريقة الصحيحة. عندما نقول “تجاري” فإن ذلك خلاصة التصميم. عندما أرى سيدة مرتدية فستاناً صممته، فذلك رضى خالص بالنسبة إلي.

لقد نجحت في صناعة الأزياء دون دعم من جائزة الأزياء. لكن هل هنالك نقطة تحول كبيرة في مسيرتك العملية؟

لم تعتمد مسيرتي على نقطة محددة، بل إنها عبارة عن تراكم خطوات صغيرة، ولكل خطوة منها أهمية معينة. نمى عملي وبنيت شهرتي من مجموعة إلى أخرى ومن فستان إلى آخر ومن زبونة إلى أخرى ومن مشهورة إلى أخرى.

هل كان لديك أو لديك الآن شخص مخلص أو مستشار تلجأ إليه عند الحاجة؟

لا. كنت أنا هذا الشخص. إنني شخص يتعلم من تجارب الغير، لذلك بحثت في تجارب الآخرين. على سبيل المثال، قرأت الكثير من القصص حول كريستيان ديور وفالنتينو…وتعلمت الكثير منها.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع