إذا دخلتم مكتب سيف مهدي رئيس وكالة نيكست مودل مانجمنت أوروبا في شارع مادلين، ستجدون ملصقاً على الحائط المواجه لطاولة مجلس الإدارة مكتوب عليه: “اعمل بجد وعامل الناس بلطف.” هذا الشعار الصريح هو أحد الشعارات التي تصف بالشكل الأفضل شخصية مهدي المولود في تونس، أحد أكثر وكلاء الأزياء والحفلات أهمية وتأثيراً في العالم. وهو يعدّ لانا ديل راي وسما وهيا أبو خضرا وكارولين دو ميغريه وعفاف جنيفان وليلى يافاري على لائحته الخاصة. جلسنا في ستايل.كوم/العربية مع مهدي التونسي المولد خلال الوقت الفاصل بين العروض للاستفسار منه حول طريقة تحويل عارضة إلى اسم شعبي مشهور وحول العارضات البارزات في أسبوع الموضة في باريس.
كاترينا منت: تعمل كوكيل لعارضات الأزياء منذ 21 سنة، تغيّر عالم الأزياء كثيراً على مدار تلك الفترة. ما هو النهج الذي تتبعه اليوم لتحوّل عارضة إلى اسم بارز؟
سيف مهدي: يمكنك تطبيق خبرتك في بناء مسيرة مهنية وبناء صورة جميلة للعارضة على العديد من الناس المختلفين. يتمحور الأمر حول دعم العملية الإبداعية أو المهارة من خلال صورة العارضة. على سبيل المثال، عندما تعملين مع مغنية، يكون تواجد صحافة الأزياء أكبر بمليار مرة من تواجد مجلة مختصة بالموسيقى. الظهور على غلاف فوغ الأمريكية أهم من الظهور على غلاف رولينغ ستونز.
عندما أجريت صفقة إتش آند إم مع لانا ديل راي، كانت أحد أكبر خطط التواصل بالنسبة لي وبفضلها أصبحت [ديل راي] قادرة على الوصول إلى أراض وبلدان لم تزرها من قبل أو لم تكن تبيع فيها كل إصداراتها. لم تكن الفكرة هي جعل لانا ديل راي عارضة لدى إتش آند إم، بل في إشراكها في المشروع. أدّت أغنية في الإعلان وتمّ بيع ألبومها أيضاً في متاجر إتش آند إم. كانت عملية متكاملة تدعم ما قامت به، ونفس النهج ينطبق على الممثلات أو على أيّة شخصية مؤثرة.
ومن هنّ العارضات البارزات لموسم خريف 2015 في باريس؟
بينكس (توم فورد وجايسون وو وفندي وبالمان) هي الفتاة التي كانت مثيرة حقاً للاهتمام. لم ترغب أبداً بأن تصبح عارضة. لم تدخل عالم الأزياء من قبل وهي تعزز الطاقة لدى جميع من يعانين من بُعد “المسافة” عند دخولهنّ عالم الأزياء بطريقة أو بأخرى. يتعلّق جلّ الأمر بكونك محببة جداً ومرنة. إنّها فتاتنا “الغيتو” المفضلة. وفي نهاية المطاف، ظهرت على غلاف مجلة فوغ للمراهقين، وتصوّر الآن لمجلة فوغ الأمريكية، ولديها ما لا يقل عن سبعة حملات إعلانية (بما فيها ألكساندر وانغ وفندي وشانيل). إنّها رائعة، وهي تلهم الكثير من المصممين.
هل تعتقد أنّ “عدم الاهتمام بالأزياء” أو عدم كون الأزياء بحد ذاتها هي الهدف النهائي هو المفتاح لتكون المرأة عارضة مرموقة اليوم؟ أعني، جيمي بوتشرت موسيقية وكارا ديليفين ترغب بالتمثيل وفريجا بيها إريكسون لا يمكن أن تكترث بالأزياء بشكل أقل.
لا هذا ليس المفتاح، أعني أنّ ذلك شيء تقررينه أنت. إذا تحدثتِ لجيمي [بوتشرت] عن الأزياء، تجدين أنّ لها رؤية واضحة وإدراك حقيقي لطريقة عمل الأشياء. تتطوّر صناعة الأزياء كلّ يوم. أتذكّر أنني عملت مع الفتيات مثل كارولينا كوركوفا، وقد كانت صاخبة للغاية وذُهل الجميع بها بشدة في البداية. بعد موسمين، كان هذا هو الشيء نفسه الذي لم يعجب الناس بها. تتغير الأشياء باستمرار. لكنّ الأمر يتمحور حول امتلاك تلك الهالة والكاريزما التي لا يمكن التحكّم بها.
خذوا فتاةً مثل ماريا كارلا بوسكونو كمثال، ترونها تبدو مختلفة تماماً عن الأخريات، بصوتها وسلوكها وجمالها. منذ عشر سنين، كان كلّ شخص يقول: “إنّها فظّة.” واليوم، تعدّ أجمل ملهمة إيطالية على الإطلاق.
[يخرج سيف بشكل مفاجئ من مكتبه دون أن يقول أي شيء. ويعود بعد لحظة قصيرة مع العارضة صاحبة الوجه الجديد آنا كليفلاند وهي تحمل مجموعة من المجلات التي تظهر على غلافها.]
وبذكر العارضات البارزات، هذه أحد العارضات اللاتي وددت أن أتحدث إليك عنها: آنا كليفلاند [زاك بوزن وبوتيغا فينيتا وفيونيه وإيلي صعب].