يَعرفُ رازا بيج صناعة الأزياء في الشرق الأوسط عن ظهر قلب، وهو السبب الذي مكّنه حتى مع تدفّق علامات الأزياء الراقية إلى المنطقة، من قيادة العلامات المحلية سبلاش Splash وآيكونيك Iconic للنجاح. خلال جلسة تصوير روزنامة سبلاش 2015، جلست صوفية غيلاتي من ستايل.كوم/العربية مع بيج ليتحدّثا عن سوق الأزياء في الشرق الأوسط وعن رؤيته وعن مستقبل المنطقة.
صوفية غيلاتي: أنت واحدٌ من رجال الأعمال المنخرطين بشدة في تنمية مشهد الأزياء المحلي اليوم. ماهي رؤيتك لمستقبل سوق الأزياء في الشرق الأوسط؟
رازا بيج: أعتقد أنّ سوق الأزياء في الشرق الأوسط لم يحصل على الاحترام الذي يستحقّه إلا في السنوات الأخيرة، لربما خلال العقد الفائت. وأعتقد أنّ الإمارات العربية المتحدة بالطبع تبرز في موضع قيادة هذا السوق والمكانة التي ستحتلها الموضة في المستقبل.
ما زلنا في مرحلة مبكرة، لكن أعتقد أنّ الإيرادات والأرباح ستظهر بسرعة بسبب الاستثمارات التي تقوم بها الحكومة والجهود التي يبذلها رجال الأعمال مثلنا في سبيل تطوير الصناعة. مع حلول عام 2020، ومن خلال رؤية سمو الشيخ محمد، أؤمن بأننا سنكون قد أخذنا بعض القفزات النوعية. أعتقد أنّ دبي ستكون في مصافِ الأسواق العالمية قريباً جداً، لربما خلال عقدٍ أو ما يقارب ذلك سواء كان ذلك في مجال بيع التجزئة أو في مجال التصميم.
هناك الكثير من الأعمال التي تجري في مجال التصميم مع دبي ديزاين ديستريكت. تمتلك القيادة في هذا البلد رؤية ثاقبة، ونحن نحاول على نطاق ضيق أن نتطلّع إلى تلك الرؤية ونعمل عليها، ونأمل أن نطوّر الإمارات لتصبح عاصمة للأزياء مثل ميلانو ونيويورك ولندن.
لكنّ ميلانو ونيويورك تتراجعان، لذا لعلّ هذا يشكّل فرصة؟
هذا صحيح. هذا هو السبب. تبدوان راكدتين، وكأنما استهلكتا، كانتا حاضرتين وقامتا بما تستطيعان القيام به. أمّا دبي فتنبثق كمكانٍ جديد؛ وهي تمتلك شمساً جميلة وطقساً رائعاً وموقعاً مثالياً. وهي لامعة جداً جداً. أعتقد أن كلّ ذلك سيساعدنا. يندرج استثمارنا في خانة الأزياء، وبالتالي فمن الأساسي ومن غاية الأهمية أن يقوم بذاك الاستثمار من كان منّا حاضراً هنا في العقدين أو العقود الثلاثة الماضية. أنا أعمل في سبيله.
تبيع بضائع سوق الجملة نفسها بنفسها، لكنّك تبذل جهداً واعياً لتستثمر بإبداعك، من خلال روزنامة سبلاش وعرض أزياء سبلاش على سبيل المثال. هل هذه استراتيجية أم أنها رغبة في زيادة كمية المبيعات؟
إنّها استراتيجية. أريد أن يعرف زبائني أنّه على الرغم من أننا نبيع فساتيناً بسعر 120 أو 200 درهم، لكننا قادرون على إبداع الكثير من الأشياء. بكلّ أمانة، أعتقد أنني لو كنت في مجالٍ آخر لفعلت نفس الشيء لأنني شخص مبدع للغاية. والأهم من ذلك، أرغب أن يشعر زبائني الذين يشترون من سبلاش أنهم يشترون من تاجر تجزئة يعرف ما هي الموضة. لا ينحصر الأمر في الذهاب وشراء بلوزة وقميص وتنورةٍ فقط، بل يتعلق أيضاً بفهم الصيحات وتقديم الصيحة المناسبة للزبائن في الوقت المناسب وبالسعر المناسب. لذا كان الهدف من كل من عرض الأزياء والروزنامة هو فقط أن يُبرزا نسغ الإبداع الذي يجري في عروق مؤسستي سواء كان ذلك يخص فريقي أو يخصّني بمفردي. كما أنني أؤمن أنه من المهم أنّ الزبائن بدأوا يرون ذلك.
إنّها استراتيجية استخدمتها كل من إتش آند إم وتوب شوب في تعاوناتهما وتستخدمانها الآن في عروض أزيائهما. هل ترى أنّ السوق يميل للأزياء الراقية من خلال القطع الغريبة المميزة، أم أنّه يميل للقطع القياسية البسيطة؟
يعتمد هذا على الصيحة الرائجة. أعتقد أنّ هناك دورةً كل سبع سنوات، و]بعد[ كلّ ثلاث دورات، ألاحظ أنّ هناك رسوماً بيانية مختلفة جداً تتصاعد لتكون في صف الأزياء الراقية ومن ثمّ تتهاوى إلى الأساسيات. الآن، نحن في مرحلة أصبحت فيها البساطة والأساسيات فجأة “موضة.” تكتسب الأساسيات أهمية متزايدة. ولا تحتل القطع الدراماتيكية المركز الأساسي الآن، لكنّ ذلك لا يعني أنّ الأمور ستبقى على حالها. أعرف أنّه سيأتي الوقت الذي سأعود فيه إلى القطع “الدراماتيكية.”