تابعوا ڤوغ العربية

مقابلة: سارة جيسيكا باركر تتحدّث عن القوة والأحذية ورواية القصص

“إذاً أيّ حذاء اخترت؟” كان هذا السؤال الذي طرحته عليّ سارة جيسيكا باركر عندما دخلت الغرفة أحمل صندوقاً من مجموعتها إس جي بي، التي ظهرت لأوّل مرة هذا الشهر في هارفي نكلز وبلومينغديلز في دبي. وأضافت: “تأكّدي من أنّ الحزام الخلفي ليس رخواً جداً” قبل أن تستدعي شخصاً لتتحقق منه إن كان بإمكاني أن أحضر اليوم التالي لاستلام زوج جديد من الأحذية يناسب قدمي بالشكل الأمثل.

هذه هي الطريقة التي تتعامل بها سارة جسيكا باركر مع الآخرين، بعناية والتزام واحترافية. هناك شيء فاضل للغاية يتعلق بهذه الممثلة والمصممة (وإحدى أكثر القوى المحرّكة تأثيراً في عالم الأزياء منذ أوائل الألفيات وبعدها). بدءاً بقيمها العملية الأمريكية بامتياز إلى عينيها الزرقاوين الفضوليتين الثاقبتين وصوتها المميز، يحبّ الناس سارة جيسيكا باركر وهي من جهتها تحاول أن تتأكد من ذلك، كما تأكدت من أنّهم سيحبّون خطّ أحذيتها، الذي انتظرت سنيناً حتى أنشأته، عبر جعله بسيطاً ومريحاً وساحراً، مثلها تماماً.

صوفية غيلاتي: أنت أيقونة أزياء لكنّك تعملين أيضاً في الأفلام. هل تدركين هذه القوّة؟ يمكنك تغيير العالم عبر هاتين الوسيلتين.

سارة جيسيكا باركر: (تضحك) حسناً، لا أعلم عن ذلك. ولا أعلم أنني أرغب بذلك. عندما أفكّر بالعمل، أفكّر في مدى حبّي له، وكم من الممكن أن يكون متطلّباً، وكم يهمّني القيام به. أريد أن أكون متفوّقةً في كلّ شيء. أريد أن أحظى بالتقدير ]كما تعلمين[. لذا لا أفكر بالضرورة بالسيطرة والتأثير، ]لكن[ أفكّر أكثر في أنّ ]عملي[ يجب أن يكون جيّداً.

ولهذا، عندما صممنا هذه الأحذية، كان من المهم جداً بالنسبة لنا أن يكون الحذاء جيد الصنع، أن نصنع الأحذية في إيطاليا، وأن تكون مريحة وتتمّ مراقبة ملاءمتها للأقدام في كل مرة من المرات. يجب أن تستطيع المرأة أن تشتري حذاءاً من مجموعتي بعد سنتين أو ثلاثة، ويجب أن يكون الحذاء ما زال يمتلك صلة عصرية ويستحق دولاراتها أو دراهمها التي كسبتها بصعوبة. على الرغم من أنك تستطيعين القول بأنّ هناك أناس في دبي يمتلكون المال، إلا أنّهم ما زالوا يختارون صرفه على أحذيتي، وينبغي أن أستحقّ ذلك وأن أبادلهم التقدير. هذا هو السبب الذي جعلنا نعمل بجد وجعل الجودة مهمة جداً بالنسبة لنا. يهمّني هذا أكثر من أيّ شيءٍ آخر.

صوفية غيلاتي: الآن بعد أن امتلكت خطّك الخاص بالأحذية، ما الذي تعلّمتيه عن الأزياء ولم تكوني تعلمينه في السابق؟

سارة جيسيكا باركر: أوه، تعلّمت الكثير عن العمل بالأحذية. إنّه عمل صعب وتنافسي جداً جداً جداً. والنساء ذكيات حقّاً، يعلمن الكثير ولم يعدن يشترين أيّ شيءٍ دون أن يمتلكن المعلومات الكافية. فكّري بكمّ المعلومات الذي تعرفينه ثمّ فكري بصديقاتك اللواتي لا يعملن في مجال الأزياء. فكّري بكمية المعلومات التي يعرفونها عندما يذهبن إلى متجر، وكيف يتحسّسن الحذاء وينظرن إليه ويشمّونه ويرتدونه ويمشون به عدة خطوات، ثمّ يقلن لا.

هذا تنافسيّ جداً، وليس هناك حاجة للمزيد من الأحذية. لم يكن هناك نقص في الأحذية وجئت لأسدّه. بل انضممت إلى الركب متأخرة، ولهذا تعلّمت أنّه علينا أن نكون أفضل ما يمكننا أن نكون عليه في كلّ مجموعة نسلّمها، الربيع وقبل الخريف والخريف وكروز، كلّها يجب أن تكون ]الأفضل[ وعندما لا تكون كذلك ونسمع بذلك، ليس علينا أن نبرّر اختيارنا، إنّما علينا أن نستمع ونقول: “حسناً، مهما كان من المؤلم سماع ذلك، لكنّ الحذاء لم يكن جيّداً أو لم يكن مريحاً أو أنّ الحزام كان من نوعٍ رديء أو أو أو…” سيبدو الحزام الضيق كبيراً على أيّ شخص يمتلك كعب قدم ضيق، مثلك، هذا هو السبب الذي جعلني أطلب منك أن تجرّبي الحذاء لأنّك تمتلكين أقداماً صغيرة ضيقة. إنّها مسؤوليتي أن أخبرك. إذا كنت أتمنى أن لا تلحظي ذلك، فلن أكون أفعل الأمر الصائب معك.

صوفية غيلاتي: غير الراحة والتصميم، أحد أسرار العلامات الناجحة هي رواية القصص وكنت أتساءل بما أنّك قاصّة بارعة، ما هي القصة التي ترغبين أن ترويها لنا؟

سارة جيسيكا باركر: عندما استجمعت جرأتي في النهاية ودعوت جورج مالكيموس III (المدير التنفيذي لمانولو بلاهنيك) لأسأله: “هل تتعاون معي؟” كنّا نعرف بعضنا البعض قبل ذلك لعدّة سنوات. سألته إن كان يرغب بمقابلتي وقال: “نعم.” جلسنا وقلت: “هؤلاء هم ]المصممون[ الأكثر تأثيراً بالنسبة لي عبر السنين: أواخر السبعينات في مدينة نيويورك–مود فريزون  وتشارلز جوردان ووالتر ستيغر وبنيس إدواردز وسونيا ريكيل. كل شركات الأحذية الضخمة هذه التي كانت تزدهر وتنمو في ماديسون أفينيو وعبر شارع 57th ، كنت أحدّق في نوافذ متاجر الأحذية أوفي نوافذ بونوي تيلر آند كو..

لذا كانت القصة التي أرغب بإخبارها تعود إلى تلك السنين وقال جورج: “جئت إلى نيويورك عام 1977 أيضاً. كانت تلك النوافذ التي أحببتها، تلك الأحذية التي أحببتها.” كانت كلها مصنوعة في إيطاليا وكانت أحذية رائعة. كانت مصنوعة من نعل مفرد وملوّنة. أردت أن أعود إلى الوراء إلى تلك الأوقات لأعيد النظر إلى تلك الأحذية وأتذكّرها وأعيد تخيّلها في تلك الفترة الزمنية، لأنّ النسب تغيّرت؛ ]كما تعلمين[ فقد أصبحت مقدّمة الحذاء أقصر بكثير الآن، على سبيل المثال. إذا نظرنا إلى حذاء من عام 1977، ستكون فتحته عالية حقاً. لكن ذلك هو العصر الذي أعتقد أنّه كان رائعاً في مجال الأحذية وتلك هي القصة التي أردت أن أرويها.

صوفية غيلاتي: إنها قصة مثيرة. أتفهّم أنّك صنعت بعض الأحذية خصيصاً لسوقنا؟

ولهذا تجدين أن معظم هذه الأحذية مصنوعة من الساتان، لأنّ زبائن دبي يحبّون الساتان. كل أحذيتنا الجلدية تأتي بألوان رائعة خصوصاً في موسم قبل الخريف، ستشاهدين كلّ تلك الألوان القديمة. الأمر يختلف هنا عن الولايات المتحدة وسيكون هناك زبائن مختلفون تماماً هنا، زبائن أكثر مغامرة بكثير.

صوفية غيلاتي: حقاً، يشكّل الشرق الأوسط بيئةً مشوقة للغاية. بالحديث عن هؤلاء المصممين الأيقونيين الرائعين (والتر ستيغر وتشارلز جوردان وغيرهم) من هو المصمم الذي ستدعينه من الماضي والحاضر إلى حفلة إطلاق الأحذية؟

سارة جيسيكا باركر: أوه يا إلهي، سأدعو مود فريزون إذا كانت تقبل ذلك. بصراحة، لا أعتقد أنّ الناس المشاهير هم المذهلون، بل النساء اللاتي أتذكرهن والطريقة التي كن يسرن بها في شارع  57th والطريقة التي كن يظهرن بها في حافلة المدينة. إنّهن فتيات جزيرة ستاتن اللواتي يبدين مذهلات، واللواتي يخططن شفاههنّ بطريقة لا تشبه أي أحدٍ آخر، ويجمعن شعرهم في ذيل حصان إلى الخلف. أعتقد أنّ النساء العاديّات هم الأكثر إلهاماً في الكثير من الحالات لأنهنّ يرتدين الملابس فقط ليرضين أنفسهنّ، ليس للكاميرا أو للسجادة الحمراء، وأعتقد أنّ رؤية ذلك هو أكثر الأشياء إلهاماً بالنسبة لي.

صوفية غيلاتي: يتّسم أسلوبك في الأزياء دوماً بقليل من الغرابة ويبتعد عن السائد قليلاً، وهو ما أحبّه. لم يكن أبداً مثالياً بالمطلق. لكن عندما يتعلّق الأمر بتصاميم أحذيتك، تتصرّفين بتحفّظ شديد.

سارة جيسيكا باركر: حسناً، أعتقد أن زبونات دبي يطلبن شيئاً محدداً، وعندما نعرف عن أيّ تحوّل وننتهي من هذه المجموعة الأولى، سيكون لدينا معلومات أكثر. لدينا أشياء قادمة أقل تحفظاً، لكن علينا حقاً أن نستمع أولاً إلى موزّعتنا التي تخبرنا بدقة ما تعرفه عن الزبونات. عندما نراقب التغيّرات، سنعرف أكثر وسنضيف بعض القطع الأكثر جرأة وفظاظة بطريقة محببة.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع