في متجر SEX and Seditionaries، وظّفت فيفيان وستوود مبادئ نزعة البانك روك للتعبير عن أسلوبها في الموضة، ممّا ساهم في إضفاء إطلالة رمزيّة محدّدة على أسلوب البانك ولم تكُن غريبة بالنسبة إلينا. ولكن، حاليًا، تنصبّ اهتمامات فيفيان أكثر في خانة التعلّم من التقاليد بدلًا من تحطيمها.
لو كان أسلوب البانك يملك زعيمة، لكانت فيفيان وستوود فازت باللقب. بذلت فيفيان بالتعاون مع شريكها في ذلك الوقت مالكولم ماكلارن قصارى جهدها لإثارة موجة البانك في المملكة المتّحدة (عبر جمع فِرقة Sex Pistols التي أُطلق عليها الاسم نسبةً إلى المتجر الخاصّ بأعضائها، SEX، وتألّفت من المتمرّدين المتسكّعين فيه) وتصميم ملابس رمزيّة خاصّة بهذا الأسلوب (عبر إلباس أعضاء الفِرقة). في المتجر الواقع على شارع كينغز رود – متجر تغيّر اسمه للتماشي مع كلّ حركة جديدة يحتضنها من أسلوب البانك، فتحوّل من Let It Rock إلى SEX ثمّ Seditionaries في السبعينيات- ملأت روح البانك المكان بعد أن منحها كلّ من وستوود وماكلارن قاعدة ومشغلًا مستمرّ التجدّد. ازدهرت مهنة وستوود في مجال الأزياء بعد مرور فترة طويلة على رواج البانك الذي لم يعُد يتمتّع بالمصداقيّة نفسها. وقد ساهمت في ترسيخ إطلالة “نيو رومانتيك” New Romantic في أوائل الثمانينيات وبسطت بتأثيرها على ملابس القرنين الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والأكسسوارات الخاصّة بالطبقات الإنكليزية الأرستقراطية. مع ذلك، لم تتحرّر فيفيان قطّ من ربط اسمها بالبانك. لكنّ هذا الأمر لا يأخذ من تفكيرها. أمّا الصحافيون المسؤولون بالفعل عن عكس هذه الصورة، فيصرّون على كفاءاتها في البانك أكثر منها حاليًا. وقد قرّرت وستوود تخطّي الأمر وخوض المعركة الأخيرة التي اختارتها بشجاعة وجلبة (وتشمل القضايا التي تدعمها التغيّر المناخي وتبرئة الناشط الهندي الأميركي لينورد بيلتييه ومؤازرة مؤسّس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج). في الوقت نفسه، تشرف على إمبراطوريّة عالميّة في مجال تصميم الأزياء تشتمل على مجموعات متنوّعة من الثياب الرجالية والنسائية والأكسسوارات والعطور. وقد تلقّت مساهماتها تقدير الملكة (التي اشتُهرت فِرقة The Pistols بتشويه صورتها)، فمنحتها لقب “النُبل”. كذلك، كُرّست أعمالها في معرض استعاديّ في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن في العام 2004. هنا، تتحدّث وستوود إلى Style.com عن الجاذبيّة الدائمة لأسلوب البانك وطابعه المتّسم بمرور الزمن مقابل السياسة وراءه وكيف تحافظ على روح البانك اليوم.
Style.com: إنّ البانك قادم إلى متحف المتروبوليتان للفنون واسمكِ مُقترن به لا محال. لقد انتقدتِ الصحافيين الذين، على حدّ قولك في مقابلة مع صحيفة New York Times مؤخرًا، “يفكّرون فيّ وكأنّني نوع من جائزة، كلّما ذُكر البانك.” أظنّ أنّ هذا انتقاد عادل. هل تعتقدين أنّ شبح البانك يلاحق المناقشات حول تصاميمك بشكل مُفرط؟ ما مدى أهميّة المكانة التي يحتلّها أسلوب البانك في جميع تصاميمك وأعمالك، مهما كان تعريفك لهذا الاتّجاه من الموضة؟
فيفيان: لا أعتبر أسلوب البانك شبحًا ولا أمرًا مُبالغًا فيه إذ ترك تأثيرًا كبيرًا عليّ. لم أعرف شيئًا مشابهًا له أبدًا. وقد سلّطت فِرقة Sex Pistols الضوء على موضة البانك التي كنّا نصمّمها، ثمّ لبس آدام أنت حلّة مجموعة Pirate الخاصّة بنا، وبالتالي باتت هذه المجموعة أكثر روجًا. ولكن كلّ من مجموعاتي تميّزت بلمستها الخاصّة والمختلفة. ولو رُبطت فِرقة موسيقيّة بكلّ من مجموعاتي، لتميّزت بالتأثير الملهم نفسه.
هل تضمّنت تصاميمك رمزًا واحدًا لخّص البانك بالنسبة إليكِ؟
فيفيان: نعم، رمز النزعة الفوضوية – فكرة “التدمير”. سيّس الهيبيز الجيل الذي كنت جزءًا منه وكنت غاضبة من الموت والدمار والفساد في هذا العالم. هذا ما أردت تدميره، وهذا ما رمز إليه البانك بالنسبة إليّ. في ذلك الوقت، كانت الحركة معادية للتقاليد، ولكن كانت معناها أعمق بالنسبة إليّ.
إلى أيّ حدّ كان أسلوب البانك صدفة عرضيّة وإلى أيّ حدّ كان ابتكارًا توصّلت إليه مع مالكولم ماكلارن؟
فيفيان: لم أكن أعرف بوجود البانك. بالنسبة إلينا، جسّد الأسلوب قمّة إطلالة الهيبيز وألبسة الغنادرة في الخمسينيات ومجلّات الحقبة نفسها التي كانت تظهر صور مشاهير (يرتدون ثيابًا ممزّقة) تُعلّق على الحائط، ثمّ تغيّر الأسلوب ليشمل مغنّيي الروك وفِرقة Hells Angels، وأصبح اسم المتجر Let It Rock. أمّا الخطوة الثانية، فكانت تشمل الملابس المطّاطية وتلك المستوحاة من أيّام العبودية، فتغيّر الاسم ليصبح SEX. كنّا نبدّل اسم المتجر ليتماشى مع كلّ من الإطلالات. وكانت الثياب خلاصة جميع الأمور التي كانت تهمّنا – الثورة. فبدأنا نستعيد تاريخ الأنماط التصميمية في حياتنا.