تابعوا ڤوغ العربية

مقابلة: كريستوفر كين

Chris-Kane
كان كريستوفر كين يشرب العصير الأخضر في مطعم كارليل الثلاثاء الماضي، وكان هذا المصمم ضيف نتالي ماسيني في مهرجان ميت غالا Met Gala الليلة التي سبقتها وفي الحفلتين بعده في فندق توب اوف ذا ستاندارد Top of the Standard ونادي اب آند داون Up & Down. وقد أصبح كين أهم مصدّر للأزياء اللندنية خلال السنوات الثمانية التي مضت منذ تشكيلة تخرجه من سنترال سانت مارتن Central Saint Martins (خبر عاجل، سيداتي: قد تعود إليكم تلك الفساتين الضيقة القصيرة ذات الألوان الزاهية)، وقد باع موقع Net-a-Porter التجاري من تصاميمه في ست وثمانين بلد حول العالم العام الماضي. نعم ست وثمانين، فقد كانت 2013 سنة موفقة بالنسبة له، ففي يونيو ساهمت كيرينع (التي أصبح اسمها بي بي آر PPR)  بالحصة الأكبر من تمويل أعماله. ويتضح من خلال هذه المقابلة أنه ما زال واحداً من أكثر المصممين إخلاصاً وواقعية ومرحاً بكل معنى الكلمة. وقبل أن يعود إلى مقره ليعمل على مجموعة ريزورت التي سيطلقها الشهر القادم، جلس كين مع ستايل.كوم ليناقش كل شيء ابتدءاً من فساتين تشارلز جيمس (التي وصفها كين بـ “شديدة الشهوانية”) وبرنامجه التلفزيوني المفضل (غيمز أوف ثرونز) إلى ما ينتظرنا في 2014. انتبهوا، من المخطط أن يفتتح كين متجره الأول في شارع ماونت Mount في مايفير Mayfair في نوفمبر المقبل

—نيكول فيلبس، ستايل.كوم

كيف كان أثر كيرينغ للاستثمارات عليك شخصياً وعلى علامتك التجارية؟

يمكنني الآن أن أقول أننا نفعل ما نريد بمفردنا. لم نكن منتظمين في البداية، فقد كنا نقوم بكل شيء ابتداءاً من الإدارة إلى أصغر الأعمال. لقد كنت أعمل بلا كلل أو ملل. أشعر الآن وكأني أستطيع التمتع بحياتي من جديد، فقد عشت أوقاتاً في الماضي شعرت فيها أن حياتي لم تعد ملكي، وقلت في نفسي: “ماذا تفعل؟” وفجأة حدث التعاون مع كيرينغ وكانت تلك إشارة الخلاص.

قال مدير موقع Net-a-Porter التجاري خلال العشاء الذي أقامه الموقع على شرفك أنهم قد شحنوا أزياءك إلى ست وثمانين دولة السنة الماضية. هذا عظيم، فما هي طموحاتك لعام 2014 من حيث المبيعات وغيرها؟

نحن بصدد البحث عن مدير مالي جديد. من المخطط أن نفتتح متجرنا في شارع ماونت (في لندن) نوفمبر المقبل، وإن شارع ماونت يشهد انتعاشاً وقد افتتحت سيلين Céline متجراً هناك منذ فترة وجيزة وإنه تجمع جميل للمصممين والعلامات التجارية. إنه لشرف كبير لي أن أكون في هذا الشارع. كما أطلقنا مجموعة من حقائب اليد ولدينا الآن مصمم إكسسوارات منزلية. أما الملابس الرجالية فهي على خير ما يرام ونقوم الآن بإنتاج عدة فئات ضمنها.

لاحظ تيم بلانكس في تقاريره الأخيرة الكم الهائل من الأفكار التي تحملها عروضك، فهل ترى أن لاستثمار كيرينغ أثر في ذلك؟

لطالما كان لدي مخزون هائل من الأفكار، لكن الجيد الآن أنه لدينا التسهيلات لفئات جديدة من المنتجات كالحياكة والجلديات. إن لم تكن لديك (الأفكار) فسيمنحك إياها أحدهم ويبقى عليك التطبيق والإنتاج، وأنا أكره التمسك بالأفكار وتكرارها لوقت طويل. وفي الموسم الذي انضممت فيه إلى كيرينغ كان الانطباع السائد: “ياله من عرض كبير، يبدو أنك كسبت الكثير من المال.” في الحقيقة كانت تكلفة إنتاج هذا الموسم ذاتها تكلفة ما قبله، لكن هذا الموسم كان احتفالياً وليس مناسبة لإنفاق المال.

تواجدت الملابس المصنوعة من النايلون والفراء في عرض أزيائك لموسم الخريف، فمن أين أتتك هذه الأفكار؟

لطالما أحببت الفراء، والنايلون أيضاً على ما أظن، فهي تعطي شعور ثياب الخروج. أنها جميلة وجذابة أيضاً فهي تشبه البشرة إلى حد كبير. أحب تباين الألوان. كما تميز العرض بالرقة والغنى وقد تركز على فراء المنك والنايلون. وقد بدأ العرض بريئاً ومن ثم تحول إلى شيء آخر، فقد أصبحت الملابس النايلونية مكشكشة وبدت كأكياس القمامة، لكن ذلك أعجبني. أما الفساتين الختامية فقد كانت مستوحاة من الكتب والصفحات وأشياء أخرى متساقطة. إنها مجموعة متنوعة.

Christopher Kane

هل كنت قارئاً جيداً في طفولتك؟

لا، وحتى الآن لا أقرأ. أتمنى لو أنني كنت كهذا النوع من الناس، لكنني قليل الصبر حقاً وأميل إلى الأثر المرئي أكثر، وعندما نضجت أحببت التلفاز.

وما كانت برامجك التلفزيونية المفضلة؟

كان برنامج عرض أزياء Clothes Show  مع جيف بانكس من أهم البرامج في لندن، وأيضاً أحببت برنامج جين بيكر على قناة فاشن تي في Fashion TV، وإلسا كلينش فهي تضفي طابعاً ثقافياً على كل شيء. كنت مدمناً على التلفاز منذ ذلك الوقت.

ومن هنا اكتشفت فيرساتشي؟

لطالما أحببت أن أشاهد عرض فيرساتشي Versace ومن ثم أخذت أتابع فيرساتشي وهيلموت لانغ Helmut Lang فقد كانتا العلامتين المفضلتين لدي في مراحل مختلفة من حياتي. كما كنت أسجل العرض على شريط فيديو وأوقفه وأشغلة وأكتب تقريري حول أتولييه فيرساتشي لكني كنت أجن عند الدقيقة الثانية…إنه طويل فعلاً.

أعتقد أن فيرساتشي وهيلموت مختلفين تماماً، فهل يتشاركان بعض النقاط في رأيك؟

أعتقد أن كلاهما يطمح للتوسع والابتكار، وهذا ما يجيدانه وهذا وجه الشبه بينهما. كلاهما أحب عمله ويمكنك ملاحظة ذلك حيث يضع كل منهما إحساسه وروحه في عمله. كان جياني ودوناتيلا فيرساتشي مميزان بسبب مواجهتهما وتباينهما مع الجو العام الكئيب، فقد كانت السيدات بحاجة إلى تلك الطاقة فعلاً. وكان لهيلموت ذات الرؤية حول السيدات القويات وتميزهن.

مازال تأثير هيلموت قائماً

هذا شيء أعيه دائماً، فإذا ما صنعت شيئاً يشبه شيئاً آخر (فعله آخرون) أحاول التراجع عنه أو التخلص منه فتصاب تامي (شقيقة كين وشريكته في العمل) بالجنون وتقول: “لا، لا يشبه تلك!” وأقول أنا: “بلا، يشبهه” فيتوجب علي التخلص منه وإلا فلا أستطع التقدم فيه. أنا دفاعي جداً حيال ذلك، لكن علي أن أكون كذلك فهذا عملي ولا أحب أن أشوه عمل أحدهم وأنتجه باسمي، فذلك مدمر.

هل هنالك مصممون آخرون ممن تعجب بهم سوى فيرساتشي وهيلموت؟

أركز دائماً على ما نصنع أنا وتامي، لكن لا يمكنك إلا أن تبدي الإعجاب بما يفعله المصممون الآخرون أمثال راي كواكوبو وميوتشا برادا…وراف أيضاً يبلي بلاءاً حسناً مع ديور، وكان العمل لدى دوناتيلا فقرة ذات أهمية خاصة في حياتي. أكن الاحترام للجميع…فأن تكون مصمماً ليس بالأمر السهل.

لا تظهر عليك آثار العمل الشاق.

ذلك مضحك فلدي صور شخصية تعود لخمسة سنوات وأخرى حديثة، أنظر إليها وأسأل: “أحقاً ذلك؟” لقد تغير كل شيء. أهو بسبب انشغالي الدائم؟ نعم، أعتقد أن آثار ذلك تأخذ بالظهور. رسمت خطة ضحمة لوقت عودتي إلى لندن، سأمارس اليوغا، أشعر أنني أحبها من جديد. كونك مصمم شيء مضن، لكن أظنه كالوقوع في الحب فهنالك ألم محبب.

أراك دائماً مصممماً يجد التوازن بين العمل والتسلية.

نعم، ولذلك أشرب العصير الأخضر الآن.

كيف تفسر التقليد عندما تمارسه العلامات التجارية الكبرى؟ قد يكون ذلك لأن بعض المصممين حرموا من عملهم، فلديهم فريق ضخم.

لا أظن أن لديهم عذر لذلك. إن كان التقليد غير مقبولاً من المصممين الصغار أمثالي، فعلى العلامات التجارية الكبرى أن تكون أكثر أمانة حيال ذلك.

 Christopher Kane

وماذا عن العكس؟ هل تجد من يتلاعب بافكار كريستوفر كين؟

الجميع، وهنالك مجموعة محددة أخذ الكثيرون بالاقتباس منها، وهي مجموعة ربيع 2008 التي أدخلت عليها جلد الأفعى والكشكش وقطن الدنيم. وفي تلك الأيام كان رد فعل الناس: “يا إلهي! جلد أفعى؟ كم هو رخيص!” وكنت أرد: “حقا؟ حقا؟ ألذلك نجده في كل مكان؟” وكذلك كان حال ألوان النيون، فعندما صممت الأزياء بألوان النيون، فقد كان رد فعل الجميع: “ذلك رخيص ومقرف!” ولذلك نجد الجميع يستعملها. أصبحت النيون خليفة اللون الأسود. اسمعي، إنها قماش وألوان، لكن تم الاقتباس من هذه المجموعة إلى حد كبير. وكذلك الفساتين الحلقية والشفافة في سنترال سانت مارتن، فهنالك مصمم سرق تصاميمي بطريقة بشعة لكن لن أتحدث عن ذلك. هذه الفساتين بمثابة أطفالي، وذلك ما أغضبني.

كانت تلك الفساتين مميزة، يا لها من بداية!

أذكر عندما كنت أعمل على تصميم هذه الفساتين وكنت خائفاً من العرض أمام (أستاذتي) لويس ويلسون لاني ظننتها لن تحبها. وهنالك في الكلية من يقلدون كوم دي غارسون Comme des Garçons ومن يقلدون هيلموت، أما أنا ففضلت أن أركز على شخصي. صنعت ذلك الفستان المحبوك الأول من الجوارب والملابس الضيقة التي استطعت الحصول عليها لأن ذلك كان كل ما أستطيع شراءه. ذهبت بذلك الفستان إلى العرض وارتدته العارضة، فقالت لويس: “أين كنت بحق السماء؟” هذه طريقتها بالحديث. قالت: “ماذا لديك لتريني؟” وبعد أن خلعت العارضة الفستان (وفي ذلك الوقت بدأت لويس بالتدخين والنفخ) قالت لويس: “ذلك عظيم! اذهب وصمم ستة فساتين أخرى وعد إلي.” وكانت لويس قد سئمت من رؤية التصاميم ذاتها تعاد وتكرر. يكلف الواحد منها عشرة باوندات. والآن إنها تصاميم مندثرة لكن من الرائع أن أحييها من جديد. قد يكون ذلك صعب أحياناً لكني أنظر إليها وأقول: “حسناً، إن فعلتها مرة يمكنني فعلها الآن.”

هل تم إنتاج هذه الفساتين؟ لا أذكر ذلك.

البعض منها نعم والبعض أنتجناه بكميات محدودة. أظن أنها ستعود من جديد، ومن يعلم؟

تتسارع وتيرة عالم الأزياء، فهل ذلك صعب بالنسبة إليك؟

لقد كنت محظوظاً إذ أن فكرة مجموعة ما قبل الخريف ومجموعة ريزورت لم تكن معروفة عندما كنت في بداياتي. ومن ثم جاء الوقت لنعمل على هاتين المجموعتين لأننا بلغنا مستواً جيداً، بينما نشعر بالأسف تجاه المصممين الشباب الذين يحاولون حرق المراحل ليرتقوا إلى مستوى التطلعات. من الصعب العمل على تشكيلة واحدة، فما بالك بستة؟ كان بمقدور المصمم في الماضي أن يمارس حياته الشخصية أما الآن فلا، لأن هنالك أوقات محددة لإنهاء كل شي. على سبيل المثال، يتوجب عليك شراء الأقمشة لموسمين مقدماً. تعلمين أنك عندما تشترين لوناً من القماش وترينه في مكان آخر فلن يروق لك ذلك، لكنك تكونين قد اشتريتيها كلها. إنك تحت رحمة التجار بشكل أساسي.

والآن بعد أن بلغت ما بلغته، ما الأشياء التي تتمنى لو كانت مختلفة في صناعة الأزياء؟

هنالك الكثير. لا، نحن محظوظون حقاً، لكن من الشاق أن تكوني مبدعة. يسبب الإبداع اليومي ضرراً دماغياً ويستنزف طاقتك، لكن عليك القيام بذلك بسبب التسارع في عالم الأزياء. هنا تكمن الصعوبة.

ماذا تحب أن تفعل خلال وقت فراغك؟ تشاهد التلفاز؟

طيلة الوقت، فذلك الشيء الوحيد الذي أفعله، ولذلك سيكون له دور أساسي لدى عودتي. (يضحك).  أعشق مسلسل غيمز أوف ثرونز لكن فاتتني مشاهدة حلقة يوم الأحد فقد كنت أقيس ملابس نتالي (ماسيني، لمهرجان ميت غالا) وكنت أستعجلها طلية الوقت.

أنت جزء من الانتعاش الذي شهدته لندن في عالم الأزياء، فهل هنالك من يعجبك ممن ظهروا بعدك؟

أولا لا أعتقد أن الأزياء اللندنية كانت سيئة، فعلى سبيل المثال كانت عروض حسين شاليان مبتكرة دائماً، إضافة إلى عهد مكوين وغاليانو. لقد كانت عظيمة دائماً. هنالك أشخاص موهوبين في كل مكان لكن لندن تحتوي على أفضل المدارس الفنية في العالم. عندما كنت في اسكوتلندا لاحظت أن الفن لا يعتبر من المهن. لندن مدينة مبدعة حقاً

يسيطر العديد من أقرانك الأمريكيين على دور أزياء أوروبية هامة، فهل هناك من علامة تجارية محددة تود وضع اسمك عليها؟

بالطبع، أحلم بالحصول على تلك التسهيلات، لكن لا بأس بي حيث أنا الآن فما زلت شاباً. أركز كثيراً على علامتي التجارية وهي بحال جيدة. أحب هذه العلامة وأشعر بالاكتفاء المالي حالياً، وذلك جواب شفاف. لأكمل حديثي بصدق علي أن أقول: ما الذي أود فعله؟ من الجميل أن تري عالم الأزياء يتغير ويتجدد، فما فعله راف في ديور كان رائعاً. أعتقد أن ذلك كان ضرورياً حيث أنها الآن تقف بلا منافس. أحب ما يقدمه أليكس في بالنسياغا Balenciaga، إضافة إلى هادي سليمان الذي تلاحقه الانتقادات حول عمله في سان لوران لكنه يعجبني فهو مصمم ذكي ومن أهم المصممين الذين مروا على عالم الأزياء. وكذلك يعجبني نيكولا في فويتون Vuitton، إنه نيكولا غيسكييه، ومن لا يحبه؟

السؤال الأخير: ما رأيك بمعرض تشارلز جيمس؟

لقد كان شديد الجاذبية فهنالك الكثير من الثنيات والنقوش. أظن أني الوحيد الذي لاحظ ذلك. لكن لا يمكن إنكار روعة الفساتين. لقبه ديور بالمعلم وأحبه بالنسياغا، وفي هذا اليوم استحق ذلك.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع