ibtihajmuhammad / إنستغرام
تستعد ألعاب أولمبياد 2016 الرياضية للانطلاق في ريو دي جانيرو بدءاً من الخامس وحتى الحادي والعشرين من أغسطس. ويتضح سعي حدث الأسبوعين الرياضي المرتقب هذا ليكون حدث كسر الأرقام القياسية. حيث ستُستضاف الألعاب الأولمبية القادمة هذه للمرة الأولى في أمريكا الجنوبية وستكون الدورة الأولمبية الأولى التي سيتنافس فيها جيل الألفية (الذين ولدوا عام 2000) كما ستشارك في المباريات لاعبات أولمبياد محجبات. تعرفوا على ابتهاج محمد التي ستدخل التاريخ بعد أن تدوس بقدميها منصة المبارزة خلال دورة الألعاب القادمة كأول رياضية أمريكية تنافس في الألعاب الأولمبية مرتدية الحجاب.
انجذبت الفتاة المولودة بالأصل في مدينة نيو جيرسي الأمريكية إلى الرياضة عندما كانت في الثالثة عشر من عمرها وشوهدت مُغطاة باللباس الرياضي الكامل في المدرسة الثانوية المحلية هناك. قالت ابتهاج محمد لستايل.كوم/العربية: “مارست خلال طفولتي مجموعة مختلفة من الرياضات لكن كان على والداي بوصفي فتاة مسلمة أن يُعدلا الزي الرسمي من أجلي على الدوام”. وأضافت “كانت المبارزة الرياضة الوحيدة التي تتلاءم ومعتقداتي الدينية بشكل فريد منذ البداية ولهذا انضممت إليها وتابعت في ممارستها”.
ibtihajmuhammad / إنستغرام
وتمتلك الفتاة البالغة من العمر ثلاثون عاماً والمتخرجة من جامعة ديوك بولاية نورث كارولاينا مع تخصص مزدوجٍ في الدراسات الأفريقية والعلاقات الدولية براعة في الالتزام بمعتقداتها الدينية. حيث يمكن العثور على الرياضية المتألقة هذه عندما لا تظهر في برنامج إيلين شو التلفزيوني أو تعطي دروس مبارزة لميشيل أوباما أو حتى تُكرّم باعتبارها واحدة من أكثر مئة شخصية مؤثرة في مجلة التايم تُدير علامة أزيائها المحتشمة لويلا التي أسستها عام 2014 بعد معاناتها في إيجاد ملابس محتشمة أنيقة وجميلة.
“لسنا محظوظات هنا في الولايات المتحدة مثلكن [في الشرق الأوسط] حيث يلبي المصممين احتياجات الفتيات المسلمات. اقترح عليّ أخي بأن أبدء بتصميم ملابسي الخاصة، لذا أنشأنا معملاً في لوس أنجلوس وانطلقنا من هناك”. توسعت العلامة التي أنشئت في الأصل انطلاقاً من الحاجة لتضم الآن تشكيلة واسعة من الملابس تشمل الفساتين والبنطلونات والقطع العلوية وحتى الفساتين المنفوخة أيضاً.
وعلى الرغم من ارتداء ابتهاج محمد لأزياء نايكي على منصة المبارزة (حيث أعلنت النجمة الرياضية هذه انضمامها إلى أسرة نايكي عبر إنستغرام) غير أنه يمكن مشاهدتها خارج الحلبة مرتدية إحدى تصاميمها التي غالباً ما تقرنها مع إطلالة مكياج وجه رائع. سلاح ابتهاج محمد الثاني في الاختيار (بعد السيف) في الحقيقة هو قلم مظهر عيون. قالت متأملة “أنا فتاة مُظهّر العيون. لا أقوم بأي شيء من دونه. حتى أنني أدخل المنافسة واضعة إياه على عيني” كما صنّفت الكحل على أنه من أساسيات منافسات ريو دي جانيرو جنباً إلى جنب مع جرعة قوية من الإيمان والثقة بالنفس.
ibtihajmuhammad / إنستغرام
إلا أننا متأكدون من أن الثقة لن تكون مشكلة بالنسبة لها مع رشاقتها العالية وقدرتها على تحديد المواقع وقوتها التي تُحسد عليها. هذا وكانت بطلة أولمبياد 2005 للناشئين تُحضّر نفسها جسدياً وعقلياً لهذا الحدث منذ سنوات وتُنمي مهاراتها الرياضية لتُعزز التدريب المقترن مع الكثير من الراحة والأطعمة النظيفة والصحية.
اعترفت محمد عندما سُئلت إن كانت قد واجهت أية عوائق في طريقها للوصول إلى الأولمبياد بأنها قد شهدت الكثير من المحن خلال رحلتها الطويلة تلك. “قال الناس لي بأن أهدافي غير قابلة للتحقق لأي سبب كان، وخاصة عندما كنت أحاول تحقيق إنجاز لم يحققه أحد من قبل، وقد كان ذلك أمراً محبطاً”. غير أنها لم تسمح للمشاعر السلبية بالتغلب عليها وسعت وراء إلهام خارج مجتمعها وأطفال الأقليات. “بقيت مسالمة مع المحافظة على تركيزٍ عاليٍ على هدفي، ليس من أجلي فقط وإنما من أجل الفتيات الراغبات هناك بممارسة حياة رياضية غير أنه لا تمثيل حقيقي لهن”. والرسالة التي تريد مشاركتها مع الفتيات المسلمات الراغبات بالتفوق والبروز في الرياضة: “لا تسمحوا لأحدٍ أن يُملي عليكن طريقكن ورحلتكن”. حقاً عندما يتعلق الأمر بتمثيل المرأة المسلمة على المنصات العالمية فإننا نأمل بالتأكيد أن يعيد التاريخ نفسه.
صورة الصفحة الرئيسية: ibtihajmuhammad/ إنستغرام
