قد لا يكون فورني ون من أمات ومن مواليد الشرق الأوسط، لكن المصمم الفلبيني بات المسيطر على مشهد أزياء السهرة هنا أكثر من أي مصمم محليٍّ آخر. وتعشق الزبونات المقيمات في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الفلسفة الجمالية الراقية الملامح لهذا المبدع المتواضع الذي قد صمم أيضاً أزياء المسرح لبعض الفاتنات العالميات من أمثال ليدي غاغا وكيتي بيري وبيونسي.
وبحسب عروضه الضخمة على مماشي عروض الأزياء خلال فاشن فورورد وتعلقه الشخصي بالقطع التجريبية والمسرحية الأسلوب، لابد للمرء أن يفترض أن البهرجة تحكم شخصية المصمم. لكننا حين بدأنا التحدث معاً، استشفينا حساً من الشغف الهادئ لديه، وهو دليل على الحكمة من شخصٍ يصقل مواهبه منذ مدة طويلة ويدرك بأن الأزياء تتطلب التجديد دائماً. وهنا، تحدثنا عن طموحاته فيما يخص الأزياء الجاهزة.
صوفية غيلاتي: دعنا نعود إلى البداية. ما هي اللحظات الخمس التي كان لها أكبر تأثيرٍ على مهنتك؟
فورني ون: حين فزت بجائزة مصمم الفلبين الصاعد (1994)، هذه أول واحدة. وكانت لجنة التحكيم آنذاك مكونة من رئيسة تحرير فوغ باريس، جون جوليت باك؛ وستيفان غان من مجلة فيجيونير وآني فلاندرز من مجلة ديتيلز. كانت لجنة التحكيم عالمية وقد اختارتني. وكانت الجائزة هي زيارة باريس لرؤية الأزياء الحقيقية لأنني كنت أعيش في مدينة صغيرة في الفلبين. لم يكن هناك كلية للأزياء، بل أقرب شيء إليها كان دراسة الفنون الجميلة أو التخصص في التسويق. لذا ربحت الجائزة وسافرت إلى باريس لرؤية عالم الأزياء الحقيقي. ومن ثم ذهبت إلى نيويورك للعمل مع جوزي ناتوري حيث كانت رئيسة لجنة التحكيم. لقد عملت في نيويورك مع جوزي لعامٍ واحد، ومن ثم باريس، ومن ثم نيويورك مرة أخرة، ومن ثم باريس، وعدت بعد ذلك إلى الوطن (يضحك).
اللحظة الثانية كانت حين قامت هايدي (كلوم) بدعوتي إلى ‘نيكست توب مودل ألمانيا’ للعمل على الحلقة الأخيرة. لقد فتحت هذه الفرصة الكثير من الأبواب أمامي، وبشكل أساسي فيما يخص عملي مع كيتي بيري. وحتى الآن، مازلت أقوم بتصميم الأزياء لبرامجها؛ إن الأمر رائع للغاية لأنه لم يكن مجرد عملٍ لمرة واحدة.
أما اللحظة التالية، فأظن أنها كانت مع كيتي بيري. قمت بتصميم زيها الخاص بجولتها ‘كاليفورنيا دريم’ وهو ما فتح أمامي باب العمل مع نيكي ميناج وجينيفر لوبيز والعديد من الأسماء الأخرى في الصناعة. تلك كانت الثالثة. أما الرابعة فهي افتتاحي لمتجري الخاص. ومازلت لا أعرف الخامسة. قد تكون قادمة عن قريب…
إنك متواضع للغاية. أشعر بأنني أتحدث مع شاب قد تخرج لتوه من الكلية، بينما أنك في الواقع المصمم الرائد هنا في المنطقة على صعيد الأزياء الراقية. لعلّ هذا سر نجاحك.
أحب العمل، لذا لا أفكر بالأمر. حين كنت صغير السن، كنت أصمم وحسب ولم أفكر بأيّ شيء آخر. لكنني حين ربحت في تلك المنافسة، تغير تفكيري. اعتقدت أن علي الحذر وتفقد كل شيء. ومن ثم حين ذهبت إلى العمل مع جوزي، كانت المرة الأولى التي أزور فيها نيويورك. أذكر واقعة حدثت معي: في أحد الأيام، كان لدينا اجتماع مع وكلاء الشراء مع ناتوري وكنت متأخراً جداً عنه لأنني استيقظت في وقت متأخر. دخلت إلى المكتب وكانت جوزي هناك وأخبرتني بأني كنت “مستهتراً”. لقد كان ذلك الحديث ما جعلني ما أنا عليه: “عليك أن تكون مسؤولاً في كل ما تقوم به. ليس هناك عذر،” إن ذلك الحديث هو ما وسع أفق رؤيتي.
كثير من الناس يتساءلون لمَ لمْ تتجه أكثر نحو الأزياء الجاهزة.
سأحاول جهدي في هذا الموسم أن أكون أكثر ميلاً نحو الأزياء الجاهزة.