يشهد الشرق الأوسط، ومركزه دبي نهضة تتجسد في عدة جوانب، ومنها إنشاء حي التصميم في دبي (3 d) ومجلس دبي للتصميم والأزياء، إضافة إلى جائزة الأزياء من مجلس دبي للتصميم والأزياء وStyle.com/Arabia، عدا عن العدد المتزايد للمتاجر المفتتحة في المنطقة في هذه السوق التي تقدر قيمة ما فيها بمليارات الدولارات. تتحدث كاترينا منت إلى مؤسس فاشن فورورد بونغ غيريرو للاستذكار ذكريات أصول وبدايات صناعة الأزياء في دبي.
“أتيت إلى دبي عام 1990، وصدقي أو لا تصدقي، كان هنالك مول تجاري واحد وهو الغرير. كنت أقود السيارة على طريق الشيخ زايد ولم يكن هنالك أكثر من خمسة وعشرين سيارة على مد النظر. كان هنالك ديرة ومركز دبي التجاري العالمي وهذا كل شيء.”
—بونغ غيريرو
إنديانا جونز
ولد ويلفريدو غراسيا ديلفريدو غيريرو، والمسمى بونغ طيلة حياته، في مانيلا عام 1966لأسرة من الطبقة المتوسطة العليا مؤلفة من خمسة أخوة وأخوات. عمل أبويه في التجارة وامتلكا أرضاً زراعية زرعا فيها قصب السكر والمانجو وجوز الهند. يتكلم بونغ الإنجليزية في المنزل وقد دخل مدرسة يسوعية مرموقة للذكور حيث تميز ونمّى اهتماماته بالمسرح. وفي عمر السابعة عشرة غادر مانيلا للدراسة في كاليفورنيا، وهنالك دخل كلية نوتردام، وهي كلية كاثوليكية صغيرة. وكون بونغ هناك صداقات متعددة الجنسيات، وبالأخص مع الطلاب الشرق أوسطيين. وقال غيريرو “أذكر أنه كان هناك أمير سعودي وطلاب خليجيين آخرين. وبالطبع لم أعرف أي شيء عن العالم العربي في ذلك الوقت وكان يبدو مكاناً غريباً.”
قرر غيريرو حزم أمتعته والتوجه إلى دبي بعد شهر من الإقامة في إيطاليا بعد التخرج. قال غيريرو: “كان علي العودة إلى بلدي والمساهمة في عمل العائلة، لكن كانت هناك الكثير من النزاعات السياسية واختارت العديد من العائلات الهجرة على أن تبقى هناك. كما انفصل والديّ ولم أرغب بالعودة. وأدركت أيضاً أني أحب المجتمعات الصغيرة وأن أمريكا كبيرة جداً.”
نزل غيريرو في الإمارات العربية المتحدة عام 1990 وأقام في فندق ديرة. حصل على عمل مؤقت كمدير علامة في شركة تجارية وبعد عدة أشهر افتتح متجر عطورات فاخر في شارع الضيافة في السطوة. وقال غيريرو: “كان شارع الضيافة شانزليزيه دبي في ذلك الوقت.”
وقد اعتبر انتقال غيريرو إلى دبي حركة غير اعتيادية. “لا أود أن التكلم بشكل نخبوي، لكن لم يأت أحد من بلدي إلى الشرق الأوسط في ذلك الوقت. اعتاد الناس الذهاب إلى الولايات المتحدة للعيش في ظروف أفضل.” وهنا أسأل غيريرو ما الذي جعله يسافر إلى دبي في عمر العشرين رغم قلة خبرته، وقال شارحاً: “كنت في طور الاستكشاف مثل إنديانا جونز. شعرت وكأنني أعود إلى الولايات المتحدة أو الفيليبين.