لقد لفت تشارلي سيم انتباهي بشكل كبير عندما كنت أقلب صفحات نسخة شهر سبتمبر من مجلة فانيتي فير Vanity Fair. وقد تضمنت قائمتها السنوية الأسطورية لأكثر الرجال ذوقاً في اللباس الشاب المبتسم وهو يرتدي بذلة رالف لورين Ralph Lauren الأنيقة بلون الكريم وقميص من إيتيرنو Eterno وربطة عنق سوداء من دنهيل Dunhill. لكن عند التدقيق في ملامحه الوسيمة (نجد أنه يشبه أورلاندو بلوم بشكل كبير)، ثم اتجهت عيني مباشرة إلى يده اليسارية. كان سيم عازف الكمان الكلاسيكي يمسك بآلته الموسيقية بتناغم وطبيعية. وعندما دققت أكثر وجدت أن هذا الكمان هو كمان غوارنيري ديل جيزو Guarneri Del Gesù الذي صنع عام 1735 وهو من أندر آلات الكمان في العالم ومؤمن عليه بمبلغ عشرة ملايين باوند.
كنت مذهولة أن تشارلي سيم هذا الشاب الذي يبلغ من العمر السابع والعشرين يملك كمان كهذا، فقد كان يملكه من قبل أمير بروسيا. وطبعاً قصة سيم ليست قصة الفقير الذي أصبح غنياً في يوم وليلة. كان تشارلي سيم طالب سابق في كلية إيتن Eton College وهو ابن الملياردير النرويجي الذي يعمل في نطاق الشحن. وقد تضمنت مسيرته المهنية أعمال تعاونية مع أمثال دنهيل Dunhill وجورجيو آرماني Giorgio Armani وكريستيان ديور Christian Dior وليدي غاغا ومصورين مثل ماريو تيستينو زبرايان آدامز وبروس ويبر والعديد (وقد أوضح سيم بالصدفة أن تعاونه مع بروس ويبر لديور أوم Dior Homme هو المفضل لديه حتى الآن). وهناك الكثير من معجبيه من شخصيات عالم الموضة المشهورين ومنهم رئيسة تحرير مجلة فوغ Vogue الأمريكية آنا وينتور ورئيسة تحرير مجلة فوغ Vogue الإيطالية فرانكا سوتزاني. وبعد النظر إلى صورته في نسخة سبتمبر 2013 لمجلة فوغ Vogue إيطاليا التي يظهر فيها سيم وهو يرتدي بذلة قرمزية مستلقياً على أريكة فخمة وآلة الكمان بين ساقيه، لا يمكننا إلا وأن نعتقد بأن أهم نساء عالم الموضة أعجبن به جداً.
وبما أن الطبقة الاجتماعية العليا في أمريكا وأوروبا تعشق الفنون الكلاسيكية منذ وقت طويل ومعتادة على حضور الحفلات الموسيقية في قصر غارنييه، لا يملكون نظراؤهم في الخليج فرصة الاطلاع على ثقافة الموسيقى الكلاسيكية بسهولة. ومثال عن ذلك: فإن أوركسترا سلطنة عمان هي الوحيدة في المنطقة. وفي حين أنه يتم وضع الأساسات للعديد من دور الأوبرا التي ستستضيف بلا شك العديد من الفنانين العالميين المشهورين، هل سيكون ذلك كافياً لتطوير دبي (والمدن المجاورة) إلى عواصم قديرة للثقافة الكلاسيكية؟