لقد مضى عامان مذ جلست لأول مرة مع الشابة الممتلئة بالأمل آية طبري . وفي ذلك الحين، كانت تقدم أول خط لها من الأزياء الجاهزة المستوحاة من الطابع الإثني، موشي، والذي يتمحور مفهومه حول وجهة واحدة لكل مجموعة باستعمال التطريز الراقي المستمد من كل محطة، وهو الأمر الذي سيفضي بالتالي إلى مجموعة دائمة مميزة. ومنذ ذلك الحين، تمكنت المصممة الفلسطينية المولودة في دبي من تصميم أزياء لكارا ديليفين و بوبي ديليفين وريتا أورا؛ كما قد تم ضمها إلى مودا أوبيراندي؛ وعرضت خلال أسابيع الأزياء في لندن وميلانو وأصبحت العلامة التي تفضلها زبونات الشرق الأوسط الأنيقات.
والتقينا مؤخراً مجدداً بالمصممة خلال جلسة تصوير الملف الصوري لمجموعتها الدائمة في منزلها في الإمارات هيلز في دبي، لنتحدث عن نجاحها المستمر وأهمية أخلاق المهنة.
مازلت أذكر لقاءنا لأول مرة خلال العرض التسويقي للوكس كارتل عام 2012. هلا أطلعتنا على رأيك بهاتين السنتين المنصرمتين.
لقد كنت حقاً أفكر في هذا في طريقي إلى هنا، لقد جرى الكثير خلال هذا الوقت. بالنسبة لي، لقد كان الوقت لأصبح أكثر نضوجاً ووعياً بما كان يجري وبآليات صناعة الأزياء. شكل هذان العامان مقداراً كبيراً من العمل الدؤوب. فلإطلاق علامة، عليك أن تفكري بالفعل بالمكان الذي تريدينها أن تكون فيه. أولاً، حصلت على غرفة العرض ومن ثم الموقع ومن ثم قائمة قوية من المتاجر.
لكن في نهاية النهار، ينحصر الأمر بالحظ والعمل الدؤوب والمحافظة بقوة على أخلاق المهنة، وهو الأمر الذي علمني إياه والدي. إنني أستيقظ مبكراً كل يوم وحتى لو اتصل زبائني عند الثالثة صباحاً، سأتلقى الاتصال. أنا أشرف دائماً على عملي، ولا أسلم عملاً لأحد آخر إلا إن كنت لا أستطيع القيام به. إن الحظ ضروريّ وأنت بالتأكيد بحاجة إلى التحلي بأخلاق المهنة.
وكذلك بالنسبة للتصميم، إن قمت بالإطلاع على مجموعتي الأولى “جيبور”، ستجدين أنني لم أكن أمتلك الجرأة حينها. أما مجموعتي الثانية من تايلاند فكانت أكثر نضوجاً. في حين أن الثالثة كانت مجموعة هنغاريا، التي كانت فترة المغازلة… كنت أستعد للزواج، لذا فإن كل الأشياء الخاصة بشهر العسل لعبت دوراً في المجموعة. والآن لا أدري أية مجموعة سأشرع في تنفيذها، لكني آمل أن يكون شيئاً يمثل تجربة خاصة وذو علاقة شخصية بقصتي.
متى شعرت أن عملك الدؤوب قد أثمر أخيراً؟
لا أعرف، إن الأمر يجري بشكل جنوني حقاً. في كثير من المرات يحصل شيء ما ويتحمس فريقي للغاية، لكنني أعيش كل يوم بيومه. كل تجربة هي تجربة مذهلة. والعمل مع مودا أوبيراندي كان رائعاً. قد يتوقع المرء ربما مقاربة مختلفة من قبل منصة راقية عالمية، لكنهم كانوا رائعين للغاية. لقد كان هذا جسر عبور رائع حقاً. كما اتصلت بي تين فوغ في الأمس، وهو أمر بالغ الأهمية. هناك لحظات أشعر بالحماسة حيالها حقاً ومن ثم أتراجع قليلاً وأقول لنفسي: “استمتعي بهذا، لكن خذي وقتك. لا تتجاوزي الحد لتقولي ’لقد أنجزت ما أطمح إليه‘”.
_صوفية غيلاتي