من حلال نظرة إلى انتشار الألوان والصور في هذه الصالة يمكن للمرء أن يدرك أن المصممة البحرينية لولوة الأمين فنانة فعلية. كنا مع هذه المصممة في فندق لو موريس Le Meurice ضمن فعاليات أسبوع الموضة في باريس حيث قدمت مجموعتها لخريف 2014. وقد باحت في مقابلة مع ستايل.كوم/العربية عن سر قوتها في مجال الأنسجة وتفاصيل عملها وأهمية تعلم الاستماع.
عن طريقها إلى سنترال سانت مارتن
نشأت في البحرين وبدأت ألحظ الموضة والأزياء منذ عمر صغير حتى في المدرسة. لطالما أحببت دروس الفنون وشعرت أنه من الطبيعي بالنسبة لي أن أمسك الفرشاة وأرسم أو أن أقوم بالحرف اليدوية. وعندما كنت في التاسعة من عمري، رأيت مجموعة من مجلات فوغ Vogue عائدة لأمي وبدأت أقتنص منها. علمت من تلك اللحظة أني أهوى الأزياء. كنت الفتاة الوحيدة في المدرسة التي تجمع مجلات فوغ Vogue وهاربرز بازار Harper’s Bazaar وما زلت أحتفظ بهذه المجموعة حتى الآن. علمت من هذه المجلات أن أفضل المصممين العالميين قد تخرجوا من سنترال سانت مارتن CENTRAL SAINT MARTINS، فعندما حان الوقت تقدمت وتم قبولي في هذه المدرسة. وفي عام 2004 انتقلت إلى لندن.
عن الولع بالتفاصيل
أنحدر من عائلة فنية، فوالدتي وأختي مصممتا ديكور وخالتي فنانة وخالي شاعر. علمتني أمي الكثير عن الديكور وكيفية التصميم. اعتادت أمي أن تحيك ملابسها بنفسها، فقد كانت تصحبني إلى سوق الأقمشة القديم في البحرين، وقد عرفتني إلى أفضل الخياطين الذين عرفتهم والسوق التي تبيع الأقمشة الفرنسية والسويسرية الجميلة. لقد عرفتني إلى عملية صنع الثياب.
عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري أصبحت أذهب إلى السوق بنفسي لأبتاع أقمشتي الخاصة لحياكة ملابسي. لست جيدة في ذلك، لكن أحب أن أقوم بهذا بيدي. اتبعت دورة في الحرف المحلية البحرينية وتعلمت طريقة تطريز النقاطى، وهي طريقة تطريز قديمة يستخدم فيها خيط الذهب، وهذه طريقة مندثرة حيث يعرفها قلة في البحرين. أرتني خالتي يوماً صندوق أقمشة تعود لجدتها ورأيت أنها هي الأخرى كانت تطرز النقاطى. يعود أصل هذه الطريقة إلى الهند وأتت إلى البحرين مع القوافل التجارية قديماً. وتستخدم هذه التطريزات للمناسبات الخاصة كأثواب الزفاف.
عن عملية الرسم
كنت ماهرة في الأنسجة وكانت تخصصي في الجامعة، وقد تضمن ذلك الرسم والنسج والتطريز وكيفية تجميل الأثواب أو العباءات، وهذا ما جعلني ما أنا عليه الآن.
عندما تري صورة لثوب قد تظنين أنه مجرد صورة، لكن بالنسبة إلي هنالك عملية طويلة للحصول على هذه الصورة كنتيجة نهائية. أمضي شهراً كاملاً أرسم في الأستوديو كفنانة، ومن ثم أصبح مصممة تخطيطية وبعدها أرسم رسومي الظليلة وأخيراً أجمعها سوية. أختبرها وأتأكد أني أتبع الموضع المثالي للصورة على الفستان. أحتاج لستة أشهر لأنجز نموذجاً عن التشكيلة. وفي هذا الشهر أعمل على مجموعتي الخامسة عشرة للربيع والصيف وأظن أنني أحتاج ثلاثة أسابيع تقريباً لأتم الرسومات قبل أن يتم تطبيقها.
عن مصادر إلهام مجموعتها لخريف 2014
بما أنني من مواليد الثمانينيات فقد تحتم علي متابعة ذا بولد آند ذا بيوتيفل The Bold and the Beautiful و ميامي فايس Miami Vice وبرامج تلفزيونية أخرى ألهمت مجموعتي هذه إضافة إلى حركة ميمفيس ميلانو في الثمانينيات وتصاميم ما بعد الحداثة. أحب وجود عنصر الحنين إلى الماضي في أعمالي، وما كنت لأستطيع تقديم مجموعاتي دون تأثير حضارة الماضي.
عن تعلم مهنة الأزياء
أنا إنسانة مبدعة ولم يخطر في بالي من قبل أن أتخذ التصميم كمهنة. لم أتعلم الجانب التجاري للأزياء في الجامعة، وبعد تخرجي تابعت وارتكبت العديد من الأخطاء فقد أنفقت المال لأجل أشياء لا أحتاجها، لكن في السنوات الأربعة الأخيرة علمت نفسي رويداً رويداً والآن أعلم أن جودة المنتج لا تساوي شيء دون علاقات عامة ومبيع جيد.
عن تعلم فن الاستماع
لا تعملي في هذه المهنة إلا في حال اضطررت، لكن إذا كانت شيئاً لطالما حلمت به فعليك بها. نصيحتي الأولى لك ما أن تصبحي في عالم الموضة هي أن تتعلمي الاستماع. استمعي للزبائن والصحافة ولا تأخذي الأمور على منحى شخصي، فأنا طورت رسوماتي تبعاً للنصائح التي أسمعها. وتعلمت أيضاً أن أتلقى التعليقات الناقدة بإيجابية. احتفظي بلمستك الشخصية وأبقي عقلك منفتحاً وافسحي مجالاً للآخرين.
إعداد كاترينا منت