[showsponser]
“في وقت كانت تعيش فيه معظم النساء الإيرانيات تناقضات الحرب العالمية الثانية وإيران المحتلة في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين، كانت منیر شاهرودی فرمانفرمائیان فنانة واعدة من قزوين تشق طريقها إلى أمريكا، فيما بدا كسلسلة مصادفات غير مقصودة وفيها شيء من السحر. وكونها ابنة رجل كان غارق في التقاليد والأفكار والدراسات الإسلامية ومن ثم تنصّل من الإسلام عند موت والدته المفاجئ والغير متوقع، تم منحها فرص كثيرة وغير اعتيادية لامرأة في جيلها.”
–حديقة ذكريات: مذكرات
لا نرى على الفنانة الإيرانية منیر فرمانفرمائیان التي تبلغ من العمر 92 عاماً أية علامات تدل على تباطؤها اليوم. تعيش لوحدها في طهران، حيث تعمل في الاستوديو الخاص بها كل يوم، وتنتج المنحوتات العاكسة (التي تشير لها بـ “العائلات الهندسية”) والتي أسست مهنتها عليها. كما نجد هناك رسوماتها وسجاداتها وأنواع أخرى من المنحوتات، بالإضافة إلى المجوهرات مؤخراً. ستسافر إلى دبي في شهر يناير لحضور افتتاح معرضها، الهندسة المطلقة Infinite Geometry، في مساحة غاليري ذا ثيرد لاين الجديدة في السركال أفينيو في منطقة القوز الصناعية.
لم يكن الطريق للوصول إلى هذا المعرض منبسطاً بالنسبة لمنير، وكان مسار مهنتها غير تقليدي بالنسبة لنوع العمل الذي تنتجه. ولدت منير في إيران عام 1924 وانتقلت إلى نيويورك في أربعينيات القرن العشرين لتدرس في مدرسة بارسونز للتصميم، ولاحقاً في جامعة كورنيل. كانت بدايتها في ابتكار الفن في نيويورك. وعندما عادت إلى طهران، بدأت بالعمل مع حرفيّ على منحوتات المرايا التي تعدّ اليوم بصمتها البارزة في الفن.
منیر فرمانفرمائیان في الاستوديو تعمل على مشروع هيبتاغون ستار، طهران، 1975 حقوق نشر الصور لذا ثيرد لاين
منیر فرمانفرمائیان مع عملها للمساعدات، خلال سبعينيات القرن العشرين الصور من ذا ثيرد لاين
منير في صالونها، طهران 1975، نقلاً عن كاتالوج متحف سيرالفز للفن المعاصر الصور من ذا ثيرد لاين
مظهّر ذو رأس ناعم وقلم حبر على الورق الصور من ذا ثيرد لاين
المتاهة 1 - لوحة المرآة والزجاج المعكوس على الجص والخشب الصور من ذا ثيرد لاين
المتاهة 2 - لوحة المرآة والزجاج المعكوس على الجص والخشب الصور من ذا ثيرد لاين
حرير مصبوغ طبيعياً وصوف منسوج يدوياً في تبريز الصور من ذا ثيرد لاين
وفي حين أن منير كانت تبتكر المزيد والمزيد من الفن، توقفت مسيرتها المهنية عندما بدأت الثورة الإيرانية. وبعد أربعة سنين من عودة منير إلى طهران، هربت منير وزوجها وبناتها إلى نيويورك، حيث لم يتوفر لديها استوديو أو المتطلبات الأساسية لمزاولة مهنتها الناشئة. اتجهت منير في نيويورك إلى الرسم وتصميم السجاد والأقمشة والكولاج. وستكون بعض القطع التي ابتكرتها معروضة لأول مرة في غاليري ذا ثيرد لاين للمرة الأولى الشهر القادم. ستعرض منير التي توقع أعمالها باسمها الأول بكل بساطة إضافة إلى ذلك بعض أعمالها الأكثر شهرةً بما فيها القطع التي عرضت في معرضها الشامل الأول في غوغنهايم نيويورك العام الماضي.
على الرغم من أنها تبتكر الأعمال الفنية طوال حياتها، يعتبر اكتشاف موهبتك في حرفتك في عمر الـ80 أمر نادر، وأن تستمر بالاحتفاء بذلك بعد عقد من الزمن هو شيء أندر، لكن الآن هو أوج مسيرة منير المهنية. الاهتمام الذي حصدته بعد فترة طويلة من عدم معرفتها لعقود من الزمن، هو بالنسبة لسني رهبار، المالكة المشاركة لغاليري ذا ثيرد لاين، يعود مباشرةً إلى ناقد الفنون هانز أولريتش أوبريست، الذي ضمّ منير ضمن سلسلة كان يعمل عليها عام 2008 تدور حول الفنانين المنسيين. وحتى لو كانت شهرة منير المفاجئة ولربما الغير متوقعة متعلقة بموافقة أوبرسيت المرغوبة جداً من قبل الجميع، نلاحظ أن أخبار أعمالها انتشرت بشكل كبير على مدى السنين، وهي دليل على بساطتها كفنانة.
تعد المساحة الجديدة في غاليري ذا ثيرد لاين (وهو مستودع أعيد تجديده ويهدف إلى الحيد عن الثقافة التقليدية لغاليريات الفنون) منصة مناسبة لمعرض منير الجديد، والذي سيكون الأكبر في المنطقة حتى الآن. كان اختيار منير كالفنانة الأولى لتعرض أعمالها في موقع الغاليري الجديد بالنسبة لرهبار خيار واضح وبسيط. باتت غاليري ذا ثيرد لاين تعمل مع منير منذ عام 2005، وينعكس تطور وتوسع الغاليري بشكل جميل من خلال تطور منير كفنانة. تعد غاليري ذا ثيرد لاين في انتقالها إلى فضاء أوسع وأكثر مواءمة في السركال أفينيو جزء من الفترة التحولية في مشهد الفن في دبي. ومنير هي أيضاً جزء من نسيج مشهد الفن المعاصر في الشرق الأوسط، من خلال التعبير بشكل جديد وإدخال تقاليد المنطقة في عملها.
لمزيد من المنشورات في سلسلة #اصنعوا_المستقبل، يرجى الضغط هنا.