لطالما كان هناك نوع من التناغم الذي يعتري قدرة مارتا مارجيلا على بثّ حياة جديدة في المتغافل عنه والمهمل والمزدرى. وقد كان ذلك أكثر جلاءاً في تفرّع العلامة أرتيسانال Artisanal، حيث أفضى منشأ كل القطع والأجزاء الكلاسيكية القديمة التي استخدمت في المجموعة إلى قراءة ساحرة. ومع اتضاح الإدراك المتأخر في أعقاب إطلاقه لأرتيسانال اليوم، يبدو من الغرابة أنّ أيّ شخص قد يكون شكّك بأنّ جون غاليانو لم يكن خيار الأحلام لمارجيلا. إذ يبدو أنّ أكثر دور الأزياء غموضاً كانت تحتاج إلى خيميائيِّ للعمل معها بقدر ما كانت تحتاج إلى مصمم، ومع غاليانو كان ذلك هو ما حصلت عليه بالضبط.
كان هناك جمالٌ يكفي لإرضاء أكثر الذواقة تطرّفاً في قاعدة معجبي غاليانو، لكن كان هناك أيضاً هامش من فنّ “الغروتسك” الذي كان متناسباً مع روح أرتيسانال الصعبة المراس. أعيدت زيارة الأقنعة التي ارتداها كانييه ويست على المسرح هنا في الزي الأخير المذهل، من خلال العارضة التي ارتدت مخلوقاً خنّاقاً مذهّباً يشبه الجمجمة مقسوماً إلى نصفين بواسطة شقاق من اللآلئ، ونتوء يشبه نتوء الحمل من الفتات البراق المنتفخ على صدرها. كانت الأزياء الأخرى مصرورة وممزقة ومعاد تأهيلها مثل جوارب بركب ناتئة أو ذيول غير متناظرة على السترات، وكانت مثل تلاقي بين خزانة ميس هافيشام وخزانة فتاة النادي الليلي.
سيكون من الممتع أن نعرف ما الذي شعر غاليانو بضرورة برهانه من خلال مجموعته. لطالما كان النهج التفكيكي أحد تعاليم مارجيلا الرئيسية، وقد أثبت غاليانو نفسه كندِّ في ذلك بجهوده الخاصة، خصوصاً مع حاشية شوهدت العارضات تسرن إلى جانبها في النماذج المبدأية من الأزياء المثبتة بالدبابيس، وقد كانت طريقة بارزة لتسليط الضوء على العمل الإبداعي خلف المجموعة. كانت البساطة أيضاً توقيعاً مميزاً آخر لدى مارجيلا، حيث أثبت غاليانو من جديد براعته بالبذلة السوداء للجنسين وبسلسلة ساحرة من الأثواب الحمراء البسيطة. كان الفستان المخملي بياقة الماو منخفضاً بجرأة من الخلف. ويمكن لنجمة صاعدة جريئة أن تصنع اسماً لنفسها بهذا الفستان خلال موسم الجوائز.
كثيراً ما أحاطت الفكاهة بمجموعة مارجيلا، مع العناصر الغير متوقعة مثل بقايا الحضارة الإنسانية المستخدمة لإضفاء بعض الفكاهة أو لإضافة أبعاد جديدة. هنا، وضع غاليانو بعض سيارات الألعاب في خلفية فستان ضيق من جلد الظباء. واستخدم الأصداف لصنع وجوه ثلاثية الأبعاد على الوجه الأمامي للفساتين. كما أنّه أشار لفتاة الدار الاستعراضية المبهرجة، من خلال الكلف بنقشات الفهد والشراريب المعدنية على الشورتات القصيرة.
كان هذا التعارض أداة فعالة لدى مارجيلا لأنّه أثار طرقاً جديدة لرؤية المألوف. كان تذكّر هذا هنا دليلاً إضافياً على أنّ غاليانو وجد حقاً موطناً جديداً له. لم يظهر نفس السحر في أزيائه عندما وضع مثلاً القوس المتردد الذي لن تراه إن أومضت عينيك في المعطف الأبيض الذي كان الزي الموحد لمشغل مارجيلا، لكنّ العرض نفسه لم ينتقص من مهاراته. لقد عاد، كان ذلك ما صدح به الجميع في نهاية العرض، وعكس الإثارة الواضحة التي غمرت حسّ الارتياح.
_تيم بلانكس، ستايل.كوم