ولد في عام 1937 في تونس، نجا مهداوي فنان بصري، “منظم رقص للأحرف”، ومكتشف للرموز. إنه أحد أكبر الفنانين المعاصرين في تاريخنا، يركز مهداوي على المستقبل بعقل متفتح و قلب متفتح. كتقدير له من بين تقديراته العديدة، عين عضو في لجنة التحكيم الدولية لجائزة اليونسكو لتعزيز الفنون. بنبرة صوت مليئة بالطاقة و الحيوية، يتكلم هنا حصرياً مع ستايل.كم العربية ويروي بكلماته أحدث تعاون له مع مصمم الأزياء ماريوس شواب الذي قدم في آخر أسبوع للموضة في لندن.
أولاً وقبل كل شئ، كانت هذه مشاركة – مشاركة ممتازة. و تجربة جميلة!
” Corps écriture” (جسم–كتابة)
للبدء، اعتقدت دائماً أن الرموز، وليس بالضرورة الخط – ولكن أيضا الرموز تلائم الجسم بشكل جيد جداً.” Corps écriture” كما أسميها. كنت أهتم دائماً بالجمال – الجمال البلاستيكي لدى الكلمات والجسم. مع ماريوس شواب، لقد حققنا ثمرة تعاون في موضوع الزخرفة، الذي يميل إلى تقليد عصري، بدلاً من عمل معاصر.
كانت أول تجربة لي في صناعة الموضة مع المصور رنيه هابرمارشر في عام 2011. طلب رنيه مني أن أتخيل تنظيم رقصة، حركة جسم للمجلة الفرنسية نوميرو Numéro. كانت العارضة نايومي كامبل ترتدي تصميم من المصمم التونسي عزالدين علايا. كانت تجربة مدهشة.
التقليد المتوسط
لنرجع إلى ماريوس، عندما اتصل بي – كما أظن بأنه شاهد الصور والفيديو مع نايومي – أولاً، أردت أن أرى ماذا كان يفعل. بعد رؤية عمله، شعرت –لأكون صريحاً – أن عمله كان حديثاً بشكل غيرعادي، ولكن بنفس الوقت حافظ على الإحترام للتقاليد. أسمي هذا “التقليد المتوسط.” من عمله، شعرت بأن هناك سعياً صادقاً لتحديث التقاليد. لقد وافقت على احتمالية التعاون فوراً. وعندما كنا سنناقش المشروع، أردت أن أفهم أسلوبه. الطريقة التي ينظر بها إلى الجسم، أن أرى موقفه من التقاليد، والأهم من ذلك، ما هو الذي يريده من المشاهد، أو الذي سيرتدي أزياءه، أن يشعر تجاه هذا التقليد. أنا رافقت فكرة وأسلوبي هو رد فعل لما رأيت.
بعد مشاهدة مجموعاته السابقة، سألت نفسي، “كيف يمكننا أن ندع الجسم
يرتدي ملابس في طريقة ليّنة وراقية و فوق كل شيئ عصرية، بتكييف بعض الرموز التي توحي بالتقاليد؟
حضارات متداخلة، رموز مندمجة، و التفاعل الإجتماعي
هل تعرفي، عندما يقول الناس، “لوحات شابة”، هذا لا يعني أن الرسام شاب. بل يعني أنها تعانق الحداثة، وتحافظ على عقل منفتح للمستقبل. ولهذا قلت “نعم” لهذه الرحلة مع ماريوس؟ لأنني شعرت بأنه منفتح على أفكار عالمية وهذا هو ما أثار اهتمامي.
هذا العمل الذي عملناه (لمجموعة الخريف 2013) يوفر الفرصة أن يحاكي الناس برموز عالمية، وهو مثيرللمشاعر. هذه الرموز المتحولة من الخط العربي تناسب بشكل مثالي التطريز والتصاميم و خطوط الجسم كما تعرض من ماريوس شواب، رجل يتقبل روح العالمية. المستقبل ينتمي إلى حضارات متداخلة ورموز مندمجة وإلى التفاعل الإجتماعي، إذا لم نسر عبر هذا الباب المفتوح، سيكون هناك نهاية للكلمات والحضارات ولأفعالنا في جميع أنحاء العالم.
من هذه الناحية، من الضروري أن تصبح الحضارة و جمالية الموضة لغة عالمية ووسيلة للاتصال، لكي تتطور الحضارات في معناها المحتوى بين حاملي التكافل المرجعي للأوقات التقليدية والعصرية