لسوء الحظ تقوم نجمة سلسلة ” ذا هيلز” كريستين كافالاري، المتعنتة بآرائها رغم أنها لا تملك الكثير من المنطقية في التفكير، بإطلاق برنامجها الجديد المعني بالموضة ” ذا فابيوليست” (The Fabulist) على قناة إي! هذه الليلة. أما هذا الصباح فقد تطرق موقع فاشونيستا إلى حديثٍ شيّق: من أين يأتي المشاهير من أمثال كافلاري بالوقاحة لينصبوا أنفسهم خبراء في الأزياء؟ وسأل عنوان النص: “هل يكون المشاهير هم نقاد الموضة الجدد؟” وفي حين ذهب المقال إلى الدفاع عن الصحفيين المخضرمين المشهورين من أمثال تيم بلانكس لدينا في ستايل.كوم، بدا أن الكلام يتضمن إيحاء بأنه قد يكون من الموجب على العامة اللجوء إلى المشاهير ليحصلوا على التقييمات الخاصة بالموضة بدلاً عن التوجه إلى النقاد الحقيقين واقعاً.
وعادةً ماتكون أفكار الأزياء لدى المشاهير (وبالطبع ليس دائماً) مشكلةً من قبل منسقي ملابسهم البارعين وأولئك الداعمين لهم. وفي حين أن فاشونيستا لم يذهب إلى اعتبار النجوم الصوت المثقف لمنطق الموضة، إلا أنه أشار إليهم على اعتبارهم نقاداً للموضة. وهذا ما دعاني إلى الدهشة ويدفعنا إلى طرح سؤال: مامعنى ناقد موضة؟ صححوا لي إن أخطأت، لكنني أعتقد بأن ناقد الموضة هو فردٌ مطلع وغير متحيز إن كنا محظوظين والذي يمكنه أن يناقش محاسن مجموعة أو زيٍّ ما، و\أو سيئاتهما ضمن سياقٍ أوسع في الموضة، والأهم من ذلك، ضمن سياقٍ أوسع من الثقافة. ويتطلب فعل هذا مستوى معين من المعرفة. وخلال مقابلةٍ في 2010 مع رئيس تحرير ستايل.كوم ديرك ستاندن، أشارت كاثي هورين “لدينا الآن الكثير من الأشخاص الذي يوفدون على صحافة الموضة بشكل طارئ، ويملكون القدرة على إبداء رؤى رائعة في مجال الأزياء وهم يحكمون على الموضة من منظار جيلهم، وهو أمر مدهش… ولكن يوجد هناك هذا التساءل حول معرفتهم بالأمر، ومرور الزمن المناسب ليتمكن الفرد من إطلاق الأحكام والاستنتاجات التي تعكس حسّ التاريخ.” ولا أظن بأن كيري واشنطن يمكنها فعل ذلك حين تقوم بتحكيم “بروجيكت رانوي”. ولا تقوم به كيلي أوزبورن بالتأكيد في ” فاشون بوليس”، وحتى الفتاة الحذقة ريانا تأتي بهذا النوع من الخبرة إلى برنامجها “ستايلد تو روك”. إن تعليق المشاهير حول الأزياء الأكثر نجاحاً أو إخفاقاً التي نراها على السجادة الحمراء أو في برامج تلفزيون الواقع هي في الواقع مسلية حقاً، بيد أن منهج النقد هو ليس مجرد النيل اللاذع من أحدهم أو التثنية المفرطة، إنه يتمحور حول رؤية الصورة كاملة.
لقد أخبرني تيم بلانكس مرةً: “إن النقد التقليدي وضع معاييراً ليتمتع النقاد التقليديون بمقدار قوة هائلة، بيد أن دور نقاد الموضة اليوم هو التعبير عن الرأي بأكثر قدر ممكن من الوضوح والحيوية والإمتاع.”
ومن دون شك يعتبر النجوم مؤثرين في الموضة. لاحظوا فقط كيف شكّل اختيار ريانا ارتداء تصاميم ميليتا بوميستر وهين سيو في باريس دعماً لحضور المصممين الصاعدين والوافدين حديثاً. لكن هل هذا يجعلهم نقاداً؟ في أبعد تقدير. وأنا هنا لا أعني بأن آراء المشاهير أو الآراء العامة ليست صالحةً أو هي عديمة الأهمية، لكنني أريد أن أوضح بأنها لاتعدّ نقداً. هناك دائماً مساحةٌ لأي نوعٍ من التأملات- والجميع مرحبٌ به. إن وجهات نظر المشاهير والزبائن والمهووسين بالموضة والنقاد وسواهم تعمل سوياً لإبداع قصةٍ، ولكن إن أعدنا استرجاع بعد ثلاثين عاماً من الآن تعليق كالافاري خلال برنامج قناة إي! الذي يسبق حفل الأوسكار بأن ” لوبيتا باتت تفتك في هذا الموسم” فلن يكون لهذا أي فحوى على الإطلاق.
فهل سيميل الجمهور العام إلى المشاهير بدلاً عن الصحافيين المختصين بالموضة؟ بالطبع، سيلجأون إلى برامج التلفزيون وحسابات المشاهير على التويتر ليستمتعوا( إنه من المضحك مشاهدة جون ريفرز تقطع أوصال طلات السجادة الحمراء)، لكنهم إن أرادوا الحقائق، فسيلجؤون إلى النقاد. وكما أخبرتني فانيسا فرايدمان في مقابلةٍ معها الأسبوع الماضي، “سيكون هناك دائماً الحاجة لنوعٍ من التحليل وإلى الرأي الخبير، وعلى الرغم من كل الضجيج الأبيض والآراء التي نراها في مواقع التواصل الجتماعي، مايزال الناس يريدون المعلومات والوقائع الحقيقية.” ولا يسعني سوى الاعتقاد بأن هذا العوز للمعرفة ليس بالرغم من الحضور المتزايد للموضة وأهميتها ضمن ثقافة المشاهير والثقافة الرائجة، بل هو ناتجٌ عنها.
إننا نحتاج لأن نكون حذرين في استخدامنا عبارة “ناقد موضة”. دعونا نجنبها المصير الذي أتت به صحافة الموضة إلى كلمات “أيقوني” و “أنيق” أي أن نجعلها فارغة من المعنى. وذلك لأن ما يكتبه النقاد يمتلك معنى وهدفاً حقاً وأريد المحافظة على الأمر كذلك.