إن كان التعاطف العالمي مع الأسد سيسيل من زيمبابوي يدل على شيء، فهو أن الحيوانات ما تزال ترتبط بعلاقة مباشرة بقلب الإنسان. وهنا، تطلعنا رائدتنا المختصة في مجال اللياقة والسفر دانييل بليكر على قصة مقابلتها للأسود وجهاً لوجه، وتواصلها مع الطبيعة والإنسانية، ومع ذاتها. اقرؤوا عن مغامراتها المشوقة في ماساي مارا كينيا إحدى أعظم محميات الحياة البرية في أفريقيا.
الوصول إلى كينيا
أولاً، من الهام معرفة من يكون تريستان فورسباي حيث أنه مسؤول بشكل أساسي عن الحفاظ على حياة جميع الأشخاص ضمن رحلة السفاري. ويتحدث فورسباي الذي يبلغ من العمر 60 عاماً اللغة السواحيلية بطلاقة، وقد عمل على قيادة رحلات السفاري في أفريقيا لأكثر من ثلاثين عاماً؛ وهو أيضاً أحد حراس الحياة البرية الفخريين في كينيا. ومع لقبه هذا، يستطيع فورسباي (قانونياً) إطلاق النار على منتهكي القانون إن تم ضبطهم بالجرم المشهود. وعلواً على كونه دليل رحلات سفاري شجاع للغاية، يقوم فورسباي أيضاً بتربية الخيول وهو لاعب بولو مخضرم. هذا بالإضافة إلى امتلاكه وقيامه بقيادة طيارته الخاصة من طراز سيسنا، الأمر الذي يدفعني للعودة إلى بداية رحلتنا.
التقيت فورسباي في مطار ويلسون في نيروبي وانطلقنا في رحلةٍ بالطائرة لمدة 50 دقيقة إلى ريفت فالي. وفي الحقيقة، إن وصف التضاريس والمناظر الطبيعية الكينية من ارتفاع 13,000 قدم لن يفيها حقها أبداً. وقد أشار فورسباي علينا بترقب ظهور الحيوانات “الخمسة الكبيرة” وهي: الأسد الأفريقي والفيل الأفريقي والجاموس الأفريقي والنمر الأفريقي وحيوانات وحيد القرن البيضاء/السوداء. وسرعان ما رصدنا ثلاثة من حيوانات وحيد القرن تحت إحدى الأشجار، وعند تلك اللحظة تماماً بدأنا نشعر بأننا قد بتنا حقاً في البرية.
قاعدة ملكية
هبطت الطائرة سيسنا بسلاسة وسط حقل عشبي وتوجهنا إلى ديلورين هاوس منزل دليلنا، وقاعدة الانطلاق برحلة السفاري. وكان المستوطن البارز اللورد فرانسيس سكوت قد بنا هذا القصر الحجري المدهش ذو الطراز الكولونيالي عام 1920. يتربع المبنى فوق مساحة 400 هكتار من الأراضي الخضراء الغنية، متكاملاً مع مضمار فروسية ريفي وملعب للتنس ومرج للكروكيه وإسطبل يضم 50 حصاناً. وقد سبق وأقامت العديد من الشخصيات الملكية في ديلورين هاوس من بينهم الملكة إليزابيث الملكة الأم التي زارت كينيا أثناء خضوعها لحكم الإمبراطورية البريطانية. وقد دهشت شخصياً بمدى تمتع هذا العقار النائي بالاكتفاء الذاتي، حيث يحصل على الطاقة من الطاقة الشمسية، في حين يتم تسخين الماء بواسطة النار. وإن كنتم قد استشفيتم صعوبة ظروف الإقامة من الوصف، فإن الأمر عكس ذلك تماماً؛ لقد أقمنا في غرف ضخمة ومريحة مع حمام داخلي، مستمتعين بثلاثة وجبات من الطعام ووجبات عشاء فخمة للغاية مقدمة بأطباق الخزف الصيني الفاخر على ضوء الشموع، بالإضافة إلى توفر خدمة الواي-فاي.
خيول برفقة مهر صغير في ديلورين هاوس
رحلة السفاري على ظهر الخيل
استيقظنا مع بزوغ الفجر وانطلقنا من ديلورين هاوس بسيارة لاند روفر، وبعد خمس ساعات وصلنا إلى موقع مخيمنا في ماساي مارا. إن مستوى العيش في المخيم كان مريحاً؛ فالخيام المصنوعة من القماش السميك كبيرة بما يكفي للوقوف داخلها وأسرتنا عبارة عن أسرة منفردة مع وجود منضدة سرير بين كل سريرين. وقد توفر حمامان متنقلان مع ماء ساخن، ومنطقة مشيدة من الخيام لتناول الطعام، وقد تشارك كل ثنائي مرحاضاً خارجياً متنقلاً.
وما إن استقرينا في مكان إقامتنا الجديد حتى قمنا بامتطاء الخيول لنزهة بعد الظهر. وكنت متحمسة لاصطحاب فرسي ماري لنقطع نهر مارا، لكن مستوى الماء بدا عالياً للغاية مع وجود 30 حيوان فرس نهر على الأقل. وقام فورسباي باختبار الماء أولاً وقرر عدم قطع النهر في ذلك اليوم لكون التيار قوياً للغاية، وهو الأمر الذي سيجعل الخيول تواجه صعوبة في التقدم. وأثناء امتطاءنا للخيل صادفنا عائلة زرافات، وما إن باشرنا بسحب كاميراتنا لالتقاط الصور حتى ظهر فرس نهر ضخم بشكل غير متوقع من بركة ماء صغيرة أمامنا وجرى بالاتجاه المعاكس.
بعد ذلك، تلقى فورسباي اتصالاً يفيد بوقوع رصد لحيوان الأسد، فقدنا خيولنا إلى الموقع ورصدنا أسدين وسط سهل شاسع. وفي اليوم التالي قابلنا أسداً وجهاً لوجه وقد تسلق إحدى الأشجار. وسأكتفي بالقول بأن إثارة مشاهدة هذه الحيوانات قد جسدت عنصر تشويق حقيقي.
وفي المساء، تناولنا طعام العشاء الذي تألف من ثلاثة أطباق محضرة مباشرة من المطبخ، ودردشنا حول التشويق الذي حظينا به خلال اليوم. وبعد العشاء، تجمعنا حول النار واستمعنا إلى القصص الأسطورية عن الحياة في منطقة المارا من فورسباي..
للمزيد من المعلومات عن رحلات السفاري إلى كينيا، يرجى زيارة www.offbeatsafaris.com
_دانييل بليكر