متدفقين إلى داخل مساحة توليري لعرض الأزياء استباقاً لعرض إيلي صعب، طاف الصحفيون والمشترون بين الأشجار الثنائية الأبعاد المنصوبة لابتكار سحر الغابة المعتمة والغامضة. ولم يسبق لصعب الذي يشار إليه بـ ملك السجادة الحمراء، أن تورّع عن الإتيان بدراما الفستان الأثيري الملامح التي تقدرها زبوناته الآتيات من المنطقة للغاية، لذا كان المشهد مفاجئاً (وهو الأمر الجيد بشكل عام) حين افتتحت كارلي كلوس العرض على إيقاع الـ را-تا-تا-تا من الطبول مرتدية بنطلوناً ومعطفاً أسوداً حالكاً مع ياقة عسكرية وزركشة مخرمة وأزرار نحاسية وقفازات.
وتابعت الافتتاحية القوية بقيادة الجنرالة كلوس لتحظى بزخم متكامل مع ظهور آنيا روبيك مرتدية بذلة سوداء مع سترة بحاشية مضافة والتي خلت من أي نوعٍ من الزركشة، عدا بعض الأزرار النحاسية والتفاصيل المعدنية التي تمتع بها حزامها. وأطلّت ليندسي ويكسون مرتدية قميصاً من دون أكمام مع حفرة عنقٍ عميقة بشكل الحرف V وحاشية مكشكشة، في حين ارتدت غريس هارتزل فستاناً بلون أخضر عسكري مع تمتع الأكمام بقطع الدانتيل المدخلة التي امتدت من حفرة الرقبة وحتى الكوع. وبشكل تدريجي، تم تلطيف الطابع وبات أكثر فخامة، مع تقدم ساشا لوس ضمن غابة ممشى عرض الأزياء مرتدية فستاناً على هيئة معطف أسود اللون مع خصرٍ مشدود وزركشة من الفرو.
وفجأة سجلت درجات الذهبي والوردي والأزرق والأحمر الغنية حضورها في العرض، لكنه كان حضوراً مربكاً مع النقشات الصاخبة التي اصطدمت مع تصميم البذلة ذات الطابع العسكري. وبدا اللون الأزرق بلون ريش الطاووس أقل بهاءاً حين ظهر على هيئة بلوزة شفافة بارزة من تحت معطف من الفرو مع أكمام جلدية، وتجدر بنا الإشارة إلى أن الجلد كان غنياً للغاية لدرجة أنه كان يشع بريقاً، تماماً كشعيرات قطع الفرو والإكسسوارات الثنائية الدرجة اللونية.
وبشكل عام، قدم صعب طلة أقوى مما اعتدنا عنه، وعلى الرغم من أن فتاته لخريف 2015 كانت في بعض الأوقات قاسية قليلاً عند الحواشي، إلا أن أبرز ما أتى به العرض كان في الدمج بين الجلود الغنية (راجعوا الفستان الأحمر ذو التنورة الملفوفة أو الأفرول الأسود من الجلد مع الإدخالات من الدانتيل عند دائرة الرقبة) والفرو الفاخر. إنها مجموعة مبتكرة للمرأة التي تسير على ضربات إيقاعها الخاص.
