تابعوا ڤوغ العربية

إيلي صعب

لم يشعر مصمم الأزياء اللبناني إيلي صعب أنه بحاجة إلى أن يعبر عن جنسيته اللبنانية ولا لمرة واحدة في مجموعاته خلال مسيرته المهنية التي تتجاوز الـ30 عاماً. اختار منذ بداية شهرته العالمية عام 2002 حين ارتدت فستانه هالي بيري خلال تسلمها لجائزة الأكاديمية (الأوسكار) على أداء أفضل ممثلة، ألا يتم اعتباره “مصمم عربي” فقط (لطالما رفض إيلي صعب إجراء المقابلات مع المجلات الشرق أوسطية). ويبدو الآن أن إيلي في الموقع الذي يريده تماماً: فهو سيد أسلوب معين من الأزياء الراقية (الأزياء الكثيرة التطريز والغير معقدة في بنيتها) وحان الوقت له كي يعود للشرق وأن يستلهم ويهدي مجموعته للبلد التي ما زالت هي الأكثر دعماً له.

قدم صعب في موسم ربيع 2007 مجموعة ذهبية مستوحاة من شمس بيروت، وأطلق عام 2013 برنامج بكالوريوس تصميم الأزياء في الجامعة الأمريكية في لبنان بالتعاون مع كلية لندن لتصميم الأزياء، واليوم برفقة الصوت الساحر لفيروز، استلهم من وطنه وخصيصاً من بيروت في فترة الستينات والسبعينات الذهبية ومن “والدتي وهي ترتدي فستان سهرة منحني عند منطقة الخصر ومشتعل كبتلات الورود. تميز بالزنبق المطبوع على الحرير. وهي رؤية أشعلت شرارة لدي كمصمم.” تضمن الكتالوج الذي وضع على مقاعد الحضور صور حنين للماضي “لبيروت القديمة” وصورة مؤثرة لوالديه.

وهكذا وسط حديقة ساحرة رأينا تفتح ما يبرع به صعب: الفساتين الحالمة للأميرات في القلوب. ومع استثناء الطلات السوداء (التي كانت في الحقيقة الأكثر جمالاً)، كانت الألوان فاتحة كلون الميموزا والزهري والفستقي (وهي درجة لونية رأيناها بشكل متكرر هذا الموسم، لكنها ليست الأجمل على كافة أطياف البشرة) بالإضافة للون الرمادي والبني. أحيطت إطلالات إيلي صعب عند الخصر بأحزمة رفيعة وتميزت بهيئة حرف Aالقصير والطويل. أعطى إلهام الزنبق الحياة للزخارف الجديدة المشوقة التي برزت من خلال التخريمات النقطية وأعطت لمسة رومنسية متجددة للفساتين الأكثر كلاسيكية. برزت إطلالتي بنطلونات في بحر الفساتين: أحدهما مطرزة بلون عاجي بارزة قليلاً بفضل البلوزة المطرزة المنسقة معها، وطلة البذلة القطعة الواحدة الملفتة جداً المقرونة بسترة من ريش النعام التي عبرت عن أفضل إطلالات فترة السبعينات ، بما أنه أعاد إحياء هذه الصيحة خلال موسم مجموعات ربيع 2015. ألهم الحنين صعب بشكل مذهل بالتأكيد. وإن كنتم ستطلقون علينا صفة المتعصبين، إلا أننا نتطلع لمزيد من الإلهام المرتكز على الثقافة العربية في المستقبل من قبل أحد أهم المصممين لدينا في المنطقة.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع