تابعوا ڤوغ العربية

مقابلة حصرية: ريكاردو تيشي

riccardo-tisci-interview-top-models-1

Riccardo Tisci Photo: Karim Sadli / Courtesy of Givenchy

يتجاوز تأثير العارضات الملابس التي يعرضونها على الممشى اختيار العارضات لعرض مجموعة يمكن أن يخدم كمنصة للأفكار عن الجمال ويصنع أمواجاً مؤثرة في عالم الأزياء. يتفهّم القليلون فقط هذا، ومن بينهم المدير الإبداعي لجيفنشي ريكاردو تيشي الذي تعكس اختياراته للعارضات في كل موسم قيمه الجمالية الشخصية من جهة ونهجه الحديث تجاه فكرة تشكيل طاقم العارضات على الممشى من جهة أخرى. يشارك تيشي بفاعلية في عملية الانتقاء، ليملأ ممشاه بوجوه لديها ما يزيد على الجاذبية لتقدّمه.

خلال فترة إدارته لجيفنشي، أطلق تيشي المسيرات المهنية لأسماء باتت مرموقة ومشهورة مثل جوان سمولز ولارا ستون وناتاشا بولي اللواتي صعدن فجأة إلى مراقي الشهرة بعد أن أصبحن عضوات في طاقم تيشي من الفتيات. أمّا النساء اللواتي يختارهنّ ليشاركن بشكل حصري على ممشاه، فيجدن أنفسهنّ غالباً يستحوذن على مكانة الفتيات المرموقات المميزات. لكنّ باب عرض الأزياء الدوّار الذي يقلّب بين المفضّلات رفيعات المستوى لا يستهوي المصمم الذي لا يرى العارضة مجرّد علّاقة للملابس، بل مصدراً للإلهام أيضاً. تماشياً مع ميول هوبير دو جيفنشي لتوظيف العارضات كملهمات، يقيّم تيشي نساءه وفقاً لقوتهنّ وشخصيتهنّ ومساهماتهنّ التي لا تقدّر بثمن.

riccardo-tisci-interview-top-models-2

Natasha Poly and Joan Smalls Photos: Monica Feudi / Feudiguaineri.com

كمصمم، ما الذي تشعر بأنّه يجب أن يكون دور العارضة؟

بالنسبة لبعض المصممين، تعني العارضة مجرّد شخص يرتدي الملابس أو مجرد فكرة عرض جميلة. أمّا بالنسبة لي، فتلعب العارضات دوراً أكبر من ذلك بكثير. منذ أن كنت طفلاً، شعرت بأنني مهووس بالفكرة. أتجذّر من إيطاليا، وكانت إيطاليا المكان الذي بدأ فيه ذلك حقاً، أعني قصّة العارضة الرائدة. عندما كنت طفلاً، صنع جياني فيرساتشي لحظة مميزة للعارضات الرائدات المرموقات مع هيلينا كريستنسن وليندا [إيفانجليستا]. لذا فإنّ الأمر يسري في دمي بطريقة أو بأخرى.

تعني العارضات الكثير بالنسبة لي لأنهنّ لا يقمن فقط بعرض مجموعتي؛ بل يمنحونها الحياة حقاً. أنا مؤمن تماماً بتلك الفكرة. لطالما شاركت في انتقاء العارضات وأبحث دوماً عن فتيات جديدات. ليس الأمر أنني أقوم بمجرد البحث عن فتاة ثم أجعلها تصبح فتاة الموسم وأتركها. بل أقوم ببناء العلاقات لسنوات وسنوات. لديّ عائلتي المهنية وطاقمي الذي نتابع العمل معه موسماً بعد آخر.

بما أنّك ترى الأشياء من وجهة نظر بناء علاقات طويلة الأمد، ما الذي تبحث عنه عندما تقابل الفتيات للمرة الأولى؟

تمتلك العارضة الجيدة فعلاً بالنسبة لي شخصية قوية. يتعلّق الأمر بالجمال بالطبع، مثل امتلاك نوع كلاسيكي من الجمال، لكن ذلك ليس العامل الوحيد. يمكن أن تمتلك الفتاة شخصية لا اعتيادية أو نوعاً غريباً من الجمال. وبالنسبة لي، يمكنك أن ترى ذلك وتشعر به في اللحظة التي تلتقي بها الفتاة، وتشعر بأنّها يمكن أن تكون تلك الفتاة المميزة. تعلمين في نهاية المطاف، العرض غير مصنوع من الملابس فقط، بل من المشاعر.

riccardo-tisci-interview-top-models-3

Lakshmi Menon, Dree Hemingway, and Emily DiDonato Photos: Indigitalimages.com

من هنّ الفتيات اللواتي أذهلنك بشخصياتهنّ على مدى السنين؟

أتذكّر اكتشاف لارا ستون. كانت استثنائية وأتت بالصدفة لتراني بسبب صديقتها. وقعت في حبّ تلك الفتاة، وكانت مختلفة للغاية بالمقارنة مع الفتيات في ذلك الوقت. لديها قوامٌ جميل، لكنّها لم تكن الفتاة النحيلة الكلاسيكية. وقد شُغفت بذلك. قصتها جميلة بالنسبة لي لأنني أعتقد أنّها توضح لمَ من المهم أن تلتقي بكل فتاة شخصياً. فبدون ذلك التفاعل الشخصي، لا يمكن أن تعرف حقاً من هي الفتاة. أنا منفتح لأتجاوز فكرة أنّ انتقاء العارضات يجب أن يكون باختيار الفتيات المشهورات في لحظة ما. أنتقي بعضهن، لكنني أحبّ أن أرى بواطن الأشياء وأن أكتشف شخصية كل فتاة وأدعم الفتيات اللواتي لا يعتبرن بالضرورة فتيات اللحظة الرائجات.

عندما اكتشفت لاكشمي [مينون]، كانت تعمل لمواسم متعددة [كعارضة حصرية في دور أزياء معينة]، ثمّ بدأت بتوظيفها لدي وما زلت أحبّ العمل معها؛ قمت بتسفيرها مرة من الهند إلى باريس لأنّه كان من المهم للغاية أن تكون في طاقمي، فهي تنتمي إلى قيمي الجمالية وإلى نسبي الجمالية، ويعجبني ذلك.

ناتاشا بولي. كنت أوّل شخص ينظّم الأوراق لجلب ناتاشا بولي إلى إيطاليا. كان هذا قبل أن أبدأ التصميم لجيفنشي. أول عمل منحته إياها كان حملة إعلانية للعلامة التي كنت أعمل بها، ومنذ ذلك الوقت وهي تشارك في جميع عروضي. وينطلي الأمر ذاته على جوان سمولز. أتذكّر المرة الأولى التي أرسلوا لي فيها صوراً لهذه الفتاة السوداء الجميلة، وقلت: “واو، هل يمكننا أن نجلبها إلينا لنراها؟” أتت، وأتذكّر أنّها كانت
خجولة للغاية. أدّت ثلاثة أيّام من جلسات قياس الأزياء الراقية معي، ثمّ وضعتها في خانة التفرّد وأجرت عرض الملابس الجاهزة لي كأوّل عرض لها، وانظروا إلامَ أضحت عليه اليوم. والعديدات غيرهنّ، مثل ساسكيا [دي براو.] أستقدم حالياً عدداً أقل من العارضات الجدد اللواتي أشعر بالهوس [بهن]، مثل غريتا [فارليس] وستيلا لوسيا.

riccardo-tisci-interview-top-models-4

Mariacarla Boscono and Lara Stone Photos: Yannis Vlamos / GoRunway.com

أ<حد الأشخاص الذين يبدو وكأنّك وطّدت علاقة مميزة معهم هي ماريا كارلا بوسكونو، التي أعتقد أنّها سارت في كلّ عروضك وتبدو حالياً وكأنّها جزء جوهري من قيم جيفنشي الجمالية.

علاقتي مع ماريا كارلا بوسكونو مختلفة، لأنّني أعدّها ملهمتي في الواقع. لم تكن مشهورة عندما قابلتها في البداية. كانت شابة حديثة السن تعيش في لندن. وكانت أوّل شخص يؤمن بي حقاً. كنّا أصدقاءً وكنّا شباباً وكنّا ساذجين، لذا كنّا نستمتع بالدراسة ونستمتع بلندن لحبّنا للنوادي. كنّا نحتفل على الدوام؛ وكانت الحياة هيّنة ومختلفة للغاية. لكنني استطعت أن أرى إمكانياتها، واستطاعت أن ترى إمكانياتي.

كانت جميع العارضات الرائدات في تلك اللحظة طويلات القامة ويمتلكن جسداً رياضياً. وماريا كارلا مختلفة. عندما كبرت كانت تزداد جمالاً، لكنها بقيت شابّة للغاية. لديها إطلالة مميزة وفريدة. كنت حاضراً عندما تمّ اكتشاف ماريا كارلا من قبل ري كواكوبو من كوم دي غارسون وستيفن ميزل. عملنا معاً منذ أن كنت أدرس. ظهرت في بطاقات دعوة تخرجي وجميع أدلة العروض التي صنعتها في المنزل لأنني كنت أصنع أدلة العروض في المنزل كما تعلمين لأنني لم أمتلك المال. منذ ذلك الوقت، لم نفترق أبداً كصديقين ولم أفارقها حتى كملهمة وفنانة.

قد يجد بعض الناس فكرة الملهمة قديمة الطراز، لكنني أعتقد أنّها جميلة جداً لأنك عندما تكون رجلاً وتصمم لامرأة، أعتقد أنّه من الرائع أن تحصل على رأي امرأة حقيقية. التصميم للرجال سهل بالنسبة لي، لأنني أرتدي الملابس الرجالية وأفهم ما يحتاجه الرجال. لكن بالنسبة لامرأة، فهو حلم فقط ومن الجميل أن تحوّل حلماً إلى حقيقة. وأعتقد أنّ ماريا كارلا فنانة حقيقية. وكما تعلمون، لست الوحيد في اتخاذ ملهمة. بالنظر إلى الماضي: هناك جياني فيرساتشي مع نعومي كامبل وألكساندر مكوين مع كيت موس وأودري هيبورن مع السيد هوبير دو جيفنشي، والسيد سان لوران مع بيتي كاترو، كل شخص لديه ملهمته الخاصة وأعتقد أنّ المصمم يحتاج إلى امرأة تلهمه بالفعل، وإلى شخص يمتلك أسلوباً أنيقاً فعلاً ويمنحه رأيه.

riccardo-tisci-interview-top-models-5

Greta Varlese and Lea T Photos: Monica Feudi / Feudiguaineri.com; Yannis Vlamos / GoRunway.com

ليا تي هي عارضة أخرى يبدو وكأنّها تشغل حضوراً أيقونياً على مماشي جيفنشي.

ليا صديقتي وهي كذلك منذ عدة سنوات؛ اعتادت أن تعمل هنا معي كمساعدة شخصية. تتميز بجمال فريد من نوعه؛ جمال رقيق وأنثوي ومفعم للغاية. عندما بدأنا هذه الرحلة معاً، علمت أننا سنتابعها معاً حتى النهاية.
أضحت ليا تؤدي عروضاً كثيرة معنا. [كانت حاضرة] في المرة الأولى التي ترجمت فيها أزيائي الراقية بطريقة جديدة. كنت أتحوّل من عرض الأزياء التقليدي إلى البورتريه في ساحة فوندوم. تحدّث العديد من الناس عن ذلك لأنني لم أرغب بإجراء عرض على الممشى، لكنّ إعداد مجموعة راقية بتلك الطريقة استغرق الكثير من الوقت لأنني أردت أن يرى الناس التفاصيل.

جلست وأدركت أنني أردت أن أصنع بورتريه مع 10 نساء، نسائي العشر المفضلات. ضمت الصورة مينغ [زي] وماريا كارلا وجوان سمولز وآيريس [ستروبيغر] ودافني [غرونفيلد] كل الجميلات الاستثنائيات الحصريات لدي معاً في صورة واحدة، وكانت ليا هناك. تأثرت للغاية عندما شاهدت ذلك. كلّ أولئك الفتيات الجميلات، وبدت ليا في الصورة بنفس المستوى أو محببة أكثر حتى من الفتيات الأخريات، فهي شديدة الجمال. كان ذلك الوقت الذي بدأ به الناس يدعمونني لإشراك ليا. بعد ذلك وخلال ستة أشهر وبمساعدة أوبرا وينفري الرائعة، تمت مناقشة ذلك بطريقة إيجابية. وأصبحت اليوم عارضة بدوام كامل مع حملات إعلانية وعقود وصفقات. إنها فتاة جميلة تحمل رسالة جميلة للعالم: الجمال هو الجمال، وكل شيء آخر غير هام.

riccardo-tisci-interview-top-models-6

Paolo Roldan, Simon Nessman, Rob Evans, and Filip Hrivnak

لديك طاقم مذهل من الرجال في كل موسم كذلك. هل إيجاد العارضين الرجال يختلف عن العمل مع الفتيات؟

نعم. باولو [رولدان] وسيمون [نيسمان] وأليسيو [بوتزي] وفيليب [هريفناك]، لدي العديد. وروب! أتعلمين، روب [إيفانز] الضخم الذي أدّى في أول عرض [رجالي] معي. أتذكّر أنّه كان يصارع في لندن واكتشفناه، ونظّمنا أوراقه وجاء ليرانا. وعندما وصل إلى هنا، كان ضخماً جداً بالنسبة للمجموعة! وكنت مهووساً به لدرجة جعلناه بها يسير على الممشى عاري الصدر، إذ لم يكن هناك ملابس تناسب مقاسه. قلت في نفسي: “أحتاجه في عرضي” لأنّ جماله كان عنصراً قوياً جداً. عندما دخل إلى الصالة، بدت إمكانياته لا تصدق، وانظر إلامَ انتهى إليه اليوم، الجميع يحبّونه. لا يوجد رجلان متماثلان. وفي الواقع، [انتقاء] الرجال مهمة أصعب، لأكون أميناً.

riccardo-tisci-interview-top-models-7

Ajak Deng, Daphne Groeneveld, and Ming Xi Photos: Courtesy of Givenchy

حقاً؟ كيف ذلك؟

نعم، لأنني بدأت بتصميم الملابس الرجالية بعد أن أصبحت الملابس النسائية لديّ شيئاً ناجحاً ومؤثراً. في البداية، لم أرغب [أن أصمم الملابس الرجالية]، ومن ثمّ طلبت منّي الدار أن أصمم للرجال. وأجبت: “حسناً، سأقبل هذا التحدي، لكنني لم أقم بذلك من قبل.” كنت مذعوراً قليلاً من تصميم مجموعة رجالية. أرتدي الكثير من ملابس الشارع؛ ولا أرتدي الملابس الراقية، لذا كان ذلك عالماً جديداً بالنسبة لي. بدأت أتصفح الإنترنت لأبحث عمّا يقوم به الآخرون. كنت أرى جميع الرجال الجميلين كما تعلمين، جميعهم جميلون حقاً، لكنني وجدت أنّ جميع أولئك الرجال لم يشبهون ميولي حقاً. كانوا نحيلين وبيضاً ببشرات باهتة، أحب ذلك بالطبع، لكنّ ذلك بالنسبة لي كان قيمة جمالية تناسب مصممين آخرين، ليس أنا.

كانت عروضي الثلاثة الأولى تتعلّق بموضة الشارع الرجالية، لأنني انتقيت العديد من العارضين من شوارع ريو دي جانيرو وميلانو وباريس ونيويورك في الموسم الأول. كلّ العارضين الذين حضروا لجلسات الانتقاء كانوا جميلين ومذهلين، لكنّهم كانوا ينتمون إلى مدارس جمالية تختلف عن قيمي. كانوا نحالاً وطوالاً للغاية وباهتي اللون، ورجلي ليس بذلك. لذا بعد كلّ تلك الجلسات، نظرت إلى مسؤول اختيار العارضين لدي وقلت: “اسمع، أحتاج أن أتوجّه إلى الشارع. أحتاج أن أجد الشباب وأعلّمهم كيف يسيرون بنفسي.” كان الجو متوتراً للغاية في الموسم الأول، لأننا أجرينا العديد من جلسات الانتقاء، ليشكّل العارضون الذين اخترناهم في الشارع ما نسبته 90 بالمئة. في البداية، شكّل ذلك صدمة في عالم الأزياء، لأنني كما تعلمين صديق حميم لراف سايمونز وهادي سليمان، وكلاهما لديهما قيمهما الجمالية الخاصة، وكان الجميع يتجهون في ذلك المنحى.

riccardo-tisci-interview-top-models-8

Givenchy Fall 2010 Haute Couture Photo: Courtesy of Givenchy

تتميّز اختيارات جيفنشي للعارضين والعارضات بأنّها متنوعة بشكل لا يصدق. هل هي حركة مقصودة أم أنّها شيء يحدث عفوياً ببساطة؟

أعتقد أننا متساوون جميعاً، والجمال شيء لا يمتلك حضارة أو ديناً أو لوناً معيناً. افتتحت عرضي الثاني للأزياء الراقية بتسع فتيات سود؛ كنت قد اكتشفت بعضهنّ بنفسي، فيما امتلك البعض الآخر منهنّ أسماءاً مرموقة من قبل مثل نعومي [كامبل] وليا كيبيدي. قمت بذلك بطريقة ساذجة جداً، وبالتالي صادقة جداً. أتذكّر كلّ تلك المجلات التي تحدّثت عن انتقائي للعارضات وفاجأتني. يهوّل الناس فكرة إشراك الفتيات السود في الطاقم، لكن ذلك لا يجب أن يهوّل، بل يجب أن يبدو اعتيادياً. على طاقمك أن يحتوي جميع العناصر التي تتعلق بعالمك وبقيمك الجمالية. لا يهمّ العرق الذي ينتمون إليه أو الجنس الذي يحملونه. عليك أن تمثّل الجمال، والجمال هو الجمال فقط.

_جانيل أوكويدو، ستايل.كوم

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع