تابعوا ڤوغ العربية

شانيل

كان هناك العديد من الأسباب التي جعلت مجموعة شانيل كروز التي عرضها كارل لاغرفيلد في سيول تبثّ شعوراً بالكمال. من وجهة نظر التصميم، وفّرت التقاليد الكورية له كنزاً من الإلهام أكثر تجدداً من مصادر الإلهام الصينية واليابانية. ومن وجهة نظر ثقافية، كان لظاهرة البوب الكورية كلّ الألوان والصفات الجميلة التي يمكن للاغرفيلد أن يتمناها. كما كانت هناك وجهة نظر تجارية لا يمكن تجاهلها: بالحكم على الجمهور الأنيق بشكل ملفت للنظر، فإنّ الزبائن المحليين هم هدف الإعلان الأفضل الذي يمكن لشانيل أن تنشده. لم تتوجّه كوكو نفسها شرقاً بهذا البعد، لكنّها كانت ستذهل بالطبع مثلما ذهل لاغرفيلد عندما شاهد 12 ضيفة على الأقل بنفس الفستان الذي ارتدته جيزيل بوندشين في عرض ربيع 2015 فيما كان يقوم بجولته الختامية. بالصدفة، كانت السيدة برادي (بوندشين) في الصف الأول. وكذلك كانت كريستين ستيوارت وتيلدا سوينتون وإيزابيل هوبرت. تضم شانيل الحديثة العديد من الوجوه.
وهي تستدعي السفر. اجتمع مئات الصحفيين من جميع أنحاء العالم في سيول، وكانوا متعبين ويعانون من إرهاق السفر ولم يستطيعوا إلا أن يستغربوا كيف استطاع كارل نفسه أن يبدو محيطاً بكلّ شيء. لقد كان حلّ المصمم لمشكلة إرهاق السفر بسيطاً: طائرة خاصة. فلطالما كان منطقه الذي لا يمكن دحضه: “أطلب كلّ شيء لأنني لا أريد أيّ شيء.”

لقد كان كارل الجدير بأن يقتبس عنه بكامل نشاطه في سيول. وأصرّ في مقام ما على أنّه “ليس لدي أدنى فكرة عن الحياة العملية” مقرّاً بأنّ مدى نشاطه المنزلي لا يتجاوز فتح باب البرّاد. ولكن هناك دائماً شيء عملي في مجموعات لاغرفيلد لشانيل. هنا، كانت هناك مجموعة صغيرة من السترات الصغيرة الرزينة المزودة بحزام نصفي مرتفع عند الظهر. وظهر فستان بطيات وبخصر منخفض أنيقاً للغاية. فيما نسجت إطلالة رائعة من التويد الكلمات الكورية لـ”شانيل” و”كاميليا” و”كامبون” بأسلوب مراوغ.

في الحقيقة، كان اندماج البلد المضيف في هذه المجموعة هو ما صنع مؤثراتها الخاصة. التقى الماضي بالمستقبل (على هيئة جوارب جلدية). وبدت العارضات مثل دمى المانجا، وكان شعرهنّ مخفياً تحت “قبعات” كبيرة من الشعر الأسود المضفور، إشارة إلى تقليد الشعر الكوري. وكانت الفكرة الرئيسية المرئية كشكولاً معقداً من الألوان المشرقة، وهي تقنية توجد فقط في كوريا كما قال لاغرفيلد. أمّا تطريزات عرق اللؤلؤ التي ظهرت على فستان لفّ أسود فاستمدت إلهامها من صناديق الزفاف الكورية. وكان الخط المرتفع تحت الصدر والأكمام المتوسعة في الفساتين الكاملة هي تفسير لاغرفيلد للزي التقليدي.

لكن كان هناك أيضاً بعض الغرابة المصطنعة، كما يتخيّل الناس ثقافة البوب الكورية: مثل البنطلونات الجلدية الفضفاضة وبنطلونات الدانتيل التركوازية العريضة للغاية التي تصل للركبة، والمزيد من الدانتيل اللامع الذي بدا وكأنّما تمّ غسله بالبنزين. زخرف لاغرفيلد التويد بالجلد، ووصل ياقة جلدية بلون الكريم مع ثوب أسود. بدت زخارف متنافرة وغير متوقعة. كان لأحد الإطلالات سترة قصيرة من الكاميليا التجريدية أطلق عليها لاغرفيلد لقب “ميكانيكية.” وقد وجدت ما يناسبها في موسيقى الإليكترو الرافعة للمعنويات لميشيل غوبير في الخلفية الموسيقية.

كان المصمم يرتدي ساعة آبل بحزام ذهبي، من الواضح أنّها كانت واحدة من النسخة المحدودة لثلاثة أشخاص فقط (تمتلك آنا وينتور وريانا القطعتين الباقيتين). بالإضافة إلى معرض الصور المحتوم للقطة النجمة شوبيت Choupette، كان لاغرفيلد سعيداً بتشغيل التطبيق الذي عرض قلبه النابض. وضّح قائلاً: “هذا فقط لأثبت أنني أمتلك قلباً.” لكن من يريد برهاناً على أنّه يمتلك واحداً بعد عرض الليلة الجذاب والمفعم بالحيوية؟ لا يمتلك لاغرفيلد قلباً فقط، بل يمتلك روحاً (ومدينة سيول) أيضاً.

_تيم بلانكس، ستايل.كوم

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع