بعد أن توجت بانتون المارسالا كلونها المختار لعام 2015، لا حاجة لأن تذهبوا أبعد من غوتشي لتشاهدوا الدليل على جاذبية هذا اللون. فقد أتت مجموعة الدار لما قبل الخريف كطيف من درجة مشابهة حمراء قرميدية، والذي قوبل هنا بدرجة مغبرة من الأزرق. لكن هذا لم يكن التكهن الوحيد الذي قدمته العلامة ضمن صالة العرض الفلورنسية اليوم: لو تحققت آمال مصممة العلامة فريدا جيانيني، فإن عملية إحياء أسلوب السبعينات التي نشهدها حالياً ستدوم حتى الصيف القادم وحتى الخريف. بالطبع، إن تلك الحقبة شكلت العصر الذهبي لغوتشي وقد باتت منذ ذلك الحين نقطة مرجعية للعلامة. لكن، وكما تتباين كلمتا مرجعي وموقر عند استحضار إلهام عتيق الطراز، كذلك تستطيع التفاصيل الصغيرة أن تمنحنا مجموعة مختلفة بالكامل. وهنا، أتت المجموعة أنيقة للغاية من حيث الأسلوب (الأحذية المسطحة للمساء!)، ومتمتعة بنفحات الحنين بدرجة ضئيلة. ظهرت البنطلونات الواسعة الأرجل تتراقص بمرح فوق أحذية البروغز المستدقة المقدمة، بينما بدت فساتين حرير الكشمير ،المتمتعة بالنقشات والتي تصل إلى حدود الركبة، جذابة لمختلف المواسم وخالدة بذات القدر.
وبالمناسبة، بدت تلك النقشات أنها عائدة مباشرة من أنماط الأزهار المرسومة في مجموعة كروز التي تم ابتكارها من قبل الفنان كريس نايت، الذي تم الاحتفاء به بحماسٍ من قبل جيانيني في آرت بازل في ميامي بيتش الأسبوع الماضي. وأتت أحدث النقشات مائلة نحو الأسلوب الهندسي، وكان أبرزها النقشة الشبكية التي تم تطبيقها بأسلوب متدفق كطابع الفن البصري المخادع حول الجسم. أما نقشة أوراق الشجر المتكدسة التي أتت متباينة بشكل جذاب بدرجات دافئة وباردة، فقد أرخت طابعاً من التمويه عوضاً عن الطابع النباتي.
اصرفوا تركيزكم عن هذه التفاصيل وستجدون أنفسكم أمام مجموعة تتراوح بين الأسلوبين المطور و المبسط. وزينت مجموعات من الكريستال بنطلونات الجينز المعتقة، واتبع ترصيع المجوهرات نقشة الكنزات المستوحاة من الأسلوب الاسكندنافي. أما المعاطف والفساتين النهارية الفخمة لكن البسيطة الملامح من الجلد وجلد الظباء، فقد أتت غير مبطنة وغير مهيكلة، وكذلك كان المعطف الصوفي الممشط المضاعف الوجه باللون الجملي. وبشكل أساسي، كان هذين المعطفين مجرد وجهين مختلفين لذات البصمة الحرفية إلا أن الأول سيلقى إعجاب زبونة غوتشي التي تشتري القطعة بدافع الجرأة (وأفضل خيارٍ بالنسبة لها هو: سترة الحمل الفارسي المزركشة القصيرة مع حواشٍ من الفرو المنغولي المشعث)، أما الآخر فسيلقى إعجاب الزبونة التي تفضل قوة الاستمرارية. وفي هذا الموسم، قد يجتمع الذوقان مع حقيبة جديدة: أتت الحقيبة ذات تصميم الأكورديون بنقشة المربعات بجلد العجل اللامع أو جلد الأفعى وقفلٍ معلق بمفصل يحمل رمز العلامة، وأحزمة مضاعفة السلاسل بمثابة تحية لأسلوب السبعينات مع تمتعها بالانتعاش المطلوب.
