تابعوا ڤوغ العربية

كريستيان ديور

منبثقاً كقصرٍ انطباعي ثلاثي الأبعاد في الطرف البعيد من الحديقة الواقعة خلف موزيه رودان الباريسي (السيد ديور نفسه كان عاشقاً وفياً للحركة الانطباعية)، اجتذب موقع عرض كريستيان ديور المدعوين إليه من خلال اللوحات الهندسية المطلية التي تلألأت تحت أشعة الشمس الحارة. وهناك في الداخل، كشف راف سايمونز عن “حديقة المباهج الأرضية” الخاصة به التي أحسن تقديمها بأفضل شكلٍ.

واستحضرت حديقة سايمونز بشكل مناسب مزاج لوحة للرسام الهولندي هيرونيموس بوش، والتي تعرضت إلى موضوع إغراء آدم وحواء والسقوط الذي تبعه. ومارست عارضات الأزياء إغواءهن مرتديات فساتيناً مؤلفة من القطع المدخلة (التي ترافقت أيضاً باستعراض للصنادل الآسرة ذات النعل السميك بالدرجات الطبيعية) وفساتيناُ رقيقة من طراز سموك [فستان خفيف ملاصق للجسم عند الصدر]، والتي أضيفت إليها السلاسل لاحقاً. وأدت هذه الطلات مقام الألبسة الانتقالية لتلك الأخرى التي رددت وقع الاستسلام للإغراء: فستان مع فتحات مبالغ بها. ففي اثنين منها، جسّدت بشرة العارضات المكشوفة جزءاً كبيراً من الفستان كالذي شغلته قطع الصدر والظهر.

وبدت الأزياء ملفتة لبعدها الحسي، في حين قامت العباءات التفكيكية التصميم، والتي استحضرت أثواب المعلمين الفلمنكيين القدماء، بإحاطة من ترتديها بستارة جميلة. ولا بد من الإشارة إلى الكم المفرد بوصفه تفصيلاً بارزاً عبر تصميمه المبالغ فيه ولكونه شكلاً جديداً تماماً بالنسبة لديور. أما ما ربط أركان هذه الجدارية التي نبضت بالحياة، فهو اللون مذكّراً بمجد حدائق جيفرني لدى مونيه: البنفسجي العميق الشاحب ودرجات الأخضر العشبي والوردي المحمر. وهنا، انتقلت أنثى الأزهار من ديور من وردتها الوحيدة إلى لوحة تجريدية لآلاف الأزهار.

يسلم المؤرخون بأن اللوحة الثلاثية الأقسام لآدم وحواء تقوم باستدعاء زمنٍ سادت فيه البراءة والجمال فوق كل شيء. ومع هذه المجموعة، سيجعل سايمونز بالتأكيد أية سيدة تشعر بأن الجمال المطلق لأزيائها باستطاعته تجسيد أقصى أنواع الإغراء.

العودة إلى عروض الأزياء
الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع