تابعوا ڤوغ العربية

المصمم السوري نبيل النيّال يطبع مستقبل التصميم

[showsponser]

1-3d-printing-influence-on-fashion-designers-nabil-el-nayal

نبيل النيال في عرضه لموسم ربيع/صيف 2016

قالت كوكو شانيل يوماً قولها الشهير: “الموضة ليست فقط في الملابس. الموضة في السماء والشوارع فهي تتعلق بالأفكار وبطريقة حياتنا وبما يحدث من حولنا…”

ومايحدث الآن بشكل لا يمكن إنكاره هو أن التكنولوجيا امتزجت بصناعة الأزياء بشكل كبير من خلال إدخال طرق جديدة للتجارة والتوزيع والتواصل والإنتاج. فعلى سبيل المثال، أتاحت الطباعة والمسح الضوئي الثلاثي الأبعاد المزيد من الحرية للمصممين ليصمموا ويتخيلو أكثر القطع المستحيلة في الأزياء.

تتحدث غريسي ستيوارت هنا مع المصمم السوري الصاعد نبيل النيال للتعرف أكثر على تلك التقنية.

كان نبيل النيال المصمم السوري الذي اختير لنهائي جائزة إل في إم إتش 2015، أحد أوائل المصممين الذي استخدموا الطباعة الثلاثية الأبعاد، وهي عملية تتطلب صنع تأثير ثلاثي الأبعاد بواسطة الطبعات الرقمية. يستخدم الأسلوب الثلاثي الأبعاد تقنية طبقة فوق طبقة تشكّل تأثير السلالم حين تتم عملية الطباعة، مما يتيح للمصممين صنع كل شيء من الإكسسوارات إلى الأحذية. بدأ حديثه بقول: “لطالما كنت منذ نعومة أظفاري أشعر بالحاجة إلى تخطي الحدود لما يقال بأنه معقول. وأنا أبحث حالياً في تقنية استخدام المسح الضوئي الثلاثي الأبعاد في تصميم الأزياء لأنني أؤمن أنه من الهام جداً أن نبحث دائماً عن التقنيات والطرق الجديدة.”

رأينا في مجموعة النيّال للكلية الملكية للفنون عام 2010، إعجابه بالفستان الإليزابيثي (1558 – 1603) الذي أضيفت إليه لمسات غنية من خلال علماء التاريخ، مثل جانيت أرنولد. وبعد إحاطة نفسه بمواد البحث المتعلقة بذلك، أصبح النيّال مهووساً بالزخرفة خلال تلك الحقبة، وخصوصاً بأشكال الباروك. وبعد مصادفته لمرآة إليزابيثية أعيد إنتاجها في كامدن لندن، أخذها إلى قسم النماذج الأولية السريعة في الكلية الملكية، حيث قام ببخ إطار المرآة باللون الأبيض، وقد تم الحصول على ذلك اللون بأفضل طريقة من خلال ماسحة الأشكال الثلاثية الأبعاد آرتيك سبايدر.

ثم تم تحديد “نقاط” صغيرة على إطار الباروك، مما أتاح للماسحة رسم وتحديد وقراءة المعلومات. وبعد مسح تمثال عرض (مانيكان) على الماسحة الضوئية لتوفير خلفية مريحة لقطع الباروك، طوّر التصاميم من خلال برنامج يختص بالأشكال الثلاثية الأبعاد يدعى رينو من خلال التعاون مع تقني مختص باستخدام الطبعات الثلاثية الأبعاد في الهندسة المعمارية. وحالما أصبحت التصاميم جاهزة للطباعة، تم إرسال الملف لطابعة الأشكال الثلاثية الأبعاد التي بنت قطع الباروك من مادة تشبه البودرة بقوامها، واستغرق ذلك حوالي الـ12 ساعة. وأضاف: “كنت متحمساً جداً في الصباح التالي لأرى القوالب الثلاثية الأبعاد لتصاميمي. إنها لحظة ساحرة عندما تتحول التصاميم ذات البعدين إلى قوالب حقيقية ثلاثية الأبعاد يمكنك لمسها.”

Nabil Nayal’s 3D printed baroque antlers Photo: Instagram/@nabilnayal

قرون الباروك المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد من تصميم نبيل النيّال
Photo: Instagram/@nabilnayal

يدور بحث النيّال الحالي حول تطوير هذه الفكرة، وهو يجري حالياً بحث لينال شهادة الدكتوراه في جامعة مانشستر ميتروبوليتان. “أجريت مؤخراً دراسة أولية عن الماسحة الضوئية TC2 KX-16 كي أمسح بها مجموعتي لموسم ربيع 2016. هدفي هو تطوير العملية الإبداعية ‘للمصمم’ من خلال تخطي حدود الرسم بالاعتماد على استخدام الصور الثلاثية الأبعاد. أنا مهووس بتقنيات الحرفية والإنشاء من الماضي، والتكنولوجيا هي أيضاً أحد أشكال الحرف.”

يمكن ألا يعلم المستهلكين ذلك، لكن الطباعة الثلاثية الأبعاد غيرت الطريقة التي تعمل بها صناعة الأزياء، فهي أتاحت للمصممين تجهيز النماذج بوقت أسرع وتطوير التصاميم المعقدة. وعلى أية حال، يشير النيّال أن إمكانية الوصول لهذه التقنية يمكن أن تؤدي إلى تحديات جديدة للمصممين. وقال: “ما أعتقد أنه سيكون مشوق بشكل خاص هو طريقة تعاملنا مع بعض القضايا المتعلقة بحقوق النشر التي ستصدر عن استخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد. فحالما يحصل المستهلكون على طابعات في منازلهم قادرة على طباعة نوع قماش معين أو فستان معين، كل ما عليهم فعله هو تنزيل ملف مقرصن (مسروق) من الإنترنت كموقع BitTorrent الذي يحتوي على تفاصيل هذا الفستان (تماماً كالافلام والموسيقى اليوم) وسيستطيعون طباعة ما شاؤوا من النسخ مقابل لا شيء تقريباً.”

ويتابع: “لن يطول الأمر إلى حين أن يستطيع المستهلكين اختيار وتغيير النقشة أو الطبعة على أزيائهم بسهولة اختيارهم لخلفية هاتف الآيفون لديهم.” وبالطبع مع مرور الوقت، أصبحت الملابس المطبوعة بالطبعات الثلاثية الأبعاد أكثر انتشاراً، وأصبحت الطابعات الآن قادرة على تقليد طرق الحياكة وتقنيات الخياطة، في حين يتوسع المصنعين بإنتاج سلسلة المواد المتوفرة ليجعلوا هذه الملابس أكثر جاذبية بالنسبة للمستهلكين.

ولكن إن توافرت الطباعة الثلاثية الأبعاد لدى المستهلكين في المستقبل، ستساهم أولاً بالرفع من شأن المصممين من خلال التقليل من تكلقة الصناعة العالية، بالإضافة إلى التقليل بشكل كبير من فترة الإنتاج. يمكن أن تمكّن الطباعة الخياطين من صناعة الأزياء بسهولة. إن كانت قوة الأزياء الراقية حالياً تتمركز في الأيدي الصغيرة، سيتمكن المصممين مع الوقت بإدخال شيفرة معينة ليضمنوا أن الفساتين مناسبة تماماً وبشكل مثالي وليستبعدوا الأخطاء التي يمكن أن ترتكب والأسعار المرتفعة، في حين يحافظوا على المخطط الأصلي للتصميم الراقي.

وينهي النيّال حديثه قائلاً: “بالنسبة لي، الأزياء ليست فقط ما نرتديه أو طريقة ارتدائنا للأزياء، وإنما هي قصة صورية يجب أن توصل رسالة هامة في الوقت الذي نعيش فيه، وتطور أفكاراً من الماضي وترتقي بنا إلى مستقبل جميل. وأعتقد أنه من الهام أن نحتضن التطورات التكنولوجية ونطور نظرتنا وفهمنا لما يمكن أن تصبح عليه الأزياء.”

للمزيد من المنشورات في سلسلة #اصنعوا_المستقبل، يرجى الضغط هنا.

_غريسي ستيوارت

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع