تابعوا ڤوغ العربية

هكذا علمتنا زها حديد أهم ما علينا معرفته عن أنفسنا

Dame Zaha Hadid, 1950 - 2016

زها حديد 1950 – 2016

أصابتني الصدمة وملأني الأسى كما كان حال أي شخص سمع نبأ وفاة زها حديد إثر نوبة قلبية يوم الخميس في ميامي. وكانت هذه المعمارية ذات الشهرة العالمية محط اهتمامي في الفترة الأخيرة. فمن بين جميع المواقع الإلكترونية العالمية، تم اختيار ستايل.كوم/العربية لإطلاق تعاون المجوهرات الراقية بين زها حديد ودار عزيز ووليد مزنّر، وكان ذلك التعاون الأول، وأصبح الآن التعاون الوحيد للأسف. وبعد ذلك بفترة قصيرة اتصل بي صديق ليخبرني بأن زها حديد أرادت إلقاء نظرة على بعض قطع المصممين الصاعدين أمثال نبيل النيال لترتديها خلال استلامها للميدالية الذهبية من المعهد الملكي البريطاني لمهندسي العمارة. وقال الصديق: “تريد زها دعم المواهب الصاعدة في المنطقة، وهي تعلم أن نبيل مصمم سوري.”

سنحت لي الفرصة مرات عدة لإجراء مقابلة مع زها حديد، لكنني لم أصرّ على ذلك. لا أشعر الآن بالندم لأنني أحتاج أولاً لدهر من التحضير لهذه المقابلة، وكذلك كان ينتابني شعور غريب كلما رأيت تلك العينين الحنونين تحدقان بي عبر مجلة أو تلفاز. “تكمن الإجابات على أسئلتك في أعمالي”. وسخرت حديد نفسها لعملها كلياً، وهذا الشيء الذي يجعلني لا أستغرب موجة الحزن العميق التي سيطرت على العالم على اختلاف الأجيال.

وكغيري من السيدات الآن، كنت أشعر بالسعادة لنجاح زها حديد لأنه من الجميل أن نرى سيدة تنافس الرجال في أعتى المهن. وبالطبع، كانت زها عراقية من عائلة موسرة (كان والدها رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي)، إلا أنها كانت من هذا البلد الذي لم يسمع عنه معظم أبناء جيلي من الأجانب سوى ما تقدمه نشرات الأخبار حول الحرب الدائرة فيه.

كما أنني أعتقد بالنظر إلى غنى تصاميم زها حديد، بأن الإرث الذي تركته لنا حديد هو أنها علمتنا أهم ما يجب أن نعرفه عن أنفسنا، وهو أن أهم ما يقف في وجه تقدمنا ومعرفة قدراتنا الحقيقية هي تلك المرأة القابعة في المرآة. لا يعني كوننا سيدات أن ليس بإمكاننا تقديم أعمال استثنائية.

وفي سجل وفيات فاينانشال تايمز،اختتم إدوين هيثكوت كلامه بالقول: “لم تكن متزوجة، وليس لديها أطفال سوى تلك الأبنية التي صممتها.”

ونحن أيضاً بناتها، نحن ملايين السيدات اللواتي ألهمتنا زها. والآن تقع على عاتقنا مهمة المضي قدماً بالإرث الذي تركته لنا وأن نتبع مثالها لنبلغ أفضل ما يمكننا بلوغه.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع