تابعوا ڤوغ العربية

يوليانا سيرجينكو

خلال الموسم السابق، ومع إدراكها للانهيار الاقتصادي الذي تشهده بلادها، قامت الناشطة الاجتماعية الروسية يوليانا سيرجينكو التي تحولت إلى تصميم الأزياء الراقية بعرض مجموعتها لربيع 2015 في جناحٍ فندقي. أما في هذا الموسم، فقد عمدت إلى تقديم عرضها في مركز مونا بسمارك الأمريكي للفنون والثقافة. وبحكم كونها قاصّة بارعة، أضافت سيرجينكو على بطاقات الدعوة رسماً بالألوان المائية لامرأة وحيدة تقف في صالون معتم، واضعة رأسها بين يديها وكأنها قد أدركت بأن أضواء الثريا سوف تظل مطفأة لسنوات قادمة. وإن لم تكن تلك فكرة كئيبة بما فيه الكفاية، فإن بطاقات العرض نفسه أتت لتستفيض في هذا المنحى؛ فالحفلة لم تنتهي بالنسبة لبطلتنا وحسب، بل هي الآن مضطرة أيضاً إلى تشارك شقة سوفييتية مشتركة مع أفراد من “كل أطياف الحياة: فلاحون وبحارون وطلاب.” فهل يمكن لظروف الحياة أن تصبح أكثر سوءاً؟

إن ذلك تماماً ما حصل في الواقع. فقد كان على بطلتنا بعد هذا كله أن تختار ثيابها، وقد أجبرها محيطها المتواضع على التأقلم مع الأشكال والألوان والديكورات الجديدة. ومثال ذلك، فستان غريب المظهر بتصميم هوبل (hobble dress) مع حاشية بأسلوب لامبشيد (محبوكة من الأعلى مع زركشة من الأسفل) وتنورة بطول ثلاثة أرباع الساق مصممة على هيئة كرة هشة، أو ذاك الفستان الشفاف المتمتع بالتفاصيل الملونة على الصدر، والتي جعلتنا نتخيلها تزحف على الأرض لالتقاط أية قطعة باقية من الحلوى التي جرى تقديمها خلال الحفلة الأخيرة في ذلك القرن.

ولحسن الحظ، فإن قطع البودوار (ملابس حجرة النوم) من الفساتين الملفوفة الفاتنة وبيجامات الكورسيه الأنيقة، قد أصبحت بمثابة البصمة الخاصة لسيرجينكو، وقد جسدت هنا مقابلاً أنيقاً للأشكال الهزلية وقطع الفرو التي أتت ثقيلة ومضخّمة الأحجام. وفي الواقع، بدت حفرات الرقبة المنخفضة على شكل قمة القلب والأثواب المطرزة مع التكسير الناعم مدهشة وأنثوية للغاية. أما بالنسبة للإكسسوار: فقد بدت حقائب اليد الصغيرة على هيئة كرات الفرو وأكواز البوظة طفولية وافتقدت للإشارات الذكية والساخرة التي تستطيع سيرجينكو الإتيان بها.

العودة إلى عروض الأزياء
الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع