تابعوا ڤوغ العربية

سلسلة متاجر بارنيز نيويورك التي يعشقها المتسوقون تعلن إفلاسها

في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء 6 أغسطس، نشرت شركة بارنيز نيويورك على حسابها على انستقرام تعليقاً جاء فيه: “صيحات الموضة تغدو وتروح، أما المؤسسات فلا يحدها زمن” وذلك في أعقاب انتشار خبر طلب الشركة طواعيةً إعلان إفلاسها لحمايتها في نيويورك. ووفقاً للبيان الصادر، جاء طلب الشركة بإعلان إفلاسها ضمن إجراءات إعادة هيكلتها والتي تشمل جمع 75 مليون دولار أمريكي لتمويل عمليات البيع، وذلك حفاظاً على استمرار عملها بالشكل المعتاد أمام المشترين. وعلاوة على ذلك، تعتزم الشركة إغلاق 15 فرعاً من متاجرها البالغ عددها 22 متجراً في كل من شيكاغو، ولاس ڤيغاس، وسياتل بالإضافة إلى جميع منافذها باستثناء منفذيّ وودبيري كومونز وليڤرمور.

“لطالما كانت سلسلة متاجر بارنيز نيويورك متجراً أسطورياً للبيع بالتجزئة للمنتجات الفاخرة لما يربو على التسعين عاماً، حيث عرفت بسعيها للتطوير، ووجاهة الرأي، والإبداع وعرض منتجات أفضل المصممين والعلامات في شتى أنحاء العالم”، هكذا صرحت دانييلا ڤيتالي الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة بارنيز في البيان الصادر عن الشركة. وأضافت: “مثل كثيرين في مجالنا، تأثر الوضع المالي للشركة بشكل كبير بسبب ظروف البيع بالتجزئة التي باتت صعبة للغاية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات بشكل مبالغ فيه مقارنة بحجم الطلب في السوق. وقد دفعت هذه العراقيل مجلس إدارة الشركة وفريق إدارتها إلى اتخاذ قرار حاسم بخوض إجراءات تتم تحت إشراف المحكمة، وهو الأمر الذي سيوفر للشركة الأدوات الضرورية لتنفيذ المبيعات، ومراجعة إيجاراتنا الحالية والوصول بعمليات التشغيل إلى الوضع الأمثل. وفي تلك الأثناء، نحن بصدد تلقي مبالغ مالية جديدة لدعم أعمالنا. ذلك حيث إن إجراء عمليات البيع تحت إشراف المحكمة يقدم أيسر الطرق وأفضلها لزيادة القيمة بأقصى صورة ممكنة مع ضمان استمرارنا في خدمة عملائنا الجدد والمخلصين على حد سواء”.

تأسست شركة بارنيز في عام 1932، وهي منذ ذلك الحين تمثل أحد الملامح الأساسية في حياة مدينة نيويورك. يذكر أن مقرها الأصلي الكائن بالشارع السابع عشر بالحي السابع كان قبلة خبراء التسويق المعنيين باكتشاف الاتجاهات الجديدة خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، حيث كان المتجر من أوائل المتاجر التي عرضت علامات مثل كوم دي غارسون ودريس ڤان نوتن. هذا وقد فتح مقر ماديسون أڤينيو أبوابه في عام 1933 وقدم نفس المستوى الراقي من المعروضات، حيث كان نقطة الانطلاق لعدد من العلامات التجارية الناشئة في مطلع هذا القرن بما في ذلك بروينزا شولر وألكسندر وانغ.

ولكن بقاء الحال من المحال. فلم يعد التسوق في عامنا هذا يتم بالتجول وتفحص ما على أرفف المتاجر بالقدر الذي كنا نشهده من قبل، وحلت محله الصور واللقطات التي تُنشر لأحدث المنتجات في مجموعات الدردشة. وعلى الصعيد الرقمي، تدير شركة بارنيز موقعاً تحريرياً باسم ’ذا ويندو‘، كما أطلقت مدونة صوتية في نهاية العام الماضي ولكنها فشلت في اللحاق بركب غيرها من عمالقة التجارية الإلكترونية.

ولا يعني طلب بارنيز إعلان إفلاسها بالضرورة كتابة مشهد النهاية للشركة. في الحقيقة، ليست تلك المرة الأولى التي تُقدم فيها الشركة على هذه الخطوة. ففي عام 1966، تقدمت بطلب إعلان الإفلاس لحمايتها في أعقاب الخصومة التي وقعت بينها وبين متجر التجزئة الياباني إسيتان الذي سبق أن ضخ مبلغاً وقدره 600 مليون دولار بهدف استثماره في بارنيز. وبعد سنوات من هذا الطلب، تناقلت ملكية بارنيز بين أياد عديدة، وهي الآن تدار في معظمها من خلال صندوق التحوط التابع لشركة بيري كابيتال والذي يديره ريتشارد بيري. ومن ضمن إجراءات تقديم طلب إعلان الإفلاس الأخير، سيتم التحقيق في عمليات البيع مرة أخرى. تُرى، من ستثبت إدانته في النهاية؟ لكن دعونا نأمل ألا تفقد نيويورك أحد متاجرها الأسطورية.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع