بين من تفضّل الظهور بأبهى طلة ومكياج وتلك التي لا تمانع إطلاقاً عرض صورةٍ لها من دون أي مساحيق تجميل تنقسم النساء. لمن ستكون الغلبة؟ في الحقيقة لا نظن أن لهذه المسألة نهاية فهي تتعلق بحرية المرأة وشخصيتها ونظرتها للحياة والجمال.
ستيفاني صليبا
تحبّ الممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا صاحبة الإطلالات المثالية المكياج فتعتبره أداة تستخدمها المرأة لتعكس أو تخفي حالة أو حتّى لتسجّل موقفاً، وهي تقول: “أحياناً كثيرة يرفع المكياج معنويّات المرأة ويُعدّل مزاجها… تشعر المرأة بالرضا إن رأت نفسها جميلة، وقد تمنعها حالتها النفسية السيئة عن رؤية جمالها”.
لم تختبر ستيفاني كغيرها الحجر لارتباطها بتصوير مسلسل الساحر وهي لا ترى عيباً في وضع المكياج في ظلّ الظروف الراهنة، فتقول: “نمر بمرحلة صعبة والمكياج قد يخفف قلق بعض النساء ويشعرهن بالثقة والراحة،” وتضيف: “هذه المرحلة غيّرت الأولويات كثيراً وشكلت نقطة تحوّل أعادت كلّ واحد منّا لذاته وللطبيعة بعد أن سرقنا ضجيج يوميّاتنا. أظنّ البساطة ستكون عنوان المرحلة المُقبلة”.
الشخصية الأرستقراطية التي جسدتها في “الساحر” عرّضتها لإضاءة أتعبت بشرتها وفرضت عليها مكياج كان ليضرّ بشرتها لولا اهتمامها اليومي بها. تدرك ستيفاني أن نجاحها كممثلة يفرض عليها تقمص الشخصية لتقنع المشاهد، لذلك تحرص على رسم هوية خاصة لشخصيتها لتقدمها بطريقةٍ حقيقية، لذلك لا تُمانع إطلاقاً أن تلتزم بالشخصية فتظهر من دون مكياج إن تطلب الأمر وهذا ما فعلته حين جسدت الفتاة الريفية البسيطة في مسلسل “متل القمر”، هنا ترى في المكياج أداةً تماماً كالديكور والإضاءة التي تُفرض على الممثل لإتمام العمل.
تعتقد ستيفاني أن مساحيق التجميل رافقت النساء على مرّ العصور وهي لم تكن يوماً السبب الأساسي الذي جعل المرأة أجمل وتؤكد: “المرأة اليوم حاضرة أكثر من قبل وحضورها فعّال. بالنسبة لي الجمال توازن يأتي من داخل المرأة، تُظهره العينان وينعكس ثقة… وحدها الثقة تزيد المرأة جمالاً”. وقد أشارت إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي السلبي في حدّ النساء ضمن صورة نمطية تفرض عليها أن تكون مثالية المظهر؛ ولكن في السياق ذاته لا تنكر أن لهذه المواقع لغة خاصّة تجذب الجمهور، وتقول: “إخترت الإيجابية والحبّ أسلوب تخاطب، لذا أختار بعناية الصورة والكلمات في كلّ مرّة أنشر فيها على صفحاتي”.
تميل ستيفاني للمكياج الناعم والبسيط، وهي وإن كانت تتخلى عن المكياج في حياتها اليومية، تلازمها صورة المرأة المتجددة نظراً لمشاركتها في الكثير من جلسات التصوير والأعمال التمثيليّة تفرض عليها إطاراً معيناً يبعدها عن هويتها الخاصّة لتجسيد الدور أو الفكرة المطلوبة.
تشرح ستيفاني علاقتها بالمكياج قائلةً: “أعتقد أن الكونتوريغ هو الأساس فهو يخفي عيوباً تكشفها الكاميرا ولا نراها بالعين المُجرّدة،” وتضيف: “أهتم ببشرتي يومياً ولا أستغني عن الكريم الواقي والكريم المُرطّب، أغسل أحياناً وجهي بماء الورد وأمارس اليوغا لتحسين الدورة الدمويّة، ولا أمانع استعمال تقنيات كالفيلر والبوتوكس لأحافظ على جمالي من دون تشويه أو مبالغة،” وأشارت: “تعرّفت مؤخراً على فوائد الألوفيرا وقد ترك آثاراً مبهرة على بشرتي”.
بيرلا حلو
تُوّجت بيرلا حلو ملكةً على عرش الجمال اللبناني في العام 2017. وُلدت في بيروت وحازت شهادة في إدارة الأعمال من جامعة القديس يوسف، وماجستير في التسويق والإدارة المالية من المعهد العالي للتجارة، وهي تسعى لدخول مجال التمثيل.
تعي بيرلا أنها جميلة وتعتمد على لقبها الجمالي لتتسلح بثقةٍ تساعدها على الظهور من دون مكياج وهي تقول: “الجمال الطبيعي شيء أساسي نفتقده في مجتمعنا اليوم. كل امرأة جميلة بطريقتها الخاصة. كشخصية مؤثرة، من الضروري أن أظهر أمام المتابعين بصورةٍ طبيعية بعيدة عن تصنع منصات التواصل الاجتماعي”.
لا تنكر بيرلا أن المظهر الخارجي، خاصةً لدى النساء، يؤدي دوراً أساسياً في المجتمع، فتقول: “تحبّ النساء الظهور بأجمل طلّة حتى أصبح هذا المظهر هو ما يتوقعه الآخرون منهن”.
تبعاً لذلك تعتقد بيرلا أن الظهور من دون مكياج يحتاج فعلاً إلى ثقة وتشرح رأيها قائلةً: “أصبح المكياج اليوم جزءاً أساسياً من يوميات المرأة، يستغرب الناس شكل المرأة من دونه وينتقدونها. وحدها الواثقة من نفسها هي التي تجرؤ على الظهور من دون مكياج”.
أياً كان خيار المرأة، لا تعتقد بيرلا أن المكياج يحصر المرأة في إطار الجمال ويبعد الأضواء عن ذكائها إذ بإمكان المرأة، حسب قولها، إثبات قدراتها وذكائها أياً كان شكلها الخارجي، وتضيف: “العيب يكمن في من ركب موجة إطلاق أحكام مسبقة على النساء بالاستناد إلى مظهرهن. لا بأس فأحكامهن مجرد عقبة مؤقتة!”.
ومع تزايد هذه الموجة، تعتقد بيرلا أن وسائل التواصل الاجتماعي أجبرت النساء على اعتماد صورة نمطية ربما لا تشبههن إرضاء للغير لا سيما وأن هذه الوسائل تؤدي اليوم دوراً جوهرياً في تحديد معايير الجمال بشكلٍ عام، إلا أنها عبّرت عن سعادتها بتوجه النساء مؤخراً إلى اختيار ما يناسبهن بدل اعتماد أنظمة لا تشبههنّ.
ترى بيرلا أن الحجر ألزم الناس منازلهم وشكل ظرفاً استثنائياً شجع النساء على تجربة ستايلات جديدة أكثر طبيعية؛ وقد أكدت أن الحجر سيغير من نظرة النساء لأنفسهن وللغير وسيعيدهن إلى بساطة لطالما تمنت أن تعود عنواناً للرقي والجمال، وقالت: “سترغب النساء في إرضاء أنفسهن أولاً، وللبحث عما يناسبهنّ أكثر”.
بيرلا التي تطمح لحجز مكانٍ لها تحت الأضواء تعتقد أنه من الممكن الاستغناء عنه، لأن الأهم هو تقديم محتوى عالي الجودة يشجع المشاهد على متابعة العمل وتضيف: “المكياج عامل مساعد في التلفزيون يجب أحياناً التخلي عنه لخدمة العمل. فالمشاهد يرغب بمشاهدة محتوى يشبه حياته اليومية بعيداً عن المبالغة”.
من ناحية أخرى، ترى بيرلا أن الأضواء تتطلب إطلالة مثالية أياً كانت الظروف، وهي تقول: “لن ترحمك الأضواء حتى إن كنت متعبة من العمل ولن تتفهم أسباب شحوب وجهك! وهنا يأتي دور المكياج لإخفاء آثار التعب والجهد”.
بيرلا تؤمن أن كل النساء جميلات وتعي أهمية التصالح مع الذات واحترام خيارات النساء أياً كانت، وهي تعترف أنها إلى جانب الثقة تعتني ببشرتها فتحرص على تنظيفها وترطيبها يومياً وتكثر من شرب المياه. وإلى جانب عددٍ من الكريمات، لا تتردد بيرلا في استعمال بعض الخلطات الطبيعية للاعتناء ببشرتها كخلطة الكركم التي نشرتها على حسابها على انستقرام.
اقرئي أيضاً: ودّعي دهون البطن واتبعي هذه النصائح واعتمدي هذه الخطوات