شهدت فنون نقش الحنّاء تطوّرات مذهلة على مر السنوات، ولهذا الفن رائدات يُشار إليهن بالبنان وفي مقدمتهن عذراء خميسة التي تقيم في دبي وتقود حركة التغيير
لا شك أن فنون نقش الحنّاء شهدت تطوّرات لافتة على مر السنوات. وما من امرأة تعرف تلك الدوائر اللولبية البنية، والخطوط الملتفة، والأشكال الزهرية التي تزيّن الأيادي والأقدام إلا ولاحظت ذلك. ورغم أن هذا الفن يضرب بجذوره في عمق الموروثات الثقافية، إلا أن نقوشه لم تعد تتقيد بالرسومات التقليدية، بل باتت تتخذ حالياً اتجاهاً أكثر مواكبة للعصر بقيادة خبيرة فن الحناء عذراء خميسة التي تقيم في دبي.
وُلِدَت عذراء وترعرعت في مدينة أورورا الصغيرة خارج تورونتو، ثم انتقلت مع عائلتها إلى دبي قبل نحو 20 عاماً. وعن ذلك تقول: “أراد والداي الانتقال إلى بلد مسلم، فأخذا يبحثان عن مكان آمن. وكانت دبي اختيارهما المثالي ما بين الشرق والغرب”. وفيها التحقت عذراء بمدرسة حكومية حيث درست المناهج الدراسية باللغة العربية، فتعلمت التحدث بطلاقة باللهجة الخليجية. تقول: “انغمسنا في المجتمع الإماراتي، مع عائلة كفيلنا وأصدقاء المدرسة، فأدركنا جمال الإمارات وشعبها”.
ولم تبدأ فنانة الحنّاء تجربة المكياج وخياطة الملابس سوى أثناء سنوات دراستها الثانوية. تقول: “تعلمتها [الخياطة] من جدتي وأمي الحاصلة على شهادة في تصميم الأزياء”. ورغم أن أولى ذكرياتها مع الحنّاء تعود إلى طفولتها حين كانت تشاهدها في حفلات الزفاف، إلا أن الشابة البالغة من العمر 30 عاماً لم تبدأ ممارسة هذا الفن سوى منذ بضع سنوات. تؤكد: “لاحظت مؤخراً تحوّلاً في عالم الحنّاء. فقد أصبح مزيد من النساء يتزيّنّ بها، ليس فقط في المناسبات، بل للزينة ليس إلا”، مضيفةً: “بدأت النقش برسم دائرة كبيرة على راحة يدي، وحاولت أن أجعلها متقنة قدر الإمكان. ومن مشاهداتي على انستقرام والنساء اللواتي ألتقي بهن، أرى أن الحنّاء أخذت تستعيد مكانتها السابقة، حيث أصبحت الأجيال الشابة أكثر تقبّلاً لها وإقبالاً على تجربتها أكثر من ذي قبل”.
“أصبحت الأجيال الشابة أكثر تقبّلاً للحنّاء وإقبالاً على تجربتها أكثر من ذي قبل”
وفي عام 2015، أطلقت عذراء علامة للحقائب الفاخرة باسم “عذراء” Azra تتميز بتصاميمها البسيطة، وتصنع كل قطعة منها في الإمارات. وخلال إطلاق حقيبتها “عذراء لونا”، رسمت عذراء أَهِلّة بالحنّاء على أيدي الضيفات وأذرعهن. كما بدأت نشر نقوشها العصرية على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، فجاءت بخطوط وأشكال مجردة تتسم بالبساطة والقوة. ولم يكن ذلك مجرد خطة تسويقية منها، بل انطلاقة لها في عالم الحنّاء. تؤكد: “أحاول أن أصنع تصاميم يمكن أن أتزيّن بها يومياً مع الأزياء والمجوهرات التي أرتديها”. وتستلهم المصممة الشابة نقوشها من مبادئ الميكانيكا الحيوية للجسم البشري، ومن القمر، وكذلك من التصاميم البسيطة. تعلق: “في الحقيقة، أستلهم تصاميمي من أي شيء – من قصة، أو من الطبيعة، أو من صورة، أو فكرة”. وطبقت ذلك على نحو خاص خلال السنة التي أمضتها في السفر حول العالم. “واتتني فرصة مشاهدة بعض الرسومات من فن الوشم الرائع. ولطالما كنت مفتونة به”. وقد أسهم عالم الوشم في الدفع بالحنّاء إلى دائرة الأضواء العالمية. تقول عذراء: “جمال الحنّاء يكمن في أنكِ يمكنكِ وضعها فوراً. ولا تحتاج إلى أدوات سوى القُمع (أو الطربوش)، الذي يسهل الحصول عليه في دبي”. ورغم أن نقوش عذراء قد تكون عصرية، إلا أنها تستخدم الطرق التقليدية في رسمها. توضح: “أحاول ألا أستخدم سوى الحنّاء العضوية الطبيعية التي تحتوي على مسحوق أوراق الحنّاء المجففة إلى جانب قدر قليل من الزيوت الأساسية التي تساعد في تكثيف اللون”.
وعن غيرها من الفنانات اللواتي يستعنّ بتركيبات جديدة لرسم نقوشهن العصرية، تقول عذراء: “رأيت مؤخراً كثيرات يستخدمن الجاغوا، وهي صبغة مستخرجة من ثمار الجاغوا التي تنمو جنوب أمريكا منذ قرون لتزيين الأيادي. وتتميز بأنها طبيعية ولونها أزرق قاتم، لذا أحبها!”. ولكن لا تستهويها صيحة الحنّاء البيضاء والذهبية التي لاقت إقبالاً كبيراً عام 2017.
وماذا عن مستقبل الحنّاء؟ تجيب عذراء: “أرى أن الحنّاء يتزايد استخدامها وأصبحت مقبولة في جميع أنحاء العالم كأحد الأشكال الجمالية. وهي طبيعية، وسهلة الاستخدام، وممتعة كثيراً”. وباتت عذراء أكثر جرأة في تصاميمها: فقد نشرت في أحدث صورها أصابع مزينة باللهب وبأشكال غرافيكية بمختلف درجات اللون البني. ومثل أي فنانة أخرى، لا زالت الفنانة الشابة تواصل التجربة وتخطى المعايير المجتمعية. تقول: “أتطلع إلى رؤية الحنّاء ترتقي إلى مستوى آخر وآمل أن أكون جزءاً من هذا التوجّه”.
وماذا عن مستقبل الحنّاء؟ تجيب عذراء: “أرى أن الحنّاء يتزايد استخدامها وأصبحت مقبولة في جميع أنحاء العالم كأحد الأشكال الجمالية. وهي طبيعية، وسهلة الاستخدام، وممتعة كثيراً”. وباتت عذراء أكثر جرأة في تصاميمها: فقد نشرت في أحدث صورها أصابع مزينة باللهب وبأشكال غرافيكية بمختلف درجات اللون البني. ومثل أي فنانة أخرى، لا زالت الفنانة الشابة تواصل التجربة وتخطى المعايير المجتمعية. تقول: “أتطلع إلى رؤية الحنّاء ترتقي إلى مستوى آخر وآمل أن أكون جزءاً من هذا التوجّه”.
فريق التصوير:
المكياج Instaglam
العناية بالأظافر Tips & Toes
التقطت الصور بمنتجع نيكي بيتش دبي
نشر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2020 من ڤوغ العربية.