إن فوائد الليمون الأسود المجفّف تجعل استهلاكه ضروريًا بالنسبة للكثيرين، هذا إضافة إلى النكهة المميّزة التي يضفيها على الأطعمة، والتي تدفع بالطهاة المحترفين إلى اعتباره مكوّنًا مهمًا لتحضير مأكولاتهم.
ربّما قد سمعت بالليمون الأسود، ولكن قد لم يخطر على بالك البحث عن كيف ينتهي به المطاف بهذا الشكل بعد أن يكون أصفر ومليئًا بكميّة كبيرة من العصير. فهو عكس الفاكهة والخضار، لا يتمّ تجفيفه عبر تعريضه لأشعّة الشمس وحسب، إنّما يتطلّب الحصول عليه مروره بمراحل مختلفة. فبعد قطفه، يتمّ سلقه في المياه المالحة لسلبه لونه، وبعد ذلك غمره في المياه المتجمّدة، ومن ثمّ تركه ليجفّ حتّى يصبح صلبًا جدًّا. وتتسبّب هذه العمليّة بانكماش حجمه، فيصبح بحجم كرة الغولف، وبلون بنيّ إلى أسود وملمس هشّ وقاسٍ يسهل طحنه. ويمكن تجفيفه بطريقتيْن، الأولى هي التقليديّة، وتتمّ من خلال وضعه على حصائر من أوراق الموز وتعريضه للشمس حيث يتطلّب عدّة أيّام ليتجرّد من الماء، والثانية هي عن طريق وضعه في الفرن والتي تستغرق حوالي اليوميْن.
يُعرَف الليمون الأسود أيضًا باسم «ليمو عماني»، والذي اكتسبه لأنّ إنتاجه تمّ في عمان للمرّة الأولى، وهو حقّق لاحقًا انتشارًا في دول مختلف حول العالم، وأصبح مكوّنًا مهمًها في المطابخ الإيرانيّة والعراقيّة والخليجيّة.
ما طعم الليمون الأسود المجفف؟
مثل الليمون الطازج، يتميّز المجفّف بطعمه الحمضيّ والعطريّ إنّما غير القويّ، وهو يُعرَف بنكهته الغريبة والمُخَمَّرة التي لا يمكن تذوّقها فيه عندما يكون على حاله الأساسيّة. ويتمّ تشبيه نكهته هذه بنبات السمّاق الذي يُعتَبَر أيضًا من المكوّنات الشهيرة في المطابخ الشرق أوسطيّة، بسبب إضفائه طعمًا لذيذًا على الأطباق الرئيسيّة.
فوائد الليمون الأسود
يشتهر الليمون الأسود بخصائصه الكثيرة المفيدة للصحّة، والتي تجعل استهلاكه خطوة مثاليّة لتحسين وظائف مختلفة في الجسم. فهو غنيّ بالحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور، إضافة إلى نسبة مرتفعة من الفيتامين «د» الذي يعدّ مهمًّا جدًّا لصحّة العظام. وفي ما يلي، نعرض لك خمسًا من أبرز فوائده.
1- يعزّز صحّة الجهاز الهضميّ
يحتوي الليمون الأسود نسبة كبيرة من الفيتامين «سي» وحمض الـ «سيتريك» اللذيْن يحفّزان إنتاج الإنزيمات الهضميّة، الأمر الذي يساعد هضم الطعام بسلاسة، وتخفيف الانتفاخ، إضافة إلى الألياف التي تنظّم حركة الأمعاء وتعزّز صحّتها.
2- يدعم جهاز المناعة
إنّ الليمون الأسود غنيّ بالفيتامين «سي» الذي يعدّ عنصرًا في غاية الأهميّة لتعزيز وظيفة الجهاز المناعيّ، وذلك عن طريق تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تحارب الميكروبات المؤديّة إلى الإصابة بالأمراض المعدية، مثل الإنفلونزا، ونزلات البرد، والـ «H1N1»، والالتهابات الرئويّة.
3- يقي من الأمراض المزمنة
إنّ استهلاك الليمون الأسود بكميّات معتدلة يقي من الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكّري، وأنواع السرطان، والخلل في وظائف القلب، ذلك لأنّه غنيّ بمضادات الأكسدة، وأبرزها الـ «فلافونويد» والمركّبات الـ «فينوليّة»، والتي تحمي الخلايا من التلف وتحفّزها على تأدية وظائفها وتقلّل من الإجهاد التأكسديّ.
4- ينظّف الجسم من السموم
من فوائد الليمون الأسود أيضًا، أنّه ينظّف الجسم من السموم، وذلك لاحتوائه الخصائص المسؤولة عن حموضته العالية التي تمنحه النكهة اللاذعة. فهو يعمل على موازنة مستويات الرقم الهيدروجينيّ في الجسم، وتعزيز وظائف الكلى، وتحفيز إنزيمات الكبد التي تطرد السموم من الجسم.
5- يحسّن صحّة الجلد
بما أنّ الليمون الأسود هو مصدر غنيّ بالفيتامين «سي»، هو يعدّ مفيدًا لصحّة الجلد، وذلك لأنّ هذا المكوّن يساعد في إنتاج الكولاجين المسؤول عن شباب البشرة، حيث إنّه يحافظ على مرونة الجلد، ويؤخّر ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة والترهّلات. وبما أنّه يحتوي أيضًا خصائص مضادة للميكروبات والأكسدة، هو يحمي الجلد من الإصابة بحالات تؤدّي إلى التهابه، مثل حبّ الشباب، ويقيه التأثيرات السلبيّة للأشعّة ما فوق البنفسجيّة، وغيرها من العوامل البيئيّة الضارة بالبشرة.
كيفيّة استهلاك الليمون الأسود
يتوافر الليمون الأسود بثلاثة أشكال، إذ يكون إمّا على شكل بودرة يتمّ الحصول عليها بعد طحنه، وإمّا على شكل كريات صغيرة وهو المعروف به، وإمّا على شكل شرائح. ويمكن استهلاكه بأكثر من طريقة للتلذّذ بنكهته، والاستفادة من خصائصه. وفي ما يلي، أبرز هذه الطرق.
- غسله وإضافته كما هو إلى أنواع الأطباق التي تعدّينها، سواء كانت من السمك أو الخضار أو اللحم أو الدجاج، وذلك أثناء إعدادها، حيث يضفي عليها طعمه المميّز أثناء غليانها. ويمكن أن تضيفيه كما هو، أو أن تقطعيه بسكّين حادّ ليذوب بشكل أسرع في السائل.
- طحنه ليتحوّل إلى مسحوق يمكن استخدامه كتوابل أو زينة للأطباق، مثل السلطات، والدجاج المشويّ، والمعكرونة، والخضار المطهوّة.
- إضافة شرائحه إلى مشروبات الكوكتيل والعصائر، إنّما لا يجب الإكثار منها، حيث تعدّ شريحة واحدة كافية لإضفاء الطعم المرغوب.
- غليه مع الأعشاب لتحضير شاي لذيذ ومفيد في الوقت نفسه، وتعدّ هذه الطريقة مثاليّة لاكتساب خصائصه التي تمتزج مع تلك التي تتميّز بها المكوّنات الأخرى لإعداد المشروب الساخن.
كيفيّة تحضير مشروب الليمون الأسود
إنّ أشهر مشروب يتمّ تحضيره من الليمون الأسود، هو «شاي لومي»، وهو يتميّز بطعمه اللاذع، ويتمّ استهلاكه في دول عدّة في الشرق الأوسط. ولتحضيره، طبّقي الخطوات التاليّة:
- كسّري حبّات الليمون الأسود وأزيلي البذور منها كي تتخّلصي من طعم المرارة.
- ضعيها في ماء مغليّ، واتركيها على نار خفيفة لمدّة ربع ساعة.
- صفّي المزيج، وأضيفي السكّر أو العسل.
أضرار الليمون الأسود
كما كلّ مكوّن غذائيّ، يجب استهلاك الليمون الأسود بكميّات معتدلة، لأنّ الإكثار من تناوله يتسبّب بمعاناتك من مضاعفات جانبيّة، وبحدوث خلل في وظائف جسمك. ومن المهمّ أيضًا أن تستشيري طبيبك عن إمكان استهلاكه إن كنت تعانين من حال صحيّة معيّنة، أو تتّبعين علاج محدّد. أمّا أبرز أضراره، فهي:
- الشعور بقرحة في المعدة.
- فقر الدم.
- الارتجاع المريئيّ.
- تسوّس الأسنان.
- التأثير السلبيّ على الكلى.