لا شك في أن اتباع نظام غذائي مناسب ومتوازن ضروري لدعم وظيفة الجهاز المناعي في أجسامنا. وبينما لا يوجد نوع واحد من الأطعمة أو المكملات الغذائية يمكنه أن يحد من إصابتنا بالأمراض بصورة مباشرة – لأن الأطعمة ليست معجزة علاجية – فإن تناول بعض الأطعمة المعروفة باحتوائها على مكونات نشطة بيولوجياً – بالإضافة إلى السلوكيات الوقائية الأخرى مثل الأكل النظيف وغسل اليدين والحفاظ على الحيوية والحركة بانتظام – يساعد أجسامنا بالتأكيد على مقاومة الأمراض.
يمكن أن تساهم الأطعمة التالية في تقوية جهاز المناعة:
مرقة العظام
الفائدة في مرقة العظام – جدتك ستؤكد ذلك!
لطالما اعتبرت المرقة غذاءً شافياً، خاصة إذا كنت تفكر في تناول حساء الدجاج عندما تكون مصاباً بنزلة برد. ويُعتقد أن مرقة العظام تساعد في العديد من الجوانب الصحية – من تحسين وظيفة المفاصل، والمساعدة في التئام الجروح بشكل أسرع، إلى تعديل نظام المناعة وإعادة بناء العظام بالكولاجين. لكن المشكلة هي أن هناك عدداً قليلاً جداً من الدراسات العلمية حول الخصائص الصحية المحددة لمرقة العظام. علاوة على ذلك، لا توجد وصفة واحدة لها، إذ يمكن تحضيرها من عظام حيوانات مختلفة، وبنكهات مضافة (مثل البصل والأعشاب)، وبطرق طهي عديدة (بضع ساعات من الغليان مقابل 24 ساعة أو أكثر). وقد تؤثر كل هذه المتغيرات على الخصائص الغذائية، وستعطيك مرقة مختلفة. وفي جميع الحالات، تعتبر المرقة طريقة جيدة لترطيب الجسم، لأنها تعزز من مستوى الصوديوم والإلكتروليتات الأخرى التي يفقدها الجسم بسبب العرق أو الإسهال بعد الإصابة بفيروس كوفيد، كما أنها توفر فرصة لتناول الطعام المطبوخ في المنزل.
الخضراوات الورقية الخضراء
النصيحة القديمة لتناول الخضراوات الخضراء ما زالت نافعة!
تتمتع الخضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ واللفت والكرنب بسمعة ممتازة ومعروفة في تعزيز مناعة الجسم، بغض النظر عن مدى كرهك لها! وتسمى الصبغة التي تمنح أوراقها ذلك اللون الأخضر بالكلوروفيل – وهي تشبه في تركيبتها الهيموغلوبين. ويُعتقد أن هذا التشابه يساعد في تكوين خصائص الدم التي هي جوهر نظام المناعة. إلى جانب ذلك، فإن الأوراق الخضراء غنية أيضاً بالحديد والفيتامينات والمعادن، وعلى وجه التحديد فيتامينات A و C، والتي تعد جميعها ضرورية لوظيفة المناعة السليمة.
الفواكه والخضراوات الملونة
كلما احتوى طبقك على أصناف ملوّنة، كلما كان أفضل
تمتاز الفواكه والخضروات الملونة مثل البرتقال والفلفل الأحمر بأنها غنية بفيتامين C المعروف بقدرته على «تقوية المناعة». إن فيتامين C بالفعل أحد مضادات الأكسدة القوية التي تساعد الجسم على إصلاح الأنسجة، والحد من تدهور الخلايا، وكذلك الحفاظ على صحة البشرة والأوعية الدموية. وفي حين أنه من غير المحتمل أن يؤدي تناول فيتامين C إلى منع الإصابة بنزلة برد مثلاً، إلا أن الأبحاث تظهر أنه يساعد في تقليل مدة نزلات البرد. ومن السهل الحصول على فيتامين C من الأطعمة؛ إذ أن تناول كوب واحد فقط من الفلفل الأحمر المفروم يوفر حوالي 211% من القيمة اليومية التي يحتاجها الجسم من فيتامين C، وهو ما يعادل حوالي ضعف البرتقال (106%).
الكركم
أضف اللون والنكهة والمناعة إلى أطباقك
استخدم الناس الكركم في ممارسات الطب التقليدي لمئات السنين. ومع ذلك، لم يكن العلماء متأكدين تماماً من السبب، حتى اكتشفوا مجموعة من مضادات الأكسدة لمادة البوليفينول في الكركم تسمى «الكركمين»، والتي تعطي الكركم لونه الأصفر الغامق والجميل. ومن المعروف الآن أن «الكركمين» له خصائص مضادة للفيروسات وللأكسدة، ولمرض السكري أيضاً، وتتم دراسة خصائصه وقدراته في علاج حالات مرضية مثل التهاب المفاصل، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتهابات الأمعاء. ومن الناحية الغذائية، يعتبر الكركم أيضاً من أغنى مصادر الغذاء بالحديد – حيث توفر ملعقة صغيرة واحدة (3 غرام) من مسحوق الكركم 2 ملغم من الحديد، والتي تمثل حوالي 10% من الاحتياجات اليومية للبالغين. ويمكنك بسهولة تضمين الكركم في نظامك الغذائي عن طريق إضافته إلى الشاي أو إلى وصفات مثل الكاري.
الثوم
درء الأمراض على الفور
كان أسلافنا منذ قرون يروجون للخصائص المفيدة للثوم، واعتادوا على استخدامه منذ فترة طويلة كعلاج تقليدي للالتهابات. وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أيضاً فاعلية الخصائص العلاجية للثوم في حالات العدوى الشبيهة بالإنفلونزا، بالإضافة إلى عدد من الأمراض مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول. وتعود الفوائد الصحية للثوم إلى تركيزه الشديد لمركب يحتوي على الكبريت يسمى «9الأليسين»، والذي يتم إطلاقه عند تقطيع الثوم أو هرسه، ويكون مسؤولاً عن رائحته النفاذة. ومن المعروف أن الأليسين ومضادات الأكسدة الموجودة في الثوم تمارس أنشطة مضادة للميكروبات في الجسم تساعد في محاربة الالتهابات وتدعم وظيفة الجهاز المناعي. ولا يعد الثوم مفيداً للصحة فحسب، بل إنه غني بالنكهة، ويعتبر من أنواع الخضراوات سهلة الاستخدام في نظامك الغذائي، ويمكن إضافته إلى أي شيء. وإذا قمت بهرس الثوم وتركته جانباً لمدة عشر دقائق قبل الطهي، فهذا يساعد على حماية محتوى «الأليسين». وأيضاً، يساعد إضافة الثوم بعد الطهي في الاحتفاظ بالمزيد من الخصائص الطبية له، حيث أن طهي الثوم يُفقد الأليسين بعضاً من خصائصه القوية.
ومن الأطعمة والمكونات الغذائية الأخرى التي تستحق الذكر أيضاً زيوت الأسماك، والزنجبيل، والزبادي، والأطعمة المختمرة الأخرى، والبلسان، والعرقسوس. لمزيد من المعلومات حول هذا الحدث، يرجى متابعة صفحتنا @valeo.feelyourbest، وللاطلاع على خطط وباقات Valeo الصحية، تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني: https://feelvaleo.com/
بقلم: زينب جعفر، أخصائية تغذية سريرية وعامة في Valeo