هناك الكثير من المعتقدات والأخطاء الشائعة التي تجعلك مقيّدة بروتين أو بنظام غذائي بعيداً كل البعد عن الواقع، اكتشفي كيف يمكن أن تتّبعي حياة أكثر صحية ونمطاً أكثر واقعية مع هذه الحقائق
الصورة لصالح ڤوغ العربية، عدد سبتمبر ٢٠٢٠، المصور Sharif Hamza
لنبدأ بمشاركة التعريف غير العلمي للاعتقادات والأفكار الصحية الخاطئة، كما يصفها الدكتور شميرلينغ من شعبة هارفارد للتعليم الصحي «هارفارد هيلث»، والتي تشمل ما يلي:
كثير من الناس يؤمنون بها.
لا يوجد دليل علمي مقنع لدعمها.
هناك على الأقل بعض الأدلة العلمية ضدها.
قد يكون لها تفسير علمي مُصطنع، وقد يكون لها أيضاً جاذبية حدسية.
الفكرة تتحدى الفهم الأساسي للبيولوجيا.
وهناك أيضاً سمتان للعديد من الاعتقادات الصحية الخاطئة الشائعة:
احتمالية أن تؤذيك فعلاً
دافع ربحي (من قبل أولئك الذين يروّجون لها)
الاعتقاد الخاطئ الأول: يحتاج جسم الإنسان إلى التخلص من السموم بين الحين والآخر
اتخاذ خطوات لإزالة السموم من أجسامنا والتخلص من السعرات الحرارية ببساطة يعتبر فكرة خاطئة جداً. فإن جسم الإنسان قادرعلى إزالة الشوائب من الدم بشكل طبيعي، في المقام الأول من خلال الكبد، حيث تتم معالجة السموم للتخلص منها. ويزيل الجسم أيضاً السموم عبر الكلى، والأمعاء، والرئتين، والجهاز الليمفاوي، والبشرة، والجهاز المناعي. لذا، امنح جسمك فترة للراحة، وتحرّر من فكرة التخلص من السموم.
الاعتقاد الخاطئ الثاني: كل الدهون ضارة
كثيراً ما نسمع أن علينا استبعاد الدهون من نظامنا الغذائي. ويُنظر إلى الدهون على أنها غير صحية بسبب كمية الطاقة العالية للسعرات الحرارية التي تولدها، وكذلك دورها في انسداد الشرايين، وأنها تجعلنا نعاني من البدانة. ولكن كي لا نخطئ – تحتاج أجسامنا للدهون لتوفير الأحماض الدهنية الأساسية، وامتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون. علاوة على ذلك، تُظهر الأبحاث الحديثة أن الدهون عالية الجودة تحمي القلب، مثل الدهون غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون.
الاعتقاد الخاطئ الثالث: الغلوتين مؤذي
الغلوتين هو بروتين موجود في العديد من الحبوب، بما في ذلك القمح. يعاني مرضى الاضطرابات الهضمية «السيلياك» الذين يشكلون 1% من سكان العالم، من رد فعل مناعي بسبب تناول الغلوتين، ويصابون بالتهاب وتلف في الأمعاء، وأجزاء أخرى من الجسم عند تناوله ، ولذلك ينبغي عليهم اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين. من جهة أخرى، هناك أشخاص لديهم “حساسية” من الغلوتين. ومع أن اختباراتهم لمرض «السيلياك» طبيعية، تظهر عليهم أعراض مثل الانتفاخ أو المغص كلما تناولوا أطعمة تحتوي على الغلوتين. ومن المنطقي أن تتجنّب تناول الغلوتين إذا كان يجعلك مريضاً أو تشعر بأنك لست على ما يرام، ولكن بالنسبة لبقيتنا، فإن الابتعاد عن الغلوتين لن يفيدك .
الاعتقاد الخاطئ الرابع: البيض يرفع الكوليسترول
غالباً ما يُتهم البيض بتأثيراته الضارة بسبب صفار البيض الذي يحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول. وفي الواقع، لا توجد بيانات كافية تُظهر أن استهلاك الكوليسترول ضمن الأنظمة الغذائية يؤثر على مستويات الكوليسترول في الدم. إن المستويات الضارة للكوليسترول لدينا تتأثر بشكل أكبر باستهلاك الدهون المشبعة والمتحولة. الحفاظ على مستوى الكوليسترول تحت السيطرة من خلال مراقبة هذه الدهون في نظامك الغذائي. فإن البيض يعد مصدراً للبروتين عالي الجودة والغني بالعناصر الغذائية الهامة، لذا لا تفوّت فرصة الاستفادة من القيمة الغذائية التي يزخر بها.
الاعتقاد الخاطئ الخامس: تناول هذا المكمّل الغذائي. لقد ساعدني، ويجب أن يساعدك أيضاً
هل أخبرك أحد من قبل أنه يجب عليك تجربة هذا المكـمّـل الغذائي لأنه سيغير من حياتك؟ مفاجأة: قد لا يكون كذلك.
قد يكون اتباع نصيحة شخص آخر بشأن المكملات الغذائية أمراً مقنعاً، لأنه يأتي مع دليل حي على فعاليتها. ومع ذلك، يمكن لهذه الأدلة الشخصية والمحكية من أشخاص غير مؤهلين أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج مبالغ فيها وغير مفهومة، ولا تتعدّى فوائدها مجرد تناول المكملات الغذائية بشكل عشوائي. ويمكن لذلك أن يزيد من مخاطر التسمم، والتفاعل الدوائي، والآثار الجانبية، أو أن تكون تجربة غير فعالة بتاتاً. يجب أن تكون المكملات الغذائية مخصصة ومناسبة لاحتياجات الجسم، وبما يتماشى مع نتائج فحوصات الدم والتاريخ الطبي للفرد. ويعد اختبار الدم أحد أقوى الطرق لفهم ما يجري داخل جسمك، وتحديد حاجتك إلى المكملات الغذائية.
جايمي ريتشاردز، اختصاصي في العلاج النفسي والعصبي المناعي، وأخصائي تغذية، ومدرب صحة في Valeo
