لأنها امرأة مسلمة ترتدي الحجاب منذ أن كانت في العشرينيات من عمرها، لم تتخيل المدوّنة النافذة على مواقع التواصل الاجتماعي، أمينة خان، قط أنها ستتصدر يوماً حملة دعائية كبرى لمستحضرات العناية بالشعر. وتشعر العارضةُ بأنها تسهم في نشر رسالة مهمة بتلبية الدعوة التي تلقتها من علامة لوريال باريس للانضمام إلى مجموعة من الرجال والنساء من مختلف الأعراق المشاركين في حملتها الدعائية الجديدة لمنتجها إلڤيڤ، والتي تنتشر عبر وسائل إعلامية متعددة.
موضوع متصل: المدوِّنة الأمريكية التي أساءت للحجاب لم تتوقع مطلقاً أن تنتقدها جيجي حديد
وعن هذه الحملة قالت أمينة في لقائها مع ڤوغ: ’’كم علامة تقْدِم على مبادرات من هذا القبيل؟ ليست كثيرة. إنهم يضعون حرفياً فتاة ترتدي الحجاب –ولا يمكن رؤية شعرها– في حملة دعائية لمنتجات العناية بالشعر. لأن ما يقدرونه حقاً في حملتهم هذه هو الأصوات التي نمثلها‘‘. وتضيف: ’’وهذا يدفعك إلى التساؤل – لماذا يُفترض أن النساء اللواتي لا يكشفن عن شعرهن لا يعتنين به؟ وبالمثل، يُفترض أن كل امرأة تكشف عن شعرها هي فقط مَن تعتني به من أجل إظهاره أمام الآخرين. وهذه العقلية العقيمة تجردنا من استقلالنا وإحساسنا بخصوصيتنا. فالعناية بالشعر تعد جزءاً كبيراً من العناية الشخصية‘‘.
وتشير خان إلى أنها لا تكشف عن شعرها أمام الناس، ولكنها تقضي جلّ يومها في المنزل مع أحبائها دون حجاب. علاوة على ذلك، تعتبر شعرها مهماً بالنسبة إليها سواء شاهده الناس أم لا.
موضوع متصل: رائدات الأناقة يلهمنكِ ست أفكار لتنسيق الإطلالة المحافظة
وتوضح قائلةً: ’’بالنسبة إليّ، شعري هو امتداد لأنوثتي. وأحب تصفيفه، وأحب أن أستخدم المنتجات التي تعتني به، وأحب أن أشم رائحته اللطيفة. فهو يعبر عن شخصيتي، حتى وإن كان هذا التعبير لا يظهر سوى في حياتي المنزلية أو أمام أحبائي، وأنا نفسي عندما أنظر إلى المرآة، أرى فيه شخصيتي. وإذا شعرت أن شعري دهني وأنا أرتدي الحجاب، سأظل أشعر بالاشمئزاز طوال اليوم – حتى وإن كان مغطى‘‘.
وأكثر ما يجعل هذه الحملة على جانب كبير من الأهمية وخطوةً طال انتظارها كثيراً هو ما ستثيره من مناقشات ومشاعر لدى الشابات اللواتي سيشاهدونها ويعثرن أخيراً على نساء يتعلقن بهن ويتشابهن معهن على شاشات هواتفهن الذكية وعلى صفحات مجلاتهن. وقد حوّلت لوريال باريس في السنوات الأخيرة رسالةَ حملاتها الدعائية ’’لأنكِ تستحقينه‘‘ إلى شعار أكثر ديمقراطيةً، ما جعل فئات متنوعة من النساء يشعرن بأن العلامة تحتفي بهن، بدلاً من قصر تلك الحملات على النساء اللواتي يشبهن العارضتين دوتزين كرويس وكارلي كلوس، وكذلك المغنية شيريل كول في العالم.
تقول خان: ’’لم أرتدِ الحجاب سوى في العشرينيات من عمري، ولكن حتى قبل ذلك الحين لم أكن أرى أي امرأة تشبهني في الإعلام. وكان ظهور وجه من ذوات البشرة البنية في التلفزيون أمراً يحتفى به لندرته!‘‘. مضيفةّ: ’’كنت أتمنى دوماً أن أظهر بشكل ما في التلفزيون أو الإعلام ولكني شعرت بأنه حلم بعيد المنال لذا لم أسعَ لتحقيقه، فقد ظننت أن لا شيء سيُصنع من أجلي. وهذا عار. أعتقد أنني لو كنت شاهدت حملة كهذه كنت سأشعر بالانتماء أكثر. وأنا أثق في أن لوريال ستنقل الرسالة جيداً. وإذا كانت الرسالة أصيلة وصوتها أصيلاً، لا يمكن لأحد أن يستنكر ما تقوله‘‘.
وهذا ما نود استمراره في عام 2018.
نشر هذا المقال للمرة الأولى على موقع Vogue.co.uk
موضوع متصل: تعرفي إلى شهيرة يوسف.. أول عارضة أزياء محجَّبة تحظى بعقد مع وكالة ستورم مانجمنت