سعاد حسني Photo: bedor_90/Instagram
ظهرت طلة العيون القططيّة في الحضارة الفرعونيّة القديمة، حيث أحاطت كليوباترا عينيها بكحل سميك بلون أسود، صنع من مزيج من المعادن كالنحاس الخام والمرمر. كما رسمت النساء خطوطاً عريضة باللونين الأخضر والأسود ليبروزن أعينهن، فقد كان الكحل وسيلة للحماية من أعين الشر بقدر ما كان وسيلة جماليّة كذلك.
انتشر في الفترة ذاتها استخدام الكحل بين سكان الشرق الأوسط، حيث استخدم البدو من الرجال والنساء مسحوق كبريتيد الرصاص لحماية محيط العين الحساس من الأجواء الصحراويّة القاسية، حتى تحول إلى الرسمة العصريّة المجنّحة التي تتزين بها جميلات العرب اليوم.
ولم تصبح رسمة العيون القططيّة ظاهرة عالميّة حتى اخترعت ميبيلين الكحل السائل في الخمسينيات، وتألقت نجمات الشاشة الفضيّة أمثال: سعاد حسني وهند رستم وشويكار بإطلالات متنوعة ولافتة منها، سواء رسمت بشكل رفيع على خط الرموش، أو مدّت بصورة جريئة حتى الصدغين، ليتناسق مع ألوان العيون الداكنة التي يتمتعن بها. أما في أوروبا، فقد اختارت الممثلة الفرنسيّة بريجيت باردو الكحل الأسود ليصاحب إطلالتها الأيقونيّة بتسريحتها الرائعة ذات الحجم اللافت، ثم تبع الجميع خطاها فيما بعد.
Vintage Max Factor ad for peel-off eyeliner.
نشرت بعد عقد من الزمان صور العارضة تويغي بكحل فنّي مع رموش غزيرة، لتعود سيادة الكحل الأسود من جديد حتى السبعينيات حيث حصرت إحاطة العينين بالكحل لعشاق أسلوب الغوث والبانك. وفي الثمانينات عاد الكحل ولكن هذه المرة كان أقل بريقاً بحيث يقترب من أسلوب الغرونج. واعتمدته أيقونات الموسيقى أمثال: مادونا وسيندي لوبر وكيم جوردن اللواتي ظهرن على المسرح بكحل ملطّخ يصاحبه شعر ذو لون بلاتيني لافت.
Fendi Spring 2017 Ready-to-Wear. Photo: Indigital.Tv
يستخدم الكحل اليوم في العديد من الإطلالات المتنوعة، منها ما هو ملوّن وفنّي وعريض أو ملطّخ، كما يمكن أن يحوّل إطلالتك من الأناقة والرقي إلى التألق بأسلوب مبسّط بحسب التقنية المستخدمة. وشاهدنا أسلوب العيون القططيّة في إطلالات المشاهير ابتداءً من أديل ولانا ديل راي وانتهاءً بميريام فارس، حتى أنه هيمن على إطلالات العارضات في عروض ربيع 2017 نذكر منها الرسمة الغير متصلة التي زينت عارضات فندي، وهذا أكبر دليل أنه ومع تغيّر صيحات الجمال، يظل الكحل الأسود باقياً كإطلالة كلاسيكيّة خالدة.
