تحظى تطبيقات تعديل الصور بإقبال كبير، حتّى إنّ الكثيرات يصبحن مهووسات باستخدامها، لدرجة أنهنّ يمتنعن عن إبقاء أي صورة على الهاتف من دون تعديلها.
يزداد الإقبال على استخدام تطبيقات تعديل الصور بوتيرة سريعة من قِبَل الجنسيْن والفئات العمريّة المختلفة، وإذا كنت من بين هؤلاء، فأنت على الأرجح تظنّين أنّها سهّلت حياتكِ، ولكن الحقيقة أمَرُّ من ذلك! فقد أفادت تقارير “ميتا” أنّ أكثر من 600 مليون شخص يستعينون بالـ “فيلتر” على “فيسبوك” و”انستغرام” لالتقاط صورهم. وفي تقرير نشرته “جامعة سيتي في لندن”، كشفت أنّ الاستعانة بالـ “الفيلتر” لتعديل المظهر في الصور والفيديوهات، يحظى بشعبيّة متزايدة، مشيرة إلى أنّ 90٪ من مستخدمي “سناب شات” من فئة الشباب من فرنسا والمملكة المتّحدة والولايات المتّحدة الأميركيّة يقومون بذلك. وقد اكتشف الباحثون في هذه الجامعة من خلال بحث أجروه على عيّنة مؤلَّفة من 175 مشاركًا، بمتوسّط أعمار 20 عامًا، أنّ 90٪ من الشابات يلجأن إلى تعديل صورهنّ، وأكثر ما يقمن به، توحيد لون البشرة أو تسميرها أو تفتيحها، وتبييض الأسنان، وتنحيف مناطق معيّنة في الجسم، وتغيير شكل الأنف، وتحديد الفكّين، وجعل الشفاه أكثر امتلاءً، وتكبير العينيْن.
أنت بالطبع ممتنة لمَن وراء ابتكار هذه التطبيقات التي تغيّر الكثير في مظهرك خلال ثوانٍ، سواء قبل التقاط الصورة أو الفيديو أو بعد قيامك بذلك، ولذا لن تجدي أي مشكلة في حال عدم تطبيقك للمكياج أو تصفيف شعرك. كذلك، هي تساعدك على تجميل ملامح جسمك، مثل تنحيف بعض المناطق فيه أو إخفائها أو جعلها أكثر امتلاءً، لتبدي في الصور بالإطلالة التي تحلمين بالتمتّع بها. هذه الأمور التي تعتبرينها إيجابيّة، تقابلها سلبيّات تجعل هذه التطبيقات مدمّرة لحياتك إن تحوّل استخدامها إلى هوس بالنسبة لك، وما تقرئينه في ما يلي، سيدفع بك للتوقّف عن الاستعانة بها!
تُظهرك ضعيفة الشخصيّة أمام الآخرين
عندما يرى زملاؤك في العمل وأصدقائك وأفراد عائلتك أنّ مظهرك في الصور يختلف عمّا أنت عليه في الحقيقة، سيعتبرونك ضعيفة الشخصيّة وغير واثقة بنفسك، وهذا الأمر قد يؤثّر بطريقة سلبيّة على طريقة تعاملهم معك. هذا سبب كافٍ لتتوقّفي عن استخدام هذه التطبيقات، إذ عليك أن تسلّطي الضوء على صفاتك الشخصيّة المميّزة، فهي التي تجعلك محبوبة من قِبَل الآخرين، لا شكل وجهك وجسمك.
تمنعك من تقبّل ذاتك
رغم الجهود الكبيرة من الكثيرين لتشجيع المرأة على تقبّل ذاتها وتعزيز ثقتها بنفسها وكسر المعايير الجماليّة التي تحول دون تحقيق ذلك، أصبح هذا الأمر صعبًا في ظلّ وجود تطبيقات تعديل الصور. فبسببها، لن تري ملامح وجهك جميلة حتّى وإن كانت كذلك، وستشعرين بإحباط وانعدام بالثقة بنفسك في حال لاحظت ظهور أي شائبة في وجهك حتّى وإن كانت عاديّة، وقد يصل بك الهوس إلى حدّ التوقّف عن تناول الطعام لتحقيق الوزن الذي جعلتك هذه التطبيقات تعتقدين أنّه المثاليّ. ستجدين نفسك في نهاية المطاف لست مهتمّة سوى بالعناية بمظهرك، وقد يؤدّي ذلك إلى خضوعك لعمليّات تجميل أنت بغنى عنها، وإلى إنفاق ميزانيات كبيرة على مستحضرات التجميل، وسيسوء الأمر أكثر… فأنت ستعتقدين أنّ ذلك سيجعلك تصبحين كما تبدين عليه عندما تعدّلين مظهرك على هذه التطبيقات، إلّا أنّ الأمر في الحقيقة لن يوقفك هنا، بل ستجدين دائمًا حاجة باللجوء إليها! وفي نهاية المطاف، ستُدمنينَ على ذلك، وستجدين صعوبة كبيرة جدًّا في تقبّل مظهرك، ويومًا بعد يوم، ستعانين من تدهور ثقتك بنفسك.
تتسبّب بمعاناتك من مشاكل نفسيّة
عندما تستخدمين هذه التطبيقات، ستبدئين بالمقارنة بين مظهرك الحقيقيّ وذلك المزيّف، وحتّى ولو كنت تحبّين كيف تبدين في الحقيقة، ستشعرين مع مرور الأيّام بأنّك تكرهين ملامح وجهك، وبرغبة شديدة بالظهور كما في الصور التي أجريتِ التعديلات عليها. هذا الأمر سيولّد في داخلك شعورًا بالإحباط، وعدم الرغبة بمقابلة الآخرين كي لا يروا مظهرك الحقيقيّ، ما سيؤدّي إلى انعزالك عن المجتمَع، وبالتالي إلى معاناتك من حالات نفسيّة مثل الاكتئاب والتوتّر والعصبيّة المُفرِطة.
كيف تتوقّفين عن استخدام تطبيقات تعديل الصور؟
لقد حان الوقت لتتوقّفي عن تعديل صورك إذا رأيت أنّ الأمر زاد عن حدّه، قبل أن تقعي ضحيّة ذلك وتدمّري ثقتك بنفسك وعلاقاتك بمن حولك ومسيرتك المهنيّة أو الدراسيّة. وأوّل ما عليك القيام به لتنجحي بذلك، هو أن تقنعي نفسك بضرورة اتّخاذك هذه الخطوة، وسيساعدك بذلك مسح التطبيقات عن هاتفك، والبدء بالتأمّل في مظهرك والتركيز على المقوّمات التي تعجبك فيه. فإذا كنت مثلًا تمتلكين لون عينيْن مميّزيْن، انظري إليهما في المرآة يوميًّا وامدحي نفسك، ولا تتردّدي بتطبيق مكياج ناعم لإبرازهما، أو ركّزي مثلًا على شعرك وابتسمي أثناء تسريحه وتصفيفه، أو على ابتسامتك… ومن الأمور التي ستساعدك بالامتناع عن تعديل صورك أيضًا:
- التوقّف عن مقارنة صورك بصور أخريات، لأنّهنّ عدّلن على الأرجح صورهنّ ليبدون كما تريهنّ.
- اسألي نفسك، كيف سأشعر بعد أن أنشر هذه الصورة وأنظر إلى نفسي؟
- تواصلي أكثر مع ذاتك، وذلك من خلال ترديد عبارات تعزّز ثقتك بنفسك يوميًّا، وممارسة هوايات تُشعرك بالسعادة والراحة، مثل تمارين اليوغا والرسم.
- توقّفي عن متابعة الأشخاص الذين تشعرين بغيرة عندما ترين صورهم، وتابعي من يولّدون في داخلك شعورًا تحفيزيًّا.
- انخرطي أكثر في العالم الحقيقيّ، فقابلي أصدقاء غير مزيّفين، ويتصرّفون على طبيعتهم، ويحبّون الحياة ويفكّرون بطرق إيجابيّة.
- تجنّبي التواجد مع أي شخص ينتقدك، واجعلي ثقتك بنفسك تتغلّب دائمًا على محاولتهم تدميرها.
اقرئي أيضًا: عادات صحيّة تمارسها النجمات للتخلّص من المشاعر السلبيّة