منتجع كانيون رانش
قمت مؤخراً بزيارة منتجع كانيون رانش ويلنيس الصحي الذي افتُتِح حديثاً في مشروع كابلانكايا بتركيا للتمتع بحمام تركيّ تقليديّ حقيقي. حيث وددت أن أتخلص هناك من البشرة الباهتة والهالات السوداء تحت العيون والخضوع لنظام غذائي صحي إضافة إلى التمتع بقسطٍ وافرٍ من النوم. اشتهر عدد كبير من النجوم (بمن فيهم شاكيرا وإيـﭭا لونغوريا) بقضاء بعض الوقت في المنتجع الصحي هذا والمعروف بتركيزه الشديد على تنقية الروح وإنعاش الجسم وبث الحيوية والنشاط فيه من جديد. إليكم هنا ما اكتشفناه في المنتجعٍ الصحيّ العالميّ الفريد من نوعه هذا.
اليوم الأول: الوصول إلى المنتجع
بدأت رحلتي بداية وعرة بكل معنى الكلمة، حيث أخذني السائق عبر طرقات جبلية متعرجة محاطة بأشجار زيتون كبيرة مُعمّرة للوصول إلى المنتجع الذي يبعد عن المطار قرابة ساعة بالسيارة (أو 30 دقيقة باليخت و10 دقائق بطائرة الهليكوبتر بدلاً من ذلك).
يعتبر منتجع كانيون رانش الذي يقع على قمة تلة عشبية خضراء مطلة على بحر إيجا الرائع جزء من مشروع كابلانكايا. وهو مشروع بقيمة مليار دولار أمريكي تم إنشاؤه لتطوير الفنادق والمنتجعات الصحية على طول الساحل التركي على البحر المتوسط، حيث يبعد المنتجع مسافة 20 دقيقة عن مدينة بودروم. وقد تم اختياره كأفضل منتجع صحي على الإطلاق بسبب مناظره الطبيعية الأخاذة الآسرة للقلوب وأساليب العلاج التقليدية القديمة فيه.
منتجع كانيون رانش
رحّب بي طاقم الموظفين بحرارة شديدة حال وصولي قبل أن يأخذوني إلى الجناح الخاص بي. حيث تضمنت غرفتي خزانة ملابس كبيرة وحوض استحمام رخامي وشرفة تطل على البحر إضافة إلى سرير فخم كبير. تضمنت قائمة الأنشطة المقررة المعروضة خلال فترة إقامتي التي تمتد لمدة ثلاثة أيام (دون رسوم إضافية بالنسبة للضيوف) نشاط مشي على الساحل في تمام الساعة 7 صباحاً ودرس يوغا إضافة إلى جلسة ركوب دراجات داخلية بعد الظهيرة.
علاج شياتسو المائي
قررت بعد يومٍ طويل من السفر انتقاء الخيار الأكثر راحة والاسترخاء فقمت بزيارة النادي الصحي للمنتجع حيث يمكنني الاختيار بين تشكيلة واسعة من العلاجات بدءاً من جلسات العلاج المائي والالتفاف بالطين وحتى جلسات التدليك والمساج. وقد اخترت القيام بجلسة علاج شياتسو المائي وهو عبارة عن نوع لطيف من علاج الجسم يتم تطبيقه في حوض من المياه الدافئة. شرحت لي المعالجة الفيزيائية التي جاءت بالطائرة للتو من منتجع توكسون كانيون رانش لتطبق جلسات العلاج هذه بأنها سوف تلوي وتمط وتحني جسدي بلطف في عدد كبير من الوضعيات بينما أطفو في حوضٍ من المياه الحارة لتكون جلسة العلاج تلك بمثابة “تهيئة عقلية تعيد الجسم إلى وضعه الطبيعي”. كانت هذه الجلسة إحدى أكثر تجارب الاسترخاء راحة وتحفيزاً على النوم العميق بين تلك التي حظيت بها من قبل.
اليوم الثاني: التجول في المنتجع واستكشاف أقسامه
تم اصطحابي عقب تناول وجبة فطور لذيذة في جولة سريعة حول المنتجع الضخم هذا. يضم المنتجع الذي يمتد على مساحة تزيد عن 15,000 متر مربع عدداً من المرافق ووسائل الراحة المختلفة بما فيها مطعمين وشاطئ خاص وناديٍ صحي وصالون لتصفيف الشعر ومركز لياقة يضم أطباء ومدربي رشاقة وأخصائيي تغذية إضافة إلى أخصائيين في علم وظائف الأعضاء وغرفة طوارئ إضافة إلى 150 ﭭيلا و141 غرفة وجناح رئاسي (كانت تقيم فيه عائلة ملكية عربية خلال فترة تواجدي هناك) وجميعها تحظى بإطلالة ساحرة على بحر إيجا. كما سيحظى الأشخاص الراغبون بالتخلص من إدمان التقنيات الرقمية بفائدة كبيرة أيضاً حيث لا تتوفر تغطية خلوية للهواتف الذكية هناك.
منتجع كانيون رانش
درس الطهي والأكل الصحي
توجهت بعد الانتهاء من جولتي إلى إحدى القاعات الإدارية لحضور محاضرة عن السمنة يلقيها الطبيب المتخصص في الأمراض الباطنية الدكتور خليل إرتورك. تحدثت خلال المحاضرة مع أحد الحضور الآخرين وهو رجل في منتصف العمر اسمه يوسف حيث قال لي موضحاً كيف دفعته التجربة المهددة للحياة المرتبطة بالوزن الزائد إلى عزل نفسه لمدة شهر كامل حيث خسر 4.5 كيلو وحظي بالطمأنينة وراحة البال منذ ذلك الوقت وأنه ما زال بإمكانه تناول كل ما يشتهيه “أتيت إلى هنا منذ أسبوعين، ولم أشعر بأفضل من هذا الشعور من قبل على الإطلاق”.
منتجع كانيون رانش
ربما تكون تلك هي نقطة قوة منتجع كانيون رانش الرئيسية. فلا تقتصر وجبات العشاء على نظام غذائيّ من العصائر السائلة ومكونات البروبيوتيك والشوربات خلافاً لباقي المنتجعات الصحية. حيث يتم تحضير الأطعمة التي تشمل كافة الأطباق والأنواع بدءاً من اللحم وحتى حلوى الآيس كريم في المطبخ باستخدام مكونات عضوية طبيعية مما يعني بأنكم غير مضطرين للتضحية بالمذاق اللذيذ سعياً للحصول على الصحة المثالية. وقد تم التأكيد على ذلك أيضاً خلال درس الطهي المسائي مع رئيس الطباخين حيث نقوم بتحضير وجبة سمك بحري طازج باستخدام مكونات محلية من البحر المتوسط تم شراؤها من السوق القريب.
جلسة الفرك والتدليك الشاملة
حضرت بعد الغداء جلسة تمارين مائية تلاها القيام بحمام تركيّ. حيث أُخِذت إلى حجرة بخار شديدة الحرارة وتمددت على لوحٍ من الرخام. ثم نُقِلت بخفة بعد فرك أطرافي ورغي الصابون بشدة عليهم باستخدام قفاز فرك داكن للقيام بجلسة فرك وتقشير وجهي باستخدام مجموعة تاتا هاربر الخالية من المواد الكيميائية من مستحضرات العناية بالبشرة. كانت مسام الجلد قد تفتحت بشكلٍ كامل عند الانتهاء من طقوس الحمام البخاري هذا مما سمح للمعالجة الفيزيائية أن تمنح بشرتي علاج تطهير وتعقيم عميق. هل ترغبن بمعرفة النتيجة النهائية؟ بشرة منتعشة ناعمة كالحرير من الرأس وحتى القدمين بشكلٍ مذهل لا يصدق.
منتجع كانيون رانش
اليوم الثالث: نزهة صباحية
خرجت من غرفتي في تمام الساعة الـ8 صباحاً للتمتع بمشاهدة شروق الشمس جانب الشاطئ. غير أنه سرعان ما تبددت رغبتي بالجلوس والاستلقاء حالما رأيت المشهد الخلاب المدهش للتلال المتماوجة والأمواج المتلاطمة. شعرت خلال المشي بشحنة مفاجئة من الطاقة والحيوية فلم أعد أشعر باللهث وانقطاع النفس أو المشقة في اتباع نصائح مدرب اللياقة الخاص بي. وقد جاءت شحنة الطاقة السريعة هذه بتأثير معزز للمزاج استمر طوال النهار.
تم استقبالي حال عودتي إلى الفندق بطاولة على هيئة بوفيه مفتوح تحتوي على الأومليت والفواكه الطازجة والزبادي اليونانية وتشكيلة واسعة من الجبنة إضافة إلى أباريق من العصير الطازج. أمر مرشد برنامجي السياحي رئيس الطهاة بتوضيب القليل من الشطائر والفاكهة وزجاجات المياه المعدنية لي بينما كنت أحزم أمتعتي في الحقيبة. وأخبرته بدوري عن إحساسي وكأنني ولدت من جديد وعبرت له عن مدى حزني بمغادرة المكان الرائع هذا.
بدأت بعد أيام قليلة فقط من تلك الرحلة بإدخال السكر والكربوهيدرات تدريجياً إلى نظامي الغذائي من جديد. فمن الصعب أن تموت العادات القديمة أو ربما نحتاج إلى أكثر من ثلاثة أيام حتى نتخلص منها بشكل نهائي. حيث ينبغي على المرء التفكير بقضاء مدة أسبوعين هناك على الأقل للتخلص من عاداته غير الصحية والعودة إلى حياته الطبيعية بروح عالية (وربما بصديق أو صديقين جدد) ليكون على استعداد للمتابعة في روتين حياة جديد مليء بالطاقة والحيوية والنشاط.
تتراوح تكلفة الإقامة في منتجع كانيون رانش لمدة ثلاث أو سبع أو عشرة أيام بين 3000$ وحتى 10,000$ دولار أمريكي.
