إنّ تنظيف فروة الرأس هي خطوة يشدّد الخبراء في العناية بالجلد وكذلك المتخصّصين في عالم الشعر، على الالتزام بتطبيقها، وذلك للوقاية من الإصابة بالحالات الجلديّة، وتعزيز نموّ الشعر بطريقة سليمة.
كما كلّ منطقة في جسمك، تحتاج فروة الرأس إلى عناية منتَظَمة منك، لتحافظي على صحّتها وتحميها من ظهور عوارض الحالات الجلديّة التي تصيبها إن تراكمت الجراثيم والخلايا الميتة عليها. وإن كنت تعتقدين أنّ استخدام أفضل أنواع الشامبو للشعر هو الوسيلة الكافية لتنظيف فروة الرأس، عليك أن تدركي أنّ ذلك غير صحيح، بل إنّ الأمر يتطلّب القيام بخطوات مختلفة تضمن إزالة كلّ ما هو متراكِم عليها. فالجلد في هذه المنطقة هو أكثر سماكة من الموجود في أنحاء أخرى من الجسم، وهو مُغطىً بكميّة أكبر من الغدد الدهنيّة التي تنتج الزيوت، والتي عندما تصبح زائدة تلتقط الأوساخ والغبار من الخارج، فتتراكم مع مرور الوقت، وتتحوّل إلى خلايا ميتة، وتسدّ مجرى تنفّس البصيلات. وبسبب ذلك، لا يصل الأكسجين لهذه الأخيرة بالكميّة التي تحتاجها، الأمر الذي يُضعفها، ويسبّب تساقط الشعر وعدم نموّه بطريقة سليمة. كذلك، يتسبّب ذلك بالمعاناة من حالات جلديّة قد يصبح علاجها غير سهلًا إن تفاقمَت، ومن بينها القشرة والفطريّات، والتي تترافق مع عوارض مزعجة، مثل الحكّة والاحمرار والرائحة الكريهة.
قبل أن تعرفي الطريقة الملائمة للاعتناء بهذه المنطقة، يتوجّب عليك وضع أمور عدّة في الاعتبار، ومن أهمّها، نوعيّة البشرة فيها، أي إن كانت جافّ، أو دهنيّة، أو عاديّة، وأيضًا إن كنت تعانين من أي حال جلديّة، مثل الإكزيما. ومن هنا، عليك اختيار المنتجات المناسبة، بدءًا من الشامبو، إلى البلسم، والأقنعة المغذيّة، إضافة إلى أنواع السيروم المفيدة للشعر. وبما أنّ غسل الشعر بالطريقة الاعتياديّة وفرك فروة الرأس أثناء ذلك لا يفي بالغرض المطلوب، أي بتنظيف هذه الأخيرة جيّدًا، عليك اللجوء إلى تقنيّات أخرى، تضمن انتعاشها الدائم ونظافتها، وتمنع انسداد المسام، وتراكم الزيوت المفرط. وفي ما يلي، سنخبرك عن دليل مُفَصَّل عن كلّ ما هو متعلّق بتنظيف فروة الرأس، لتشعري من الآن وصاعدًا، بأنّها صحيّة ومنتعشة.
أهميّة تقشير فروة الرأس
إنّ تقشير فروة الرأس هي أضمن طريقة لتنظيفها جيّدًا، وإزالة كلّ الخلايا الميتة والزيوت الفائضة والأوساخ المتراكمة عليها، والمؤديّة إلى انسداد المسام التي توصل الأكسيجين إلى طبقات الجلد الداخليّة في هذه المنطقة، وإلى البصيلات. للقيام بذلك، اغسلي شعرك بالشامبو، واستخدمي مقشّرًا تختارينه من علامة موثوقٌ بفعالية منتجاتها، ومن ثمّ وزّعي القليل منه على فروة رأسك، ودلّكي بحركات دائريّة باستخدام أصابعكِ لمدّة خمس دقائق تقريبًا، وبعد ذلك، أزيلي المُنتَج بالمياه، مع الحرص على عدم ترك أي آثار منه. وإضافة إلى عمَل هذه التقنيّة على إزالة الأوساخ المتراكِمة، هي تحفّز أيضًا تدفّق الدورة الدمويّة في فروة الرأس، الأمر الذي يوصل العناصر المغذيّة إلى أنحائها كافّة، ما يعزّز صحّة البصيلات ونموّ الشعر. ومن المهم أن تستخدمي مقشّرًا ذي تركيبة لطيفة لا تسبّب ظهور أي عوارض حساسيّة، ولتتأكّدي من ذلك، جرّبي القليل على منطقة صغيرة، وانتظري لمدّة 10 دقائق، وإن لم تلاحظي ظهور أي ردود فعل تحسسيّة، فذلك يعني أنّ المنتَج آمن للاستخدام. وإن كنت تفضّلين الخلطات الطبيعيّة، في إمكانك تحضير مقشّر عبر مزج البنّ أو الشوفان مع أحد الزيوت المفيدة للشعر، ومن أكثرها فعالية، زيت جوز الهند، لأنّه يحتوي خصائص مطهّرة.
نصائح تنظيف فروة الرأس
يتطلّب الاعتناء بفروة الرأس والحفاظ على نظافتها، أن تلتزمي بتطبيق نصائح يشدّد خبراء العناية بالشعر، وأيضًا أطبّاء الجلد على أهميّتها. وأبرزها في ما يلي:
استخدام شامبو لطيف
قبل أن تستخدمي أي شامبو، تأكّدي من محتويات تركيبته، لأنّ بعض المكوّنات تكون قاسية على فروة الرأس، وينتج عن تعريضها لها ردود فعل تحسسيّة. من المهم أن تختاريه بتركيبة لطيفة، وخالية تمامًا من المواد التي يحذّر الخبراء من الامتناع عن تعريض الشعر لها، ومن بينها، الكبريتات والـ «بارابين»، إذ تؤدّي إلى جفاف الجلد والشعر، وتقلّل أيضًا من قدرتهما على التصدّي للعوامل المضرّة، مثل الأشعّة ما فوق البنفسجيّة، هذا إضافة إلى التقليل من إنتاج الزيوت التي تعدّ ضروريّة لتوفير الترطيب.
استخدام الأقنعة المرطّبة
عندما تفقد فروة الرأس رطوبتها، تصبح جافّة وبيئة مثاليّة للبكتيريا والجراثيم، ولذا، من المهم أن تطبّقي الأقنعة التي تؤمّن لها الترطيب بين الفترة والأخرى، إذ بفضلها، تخفّ نسبة ما يتراكم على فروة الرأس.
غسل فروة الرأس جيّدًا
عندما تغسلين شعرك بالشامبو، دلّكي فروة رأسك جيّدًا بأطراف أصابعك، مع الحرص على عدم جعل أظافرك تلامسها، لأنّها تتسبّب بجروح خفيفة. وعندما تشطفين شعرك، تأكّدي من أنّك أزلت كلّ آثار الصابون عن رأسك، لأنّ ترك ولو القليل منها يتحوّل إلى طبقة جافّة تسدّ المسام.
تخصيص منشفة للرأس
خصّصي منشفة لتجفيف شعرك وحسب، ولا تختاريها لأيّ استخدامات أخرى، واطلبي ممّن يقطنون معك في المنزل عدم استعمالها. كذلك، تأكّدي من غسلها فورًا بعد تجفيف شعرك، ولا تبقيها رطبة إن اضطررتِ لوضعها مع الملابس الملوّثة لغسلها لاحقًا، إنّما أتركيها جانبًا لتجفّ.
تنظيف أدوات تصفيف الشعر
تنتقل الأوساخ والجراثيم بسهولة إلى فروة الرأس إن استخدمت أي أدوات غير نظيفة لتصفيف شعرك. ولذا، عليك إزالة الغبار والشعر من الفرشاة دائمًا، وتطهير مملّس الشعر، وتنظيف المجفّف من الغبار، وذلك بعد كلّ استخدام.
حماية شعرك من الهواء الملوّث
الجوّ الملوّث هو من أكثر ما يؤدّي إلى تراكم الأوساخ على فروة الرأس، ورغم أنّ حمايتها منه ليس بالأمر السهل في نمط الحياة الذي نعيشه حاليًّا، إلّا أنّه ليس مستحيلًا. ومن أبرز الطرق لتقومي بذلك، ارتداء قبّعة عندما تخرجين من المنزل، وإغلاق نوافذ السيارة أثناء تواجدك فيها، وتجنّب الجلوس في المساحات الخارجيّة الموجودة في أماكن مزدحمة بالسيارات.
إجراء التنظيف العميق
زوري عيادات تقدّم خدمات جماليّة مختلفة، لتجرّبي علاج تنظيف فروة الرأس بعمق، وهو إجراء يمكنك القيام به كلّ ثلاثة أشهر تقريبًا، حيث يتمّ من خلاله تقشير فروة رأسك بلطف، واستخدام أدوات تزيل جزيئات الأوساخ الصغيرة جدًّا.
اقرئي أيضًا: دليلك الكامل لحماية شعرك من الحرارة والحفاظ على لمعانه