مع استمرار تصاعد الاحتجاجات في كل مكان بالولايات المتحدة ضد العنصرية الممنهجة ووحشية الشرطة، تسابقت الشركات في شتى أنحاء العالم للتعبير عن تضامنها مع حركة “حياة السود مهمة”، وذلك من خلال تعديل أنشطتها ونماذج عملها المؤسسية. ومن بين هذه الشركات ’جونسون آند جونسون‘ المتعددة الجنسيات التي أكدت مؤخراً قرارها بوقف بيع منتجات ’فيرنس‘ من ’كلين آند كلير‘ و’فاين فيرنس‘ من ’نيتروجينا‘. وكانت هذه المنتجات تباع حصرياً لأسواق آسيا والشرق الأوسط، وغير متوفرة بالولايات المتحدة.
وفي بيان لها، أوضحت الشركة: “أظهرت المناقشات التي دارت على مدى الأسابيع القليلة الماضية أن بعض أسماء المنتجات والادعاءات بشأن منتجات ’نيتروجينا‘ و’كلين آند كلير‘ للتخلص من البقع السوداء تعطي انطباعاً بأن البشرة الفاتحة أو البيضاء أفضل من لون البشرة الطبيعي. ولم تكن هذه نيتنا بتاتاً – فالبشرة الجميلة هي البشرة الصحية”.
ومن جانبها، ستقوم الشركة عما قريب بتحديث موقعها الإلكتروني ليعكس هذه التغييرات، مؤكدة أنها ستتوقف عن إنتاج وشحن منتجات هذين الخطين، إلا أنها ستظل متوافرة في المتاجر لفترة أطول قليلاً إلى حين نفاد الكمية. وقد جاء قرار الشركة المتعددة الجنسيات في أعقاب تلقيها مؤخراً موجة من ردود الأفعال الغاضبة بشأن الترويج للبشرة الفاتحة. هذا ولم تسْلم المنتجات المماثلة من الشركات المنافسة، مثل شركة ’بروكتر آند غامبل‘ وشركة ’يونيليڤر‘ من الانتقادات نفسها، حيث واجهت الأخيرة التماساً يحمل توقيع 11 ألف شخص يطالبونها فيه بوقف إنتاج مجموعة ’فير آند لاڤلي‘. ويشار إلى أن مجموعة ’فير آند لاڤلي‘ تعد عميلاتها بـ”بشرة بيضاء وصحية ورطبة”، وتتضمن عدداً من منتجات تفتيح البشرة، منها كريم مرطب تزعم الشركة أنه يعمل على “تفتيح لون البشرة خلال أربعة أسابيع”.
ووفقاً لدراسة تم نشرها من قبل مؤسسة ’يورومونيتور إنترناشيونال‘، تم بيع ما يربو على 6 آلاف طن من مستحضرات تبييض البشرة العام الماضي على مستوى العالم، بما في ذلك المنتجات التي تم تسويقها تحت مسمى الكريمات المقاومة لآثار التقدم في العُمر لعلاج البقع السوداء والنمش. وعلى إثر هذه الحملة الشعواء التي تعرضت لها منتجات ’جونسون آند جونسون‘، أعلنت الشركة عن إدخال بعض التعديلات على علامتها ’باند آيد‘، مشيرة إلى أنها تعتزم إطلاق مجموعة من الضمادات “بدرجات فاتحة ومتوسطة وداكنة للبشرة البنية والسوداء بما يشمل كل أنواع البشرة الجميلة بمختلف ألوانها”.
اقرئي أيضاً: شاهدي مجموعة من أبرز الأفلام التي تناقش قضية التفرقة العنصرية