Photo: كارتييه
أطلقت دار كارتييه أحدث عطورها المسمى لا بانثر نوار أبسولو حصرياً في أسواق الشرق الأوسط، وتتميّز زجاجة هذا العطر بتصميمها اللافت الذي نُحت من الداخل بشكل نمر كارتييه الأيقوني، بينما جاءت الرائحة مطوّرة من رائحة عطر لابانثر (2014)، من إبداعات ماتيلدا لوران صانعة العطور في دار كارتييه. أما الإلهام وراء هذا العطر المعزز برائحة العود المميزة فهو بكل تأكيد نمر كارتييه الشهير.
لهذا النمر تاريخ طويل مع دار المجوهرات الفاخرة، فقد ظهر في الدبابيس والأساور وحتى الخواتم على مدى قرن كامل. وقد شاع أن الماركيزا الشجاعة لويزا كاساتي هي مصدر الإلهام وراءه، إذ كانت تتبختر في شوارع باريس مع قططها المفترسة وبالأخص نمرها الذي كانت تقوده برسن مزيّن بالألماس. كما يقال أن هذه الحيوانات كانت رمزاً للأنوثة والرقي في مصر في القرن التاسع عشر، وقد ظهرت في المجوهرات للمرة الأولى عام 1914 في ساعة صنعت لتحاكي فرو النمور المرقّط من الألماس والعقيق اليماني، وهو نفس العام الذي أهدى فيه تشارلز باربييه رسمه تصوّر سيدة أنيقة مع نمر أسود يتمدد تحت قدميها. (ويقال أن هذا السيده هي الماركيزا كاساتي المذكورة أعلاه) ولكن فترة ازدهار النمر وظهورة في معظم المجوهرات البراقة كانت تحت الإدارة الإبداعيّة لجين توسان، في الفترة بين عامي 1933 و 1970.
أرشيف كارتييه
وقد قامت توسان بتجسيد كل ما تمثّله القطط المفترسة في مجموعة لا بانثر من كارتييه، فجاءت بتصاميم محكمة ورشيقة وأنيقة وحرّة. وزيّن ديكور متجر الدار في باريس بجلود النمر الفاخرة، ومن الممكن أن تكون هذه المصممة المولودة في بلجيكا أول سيدة ترتدي معطفاً بطبعة تحاكي فرو النمر في باريس، ولم يمض وقت طويل بعدها حتى أصبح النمر رمزاً لدار المجوهرات العريقة.
وظهر نمر كارتييه بصورة كاملة للمرة الأولى في صندوق المجوهرات الذي قدّمه لويس كارتييه كهديّة لجين توسان عام 1917، إذ أظهر الصندوق المصنوع من العقيق اليماني نمراً يسير بين شجرتي سرو خضراء، وفُتح بعده المجال لظهور النمر في قطع مختلفة من المجوهرات البراقة من خواتم وأساور وعقود ودبابيس.
بارون أدولف دي ماير / أرشيف كارتييه
كارتييه
بدأ جين توسان بتوجيه كارتييه نحو عالم العطور عام 1938، وقدّمها في هذا المجال، قبل توقف الحرب العالميّة الثانية لذلك قامت ماتيلدا لوران صانعة العطور لدى الدار بتكريم توسان بصنع عطر لا بانثر عام 2014 وهو مزيج فوّاح من الغاردينيا والأخشاب. أما اليوم، فقد جددت كارتييه هذا العطر ليتماشى مع الذوق العام في الشرق الأوسط، ففي عطر نوار آبسولو دمجت لوران روائح الأزهار المختلفة مع رائحة العود لتكون النتيجة قويّة وأنيقة، مشابهة للنمر بشكلٍ أو بآخر.
